وظائف السنة النبوية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلم في رسالته مهمة عظيمة، تتمثل في أبلاغ رسالة الإسلام كاملة غير منقوصة، وجاء الأمر من الله تعالى باتباع النّبي صلّى الله عليه وسلم ، وعدم عصيانه، لأنّ عصيان صاحب الرسالة تشكيك بالرسالة، فقال الله تعالى:( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، وجعلت من سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منهجاً لأمَّة الإسلام، فهي الطريق إلى فهم هذا الدين ومعرفه عباداته وتطبيقها، فالرسول عليه الصّلاة والسلام ليس مبلّغاًفهو موضحاً لما أمره ربه عز وجل بتبليغه، فلم ينقضي أجل النّبي بالدنيا إلا وقد وضّح وبيّن وأكمل كل ماعليه، ولم يكن في سنّته عليه الصلاة والسلام ما عارض كتاب الله تعالى.

فما هي أهميّة السنّة ووظائفها في التشريع الإسلاميّ.

السنّة النّبويّة منهج أمّة

إنّ السنّة النّبوية منهج لأمّة محمد صلّى الله عليه وسلّم، سار عليها الصّحابة رضوان الله عليهم حتى وصلت إلينا موصولة السّند عملاً وقولاً ونقلاً، فكانت السبيل إلى فهم هذا الدين، ومرجعاً للمجتهدين من أهل العلم الشرعي وخاصّة الفقهاء، وأصولاً للقياس، ومصدراً يؤخذ منه تفسير ما أشكل فهمه من القرآن، ومع تقدّم الزّمان نجد أنّ للسنّة النّبويّة أهمية عظيمة في تنظيم حياة الأمّة وتيسير حالها، فكانت رغم تقدّم الزمان وما ظهر من تجديد مرجعاً وسبيلاً لأمّة الإسلام الّتي تقتدي بنبيها المصطفى عليه الصّلاة والسّلام.

وظائف السنّة النّبويّة

إنّ للسنّة النّبويّة المطهرة وظائف ظهرت آثارها على التشريع الإسلاميّ تتمثل فيما يلي:

أولاً: أن تأتي فتؤكد ما جاء في كتاب الله عز وجل، ومن الأمثلة على ذلك: ما جاء في السنّة من حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم (بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله وإقامة الصّلاة.. إلخ الحديث) فهذا من المؤكِّد لما جاء في كتاب الله تعالى في التأكيد على العبادات كقول الله تعالى(وأقيموا الصلاة ).

ثانياً: أن تأتي السنّة النبوية مبينة لما كان مجملاً في القرآن الكريم، ومن الأمثلة على ذلك ما جاء من النّبي صلّى الله عليه وسلّم في تعليمه لصحابته الكرام تأدية الصّلاة الّتي جاءت مجملة فقال: (صلّوا كما رأيتموني أصلي).

ثالثاً: أن تأتي السنّة النّبويّة بأحكام جديدة زائدة لما جاء في القرآن البكريم، ومن الأمثلة على ذلك ما جاء في السنّة النّبويّة الشريفة من تحريم الجمع بين المرأة وعمّتها والمرأة وخالتها، وقد جاء في القرآن في حكم تحريم الجمع بين المرأة وأختها فقط وغيره من الأمثلة كثيرة.

رابعاً: أن تأتي السنّة النّبويّة مفسرةً للقرآن وأمثلة ذلك كثيرة منها: ما جاء في سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حديث عقبة بن عامر أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:((وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة، ألا إنّ القوّة الرّمي، ألا إنّ القوّة الرّمي، ألا إنّ القوّة الرّمي )).

وممّا ذكر نستنتج أهمية السنّة النّبويّة كمنهج في الشريعة الإسلامية بعد القرآن وأنّه لا يجوز الاستغناء عنها وأنّها حجّة واجبة الاتّباع في أصول الدّين.


شارك المقالة: