ما هي صفة يأجوج ومأجوج؟

اقرأ في هذا المقال


صفة يأجوج مأجوج:

إنّ صفة يأجوج ومأجوج التي دلت عليها الأحاديث وهي أنهم يُشبهون أبناء جنسهم من التّرك الغتم المغول وصغارُ العيون، ذلفُ الأنوف، صُهب الشعور، عِراضُ الوجوه، كأن وجوههم المَجانّ المطرقة على أشكال التركِ وألوانهم.
فقد روى الإمام أحمد عن ابن حرملة عن خالته، قالت: خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهوعاصبٌ أصبعه من لدغة عقرب، فقال:” إنكم تقولون: لا عدو، وإنكم لا تزالون تقاتلون عدّواً حتى يأتي يأجوج ومأجوج: عراض الوجوه، صغار العيون، شُهب الشعاف، من كل حّدب ينسلون، كأن وجوههم المَجانّ المُطرقة”.
وقد ذكر ابن حجر بعض الآثارِ في صفاتهم، ولكنها روايات ضعيفة وممّا جاء في هذه الآثار أنهم ثلاثة أصناف: صنفٌ أجسادهم يُشبهُ الأرز، وهو عبارة شجرٌ كبارٌ جدّاً. وصنفٌ أربعةُ أذرع في أربعة أذرع. وصنفٌ يفترشونَ آذانهم ويلتحفون بالأخرى. وقيل أيضاً أن طولهم شبرٌ وشبرين، وأطولهم ثلاثةُ أشبار.
وجاء في حديث النواس بن سمعان أن الله تعالى يوحي إلى عيسى عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج، وأنه لا يُدان لأحدٍ بقتالهم، ويأمرهُ بإبعادِ المؤمنين من طريقهم، فيقول لهم:”حرزُ عبادي إلى الطور”.

أدلة خروج يأجوج ومأجوج:

إن خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان علامةٌ من علامات الساعة الكبرى، وقد دلّ على ظهورهم الكتاب والسنة:
أولاً: أما الأدلة من القرآن:
– فقال الله تعالى في كتابه العزيز:”حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَوَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ” الأنبياء:96:97.
– وقال تعالى في سياقهِ لقصةِ ذي القرنين في سورة الكهف:”ثمَّ أَتْبَعَ سَبَبًاحَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًاقَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّاقَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًاآتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًافَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًاقَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا“92-99.
إن هذه الآيات تدل على شيء واحد وهو أن الله تعالى سخر ذا القرنين، الملك الصالح لبناء السدّ العظيم، ليحجزَ بين يأجوج ومأجوج القوم المفسدين في الأرض وبين الناس، فإذا جاء الوقت المعلوم، واقتربت الساعة، اندكّ هذا السد، وخرج يأجوج ومأجوج بسرعة عظيمة وجمع كبير، لا يقف أمامه أحدٌ من البشر، فماجُوا في الناس، وعاثوا في الأرض فساداً. وهذه علامة على قرب النفخ في الصور، وخراب الدنيا، وقيام الساعة.

ثانياً:
أما الأدلة من السنة المطهرة: إن الأحاديث الدالة على ظهور يأجوج ومأجوج كثيرة، تبلغ حدّ التواتر المعنوي، فقد سبق ذكر منها وسأذكرُ منها طرفاً من بعض الأحاديث:
– منها ما ثبتَ في الصحيحين، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم دخل عليها فَزعاً يقول:” لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرّ قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلّق بأصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت يا رسول الله: انهلكُ وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث”. صحيح البخاري.
– ومنها ما جاء في حديث النوّاس بن سمعان رضي الله عنه، وفيه:” إذا أوحى الله إلى عيسى أني قد اخرجتُ عباداً لي لا يُدان لأحد بقتالهم فحزّر عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدّب ينسلون، فيمرّ أولئك على بحيرة طبريّة، فيشربون، ما فيها، ويمرّ آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرّةً ماء، ويُحصرُ نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدِكم خيراً من مئة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النّغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يُهبط بنبيّ الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبرٍ إلا ملأهُ زهمُهم ونتنُهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسلُ الله طيراً كأعناق البُخت، فتحمِلهم، فتطرحُهم حيث شاء الله” صحيح مسلم.


شارك المقالة: