ما هي صفات آدم عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


صفات آدم عليه السلام:

لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، فجاء خلق الله في أكملِ صورةٍ وأبهى منظرٍ مثل القمر في ليلة البدر تبارك الله أحسنُ الخالقين، خلق الله آدم على صورته وطولهُ ستون ذراعاً وعرضه سبعة أذرع.
روى البخاري ومسلم في صَحيحهما وابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “أول زُمرةٍِ يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشدّ كوكبٍ ذري في السماء أضاءة على خلق رجلٍ واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء”. صحيح البخاري.
فقد أعطي آدم الحسن كله كما قال العلماء معلقين على قول الرسول عندما مرّ بيوسف وهو في الإسراء والمعراج، أنه قد أعطى شطر الحسن، فقالوا إن معناه أنه كان على النصف من حسن آدم. وقد جاءت صورة آدم كما خلقها الله غاية في الجمال والكمال صبغة الله ومن أحسن من الله صبغةً، لذلك حرّم الإسلام لطعم الوجه ففي الحديث الذي رواه مسلم عن طريق أبي أيوب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا قاتل أحدكم أخاه فليتَجنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته” صحيح مسلم.
هناك أحاديثٌ كثيرة تدلُ على أنّ آدم خلقه الله على صورته، وللعلماء في تفسيره ذلك على قولين وهما:
الأول: قال قوم إن الهاء عائدة إلى آدم ومعناه على صورته التي خلقها الله عليه منذ خلقه إلى يوم القيامة. قال ابن حجر في الفتح: إن آدم خلقه الله على صورته التي استمر عليها إلى أن أُهبط وإلى أن مات دفعاً لتوهم من يظنُ أنه لما كان في الجنة كان على صفةٍ أخرى، أو ابتدأ خلقه كما وجد ولم ينتقل في النشأة كما ينتقل ولده من حال إلى حال.
ويقول البغدادي: ومعنى قول النبي عليه الصلاة أن الله خلق آدم على صورته، وهو أنه خلقه على الصورة التي كان عليها في الدنيا لم ينقله في الأصلاب والأرحام على اختلاف الأحوال من نطفةٍ إلى علقة ومضغةٍ وجنين كما فعل ذلك بنسله، ولم يُشوّه خلقه عند إخراجه من الجنة، ولم يُشوه شيئاً من صورة آدم، فذلك قوله خلقه على صورته والكنايةُ راجعة إلى آدم عليه السلام.
الثاني: وقال قومٌ إن الضمير راجعٌ إلى الله وتمسكوا بما وردَ في بعض طرق الحديث. وقال العلماء: إنّ المراد بالصورة هنا الصفة، ويكون المعنى هو إن الله خلقهُ على صفة من العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك، وإن كانت صفات الله لا يشبهها شيءٌ فالله ليس كمثلهِ شيء وهو السميع البصير.

رؤية أهل الكتاب لصورة آدم عليه السلام:

يعتقدُ أهل الكتاب أن الله خلق آدم على صورته، وهذا ما جاء به في التوراة في سفر التكوين: “وقال الله نعملُ الإنسان على صورتنا كشبهنا” وقال: فخلق الله الإنسان على صورتهِ على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم. وقد فسر شراح الكتاب المقدس ذلك النص بقولهم: هو أن الإنسان خُلق على صورة الله من وجوه، أولهما من جهة روحانية إذ أن الإنسان روح عاقلٌ متفكر أدبي حرّ الإرادة، وثانيهما، من جهة صلاح طبيعته وقداستها، وثالثهما، من جهة المعرفة بأمور الخليقة وصفات الباري.
وقال آخرون: إنّ الله خلق الإنسان على صورته تعالى في المعرفة والبر والقداسة بسلطان على الخلائق ذكراً وأنثى خلقهم. وقال آخرون: إن الخلاف قائمٌ على نوعٍ التماثل القائم بين الإنسان وربه، وقد اتفق الجميع على ابتعاد التماثل في الجانب المادي، إذ أن الله منزهٌ عن اللحمِ والدم، وهذا أمرٌ بديهي ولا شك فيه ولا يمكن أن يثور معه نزاع ما.
ويقول ماكنتوش وزملائه أصحاب كتاب شرح سفر التكوين: هكذا المقصود في كون البشر قد خلقهم الله على صورته تعالى، وهو أنهم يمثلون سلطانه على الأرض وأن الإنسان وحده قد أُعطي الامتياز أن يُمثل الله على الأرض.
فهذه هي أقوال ثلةٌ من علماء أهل الكتاب في تفسيره صورة آدم، وهي إلى حد ما مقبولة إذ إن التماثل القائم بين الله وآدم هي في الحياة والعلم والمعرفة، ولكن شتان بين صفات الخالق والمخلوق فالله تعالى ليس كمثلهِ شيء وهو السميع العليم.

طول آدم وعرضه:

أما طول آدم وعرضهُ فهو ستون ذراعاً وعرضهُ سبعةُ أذرع كما جاء في الأحاديث الواردة في صحيحي البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد. فقد روى البخاري عن همام عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً، وعرضه سبعة أذرع”.

المصدر: كتاب قصص الأنبياء، تأليف الطيب النجار.كتاب أطلس تاريخ الأنبياء والرسل، تأليف سامي عبد الله الملغوث.كتاب قصص الأنبياء للكاتب، الشيخ محمد متولي الشعراوي.كتاب قصص الأنبياء، تأليف الحافظ ابن كثير.كتاب آدم عليه السلام بين اليهودية والنصرانية، إعداد الطالب أحمد جابر محمود العمصي- إشراف الدكتور شوقي بشير عبد المجيد.


شارك المقالة: