فضل العشر الأواخر من رمضان

اقرأ في هذا المقال


العشر الأواخر:

العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك: هي الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حيث أنَّنا كما نعلم جميعاً، فإنَّ شهر رمضان مثل باقي الشهور العربية تارةً يكون ناقصاً فيكون عدد أيامهِ تسعة وعشرون، وتارة أخرى يكون كاملاً فيكون ثلاثين يوماً.

وشهر رمضان المبارك تمَّ تقسيمة إلى ثلاثة أقسام تتمثل في العشرة الأولى، والثانية، العشر الأواخر، حيث إنَّ لكلِّ قسم صفة تميِّزه، فالذي يميِّز العشر الأواخر من شهر رمضان، هو أنَّها أيامُ العتق من النار، وهي تبدأ من ليلة21 إلى ليلة 29 أو 30 حسب عدد أيام شهر رمضان الفضيل.

والعشر الأواخر من شهر رمضان : هي الأيام التي تقع فيها ليلة القدر العظيمة التي يسعى المسلمون جميعاً إلى إدراكها ونيل أجرها العظيم، وهذا ما يجعل العشر الأواخر مُميَّزة ومُفضَّلة عن باقي الأيام، وهي بمثابة آخر فرصة للصائمين لتدارك ما ضاع منها من أجر للتائبين وعتق لهم من النار.

وللعشر الأواخر من رمضان عند الرسول ــ صلّى الله عليه وسلم ــ وأصحابه أهمية خاصة فيهم، ولهم فيها هَديٌّ خاص بهم، فقد كانوا أشدَّ ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة، والعبادة والقيام والذكر، وغيرها ممَّا كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الاقتداء بهم. وفي الحديث:(عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يجتهدُ في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره)“رواه مسلم”.

أهمية العشر الأواخر:

وللعشر الأواخر من رمضان عند النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وأصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هَديٌ خاص، فقد كانوا أشدّ مايكونون حرصاً فيها على الطاعة والعبادة،، والقيام، والذكر، وغيرها ممَّا كان يحرص عليها الأولون، وينبغي علينا الاقتداء بهم.

ففي الحديث الشريف:عن عائشة ــ رضي الله عنها ـ، قالت: (كان رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ: يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره)”صحيح البخاري”.

تحرّي ليلة القدر:

التحري لليلة القدر: هو الاجتهاد في العبادة والعمل الصالح، طلباً لليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، وفي الحديث: (عن عائشة رضي الله عنها، أنَّ رسول الله  قال: “تحرُّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)”رواه بخاري ومسلم”.

من أهم الأعمال المُستحبة في العشر الأواخر:

لقد ميَّز الله عز وجل شهر رمضان المبارك بمجموعة من الخصائص والمُميزات العظيمة، مقارنة مع غيرهِ من شهور التقويم الهجري، فهو شهر الانتصارات والخيرات، وفيه يتقرَّب المسلم من خالقهِ من خلال الصيام، والقيام، وتلاوة القرآن، وفي شهر رمضان روحانيات ونسائم من الإيمان، ليس لها نظير في باقي الشهور، فالمسلم يجد نفسه مطمئنُ البال مُستقرُّ الحال وصافي الروح، وهادىء النفس.

شهر رمضان فيه تَحلُّ البركة، والخير، والجود، فكلُّ مسلم يُظهر أحسن ما عندهُ من أخلاق ومُعاملات لعلَّ الله يكتب لهُ بها حسنات، وفي ليالي رمضان لله سبحانه وتعالى عتقاء من النار، حيث إَّن الله جعل لشهر رمضان أيام  مُفضلة ومميزة هي العشر الأواخر من هذا الشهر التي هي أفضل أيام شهر رمضان.

كيف يتعامل المسلمون مع العشر الأواخر من رمضان؟

يتعامل المسلمون مع العشر الأواخر من رمضان كمايلي:

  • الاعتكاف في المسجد اقتداءً بالرسول ــ عليه الصلاة والسلام ــ الذي كان يحرص عليهِ في هذه الأيام الفضيلة والمباركة.
  • إحياء الليل من خلال القيام والتَّهجُّد، وتلاوة القرآن، والدعاء، وطلب الرحمة، والمغفرة، وغير ذلك.
  • الإكثار من الدعاء وخاصة في ليلة القدر.
  • مشاركة الأهل في إداء العبادات من خلال إيقاظ المُتعبِّد لأهلهِ.
  • شغل النفس بالطاعات والابتعاد عن ملذَّات الحياة مثل اعتزال النساء.
  • الإكثار من ذكر الله تعالى من خلال الاستغفار والتهليل.
  • تلاوة القرآن الكريم بخشوع آناء الشهر وختمته.
  • الحرص على تبادل الزيارات، وصلة الأرحام.
  • الإكثار من الصدقات ورفع الديون عن الإخوة المسلمين الذين هم في ضيق.
  • الإحسان إلى المحتاجين والفقراء والرفق باليتامى والعطف عليهم والتغيير من وضعهم.
  • الرجوع والخضوع إلى الله تعالى وإظهار جميع أنواع التوبة والندم والمُسامحة.

قراءة القرآن الكريم:

ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منه على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع، واعتبار معانيه، واتباع أوامره ونواهيه، قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)“البقرة185”.
فهذا شهر القرآن وشهر الذكر والخشوع والتأنّي وشهر الوصول إلى الجنة، وقد كان النبي ــ صلى الله علية وسلم ــ يدارسه جبريل في كلِّ يوم من أيام رمضان حتى يتمّ ما أنزل عليهِ من القرآن، وفي السَّنة التي توفي فيها النبي ــ صلّى الله عليه وسلم ــ قُرئ القرآن على جبريل مرَّتين.

وقد أرشد النبي إلى فضل القرآن وتلاوته فقال:(اقروا القرآن فإنَّ لكم بكلِّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، أمَّا إني لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)”رواه الترمذي وإسناده صحيح”.
وأخبر النبي أنَّ القرآن يُحاجُّ عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال:(يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجَّان عن صاحبهما)” رواه مسلم”.

ولقد كان السلف أشدّ حرصاً على تلاوة القرآن، وخاصة في شهر رمضان، فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ستِّ ليالٍ، فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال، فإذا دخلت العشر ختمه في كلِّ ليلة، وكان الشافعي ــ رحمة الله عليه ــ يختمه في العشر الأواخر في كلِّ ليلة بين المغرب والعشاء. وكذا روي عن أبي حنيفة أيضاً.

وقد أفاد الحافظ بن رجب أنَّ النهي عن قراءة القرآن في أقلِّ من ثلاث إنَّما هو على الوجه المُعتاد، أمَّا في الأماكن الفاضلة في مكة لمن دخلها، أو في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان، والعشر منهُ فلا يكره وعليه عمل السلف.


شارك المقالة: