ما هي قصة عمرو بن عبيد مع التأبيد؟

اقرأ في هذا المقال


قصة عمرو بن عبيد مع التأبيد:

هناك عدة آيات خاصة بالتأبيد، وهناك أيضًا مسألة الخلود والتأبيد في قصة عالم من أعلام العقائد في العصر العباسي وهو عمرو بن عبيد، وقد كان من العلماء الذين اشتهروا بالحفاظ على كرامة العلم وعزة العلماء؛ قال عنه البعض من الناس الذين تنسبوا للعلم: “كلهم طالب صيد إلا عمرو بن عبيد”. فقد كان يتحلى بمنزلة علمية كبيرة جدًا وكانت نفسه ذات عزة إيمانية تفوق على صغائر الحياة، وكان يتصف بدقة الرأي.

الحكاية التي قصها قيس بن أنس عن عمرو بن عبيد:

لقد روى قيس بن أنس رواية عن عمرو بن عبيد أنه قال: كنت جالس عند عمرو بن عبيد وإذ به يقول: يجيء بي يوم القيامة فيقال لي: لماذا قلت بأن قاتل العمد لا توبة له، قال: فقرأت قوله تعالى: “فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا” النساء:93. فكان يتوجب على عمرو إلى أن يلتفت إلى أن الإلهام الذي جاؤه أو الرؤيا التي أراها الله له بأنه سوف يؤتى به يوم القيامة حتى يسأله لماذا أفتى بأن لا توبة لقاتل العمد، فكان من الواجب أن ينظر إلى أن لقاتل العمد توبة؛ وذلك لأن سؤاله عن ذلك يوم القيامة يدل إلى عتاب في ذلك.

إننا نقول ذلك حتى نعلم بأن الله تعالى جعل فوق كل ذي علم عليمًا، ولكن عمرو ذكر ما جاء في قول الله تعالى: “فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا”، فقال قيس بن أنس إني كنت أصغر الموجودين سنًا، فقلت له: لو كنت معك لقلت كما قلت: “فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا” وقلت أيضًا: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ” النساء:48. فرد قيس وقال: والله ما رد على عمرو بن عبيد ما قلت. فمعنى ذلك هو موافقة عمرو بن عبيد.

والأمر المستفاد هنا من هذه القصة هي أن لا نأخذ كلمةخَالِدًا فِيهَا” بأنه التأبيد الذي ليس له نهاية؛ وذلك لأن الله تعالى استثناه من الخلود في آية أخرى. فالله تعالى بعد أن بيّن حكم القتل العمد والقتل الخطأ ظل يبحث العلماء حتى عثروا على نوع ثالث للقتل وهو “شبه العمد” وهو الذي يعني أنه قتل لا عمدًا ولا خطأً.

فعلى سبيل المثال أن يقدم شخص على شخصًا آخر ويضربه بآلة هي لا تميت ولكنه مات، فثبت هنا بأن العمد وُجد لأن الضارب يضرب ويمسك بيده آلة ويضرب بها، وصدف بأن هذه الآلة تقتل الشخص بالرغم من أن هذه الآلة لا تُقتل ولا تميت في الغالب، فأشار العلماء هنا إلى أن القتل لا بد، فلا يتوجب القصاص ولكن وجبت هنا الدّية.


شارك المقالة: