هل طلب العلم الشرعي يعين على لقاء ثبات الدجال؟

اقرأ في هذا المقال


من هو الدجال؟

الدجال: وهو اسمٌ مأخوذ من الدَجَلِ ألا وهو الكذب، وهي علامةٌ على رجلٍ يظهر في آخر الزمان يدّعي الربوبية، وسيجري الله على يديه البعضُ العجائب والخوارق ما تعظمُ به الفتنة على البشر، ويَحدث خُروجه اهتزازاً وتشكيكاً في العقائد الدينيةِ، فيقسمُ الناس في شأنه بين مصدقٍ مقتنع، وتابع راغب أو راهب، وبين مكذب فار من فتنته، أو مكذب مقاوم.
وقد حذّر الأنبياء أممهم منه، وتوسع النبي صلى الله عليه وسلم في توضيحِ خطورته على عقائدِ الناس ودياناتهم، ووضّحَ للأمة شأنهُ وفصّل في أمره فوصف شكله وخلْقَه، وبين خوارقه ووجوه دجّله، وأوضح أتباعه ومريديه، وأعلم الأمة بمدة لبثه ومكثه في الأرض، وطريقة موته ومن يقتله في تفصيل دقيق شمل حياة الدجال كلها؛ نصحاً للأمة وصيانة لدينها أن يداخله تشكيك أو ريب.

هل طلب العلم الشرعي يعين على لقاء ثبات الدجال؟

إنّ طلب العلم الشرعي يعين على الثبات عند لقاء الدّجال، وعدم الافتنانِ بفتنته. ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم: ” إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم”. فأهل العلم يُبصرون بنور الحق، فيعرفون أنه الدّجال الضال المُضل الذي أخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام فيُثبتون أمام فتنته، أما أهل الجهل الذين لم يستضيئو بنور العلم وهم أكثر أتباعه فإنهم يقعون في فتنته ويتبعونه، فقد أخرج البزار عن ثعلبة بن عباد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فمن اعتصم بالله، فقال: ربي الله، حيّ لا يموت، فلا عذاب عليه، ومن قال: أي الدجال أنت ربي، فقد فُتن”.
وأخرج الإمام أحمد عن أبي قلابة قال: “رأيت رجلاً بالمدينة، وقد طاف الناس به، وهو يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم فإذا جاء رجل من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قال: فسمعتهُ وهو يقول: إن من بعدكم الكذاب المضل، وإن رأسه من بعده حبك حبك حبك، ثلاث مرات، وإنه سيقول: أنا ربكم، فمن قال: لسن ربنا، لكن ربنا الله، عليه توكلنا، وإليه أنبنا، نعوذ بالله من شرك، لم يكن عليه سلطان” وفي رواية: ونعوذ بالله منك، قال: فلا سبيل له عليه”.
وأهل العلم هم أكثر الناس معرفةً بالله تعالى، وبأسمائه وصفاته، فيعلمون أن الله: “ليس كمثله شيء” الشورى:11. أما الدجال فهو أعور، والله ليس بأعور، ويعلمون أن الله لا يُرى في الدنيا، كما أن الدّجال يراه الناس عند خروجه: مؤمنهم وكافرهم. فالتسليحُ بالعلم الشرعي حصنٌ حصين، يحمي من عواصف الفتن، وخصوصاً فتنة الدجال، ودليل ذلك ما أخرجه الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “يَأتي الدَّجال، وهو محَرمٌ عليه أن يدخلَ نقَاب المدِينَةِ، بَعضَ السِّبَاخ الَّتي بالمَدِينَةِ، فَيَخرجُ إلَيهِ يَومَئذٍ رجلٌ هو خَير النَّاس، أو مِن خَيرِ النَّاسِ، فيَقولُ أشهَدُ أنَّك الدَّجال، الذي حدثَنا عنك رسولُ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ حديثه، فيَقول الدَّجال: أرأَيت إن قَتلت هذا، ثُم أحيَيته هلْ تَشكُّون في الأمرِ؟ فيَقولون: لَا، فَيَقْتله ثُم يُحيِيهِ، فيَقول حين يُحييه: والله ما كُنت قَطُّ أشد بَصِيرَةً منِي اليَوم، فيَقول الدَّجال: أقتلُه فلا أُسلَّط عليه.
وفي رواية أخرى عن مسلم: “يَخرجُ الدَّجال فَيتوَجهُ قِبله رجلٌ مِن المؤمِنِين، فَتَلقاه المسالِح، مسالح الدَّجال، فيقولون له: أين تَعمد؟ فيَقول: أعمِدُ إلى هذا الذي خَرج، قال: فيَقولونَ له: أو ما تُؤمِن برَبِّنا؟ فيَقول: ما برَبِّنا خفاءٌ، فيَقولون: اقْتلُوه، فيَقول بَعْضُهُمْ لِبَعضٍ: أليسَ قد نَهاكم ربُّكم أن تَقتلُوا أحدًا دونه، قالَ: فَيَنطَلِقون به إلى الدَّجال، فإذا رَآه المُؤمِن، قالَ: يا أيها النَاس هذا الدَّجال الذي ذَكَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلمَ، قال: فَيَأمُر الدَّجال به فيُشبَّح، فيَقول: خُذوه وشجُّوه، فيوسع ظَهره وبطنه ضربًا، قالَ: فيَقول: أو ما تُؤْمِن بي؟ قال: فيَقول: أنت المَسِيح الكَذاب، قال: فيُؤْمَر به فيؤْشر بالمِئشارِ مِن مفرِقه حتى يُفَرق بيْنَ رِجلَيه، قال: ثُم يَمشِي الدَّجال بين القِطْعَتَيْنِ، ثُمَّ يقول له: قُم، فَيَستَوي قائماً، قال: ثُم يقول له: أتُؤْمِن بي؟ فيَقول: ما ازدَدت فِيك إلَّا بَصِيرةً، قال: ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يَفعل بعدي بأَحد من النَّاسِ، قال: فَيَأخذه الدَّجال لِيذبحهُ، فيُجعل ما بين رقَبَته إلى تَرقوته نحاساً، فلا يستطِيع إلَيه سبِيلًا، قال: فَيَأخذ بيَديه ورِجلَيه فَيَقذِف به، فَيحسِب النَّاس أنّما قَذَفَه إلى النَّارِ، وإنَّما ألقِي في الجنَّة فَقال رسولُ الله صلَّى اللَّه عليه وسلمَ: هذا أعظَم النَّاسِ شَهادَةً عِندَ ربِّ العالَمِين”. صحيح مسلم.

المصدر: كتاب المسيح الدجال، للكاتب الدكتور مصطفى محمود.كتاب الدار الآخرة أشراط الساعة الكبرى المسيح الدجال، للشيخ ندا أبو أحمد.كتاب المسيح الدجال يأجوج ومأجوج، تأليف شمس الدين أبي عبد الله محمد أحمد القرطبي.كتاب قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام وقتله إياه على سياق رواية أبي أمامة تأليف محمد ناصر الدين الألباني.كتاب قصة خروج المسيح الدجال، تأليف أبي مريم مجدي فتحي السيد.


شارك المقالة: