أسطورة جايسون والصوف الذهبي

اقرأ في هذا المقال


القصص في الأساطير اليونانية هي التي تجعل الآلهة اليونانية والآلهة وأنصاف الآلهة لا تنسى، حيث أصبحت مغامراتهم موضوع أعمال العديد من الفنانين بل إنّ بعضهم أثر في التقاليد والمصطلحات في العالم الحديث، وهناك دليل على وجود بعض الشخصيات الأسطورية اليونانية في الحياة الواقعية ولكن القصص والشخصيات الأخرى أكثر أسطورية وقد لا تبدو أكثر من قصص خيالية لمعظم الناس، وقصة الصوف الذهبي تحيط بالبطل اليوناني جايسون والصوف الذهبي هو صوف الكبش المجنح الطائر المسمى كريوس كريسومالوس (Crius Chrysomallos) أو الكبش الذهبي المصقول في الأساطير اليونانية.

من هو الكبش الذهبي المصقول

وفقًا للشاعر الروماني أوفيد في كتابه التحولات كان كريسومالوس الكبش الذهبي ابن بوسيدون إله البحر وثيوفان ابنة بيسالت ابن هيليوس و جايا، وكانت ثيوفان امرأة جميلة مما يعني أنّها غالبًا ما تغمرها الرجال، وحملها بوسيدون بعيدًا إلى جزيرة كروميسا حيث حولها إلى نعجة وهو نفسه إلى كبش، وبعد وضع الكبش مع بعضها البعض في شكل نعجة وكبش ولد كريسومالوس الكبش الذهبي.

تم إرسال الكبش من قبل نيفيل (Nephele) وهي حورية سحابة لإنقاذ أطفالها هيلي وفريكسوس من التضحية بهم، وحمل فريكسوس طوال الطريق من أوركومينوس (Orchomenos) في بيوتيا إلى كولشيس، ولكن هيلي (Helle) سقط من ظهر الكبش في الرحلة وغرق في البحر، وعندما وصلوا إلى كولشيس ضحى فريكسوس بالكبش ووضع صوفه الذهبي في بستان مقدس لآريس، وسيصبح هذا الصوف الذهبي بعد ذلك الشيء الذي تم إرسال جايسون ورواده لاستعادته.

من هو جايسون

كان جايسون شخصية في الأساطير اليونانية ذهب في مهمة بحث مع بعض من أقوى الأبطال في عصره وأصبحت واحدة من أشهر القصص في الأساطير، وكانت مهمتهم هي استعادة الصوف الذهبي من الملك اييتس من كولشيس (Aeetes of Colchis)، ولم يكن جايسون دائمًا مرتبطًا بمجموعة قوية من الأبطال ولكنه كان دائمًا ابن ملك، فكان والد جايسون يدعى إيسون وهو ملك يولكوس في ثيساليا، أما بالنسبة لوالدة جيسون فلا أحد لديه فكرة دقيقة عن هويتها، ولكن كان من الممكن أن تكون ألكيميد (Alcimede) التي كانت ابنة كليمين (Clymene) أو تايرو (Tyro) ابنة سالمونيوس (Salmoneus)، ومهما كانت والدة جايسون لم يكن لها دور كبير في حياته.

على الرغم من أنّ إيسون كان والد جايسون إلّا أنّه لم يقم بتربيته حيث ولد جايسون ميتًا عندما كان طفلًا لذلك أرسله إيسون إلى تشيرون القنطور في الأساطير اليونانية الذي أصبح فيما بعد كوكبة القوس، وقام تشيرون بتربية جايسون حتى أصبح بالغًا وفي ذلك الوقت حاول جايسون العودة إلى إيولكوس حيث ولد، ولم يكن جايسون موضع ترحيب في إيولكوس بسبب الملك بيلياس (Pelias) الذي أخذ عرش وسلطة إيسون والد جايسون.

البحث عن الصوف الذهبي

السبب وراء احتياج جايسون للعثور على الصوف الذهبي في المقام الأول هو الترتيب الذي قدمه بيلياس، فقد جاء بيلياس بفكرة جايسون الذي تحدث مع عمه عما سيفعله لإبعاد شخص ما، ولم يدرك جايسون في ذلك الوقت أنّ بيلياس أراد التخلص من جايسون إلى الأبد، وتولى بيلياس العرش في إيولكوس من والد جايسون مما جعل جايسون لم يعد وريثًا للتاج، ولذلك نظرًا لأنّ بيلياس شعر على الأرجح بالتهديد من قبل جايسون لم يكن يريده في أي مكان بالقرب من إيولكوس، فأرسله بيلياس في مهمة مستحيلة لجلب الصوف الذهبي من اييتس من كولشيس، ولم يرفض جيسون الأمر الذي أرسله بيلياس لأجله بل قام بدلاً من ذلك بتجميع أسطول من الأبطال والمحاربين لمساعدته في رحلته وكانت هذه المجموعة هي أرجونوت.

أعضاء أرجونوت

يتكون أرجونوت (Argonauts) من خمسين بطلاً على الأقل أو أكثر وذلك بالاعتماد على المصدر الذي يقوم الفاحص أو القارئ بمراجعته، ويعتقد بعض المؤرخين اليونانيين أنّه كان هناك حوالي خمسة وثمانين عضوًا وكان عدد قليل من أرجونوت المعروفين جايسون ، وهيراكليس -هرقل- (Hercules) وكاستور (Castor) وبوليديوسيس (Polydeuces) وإيفيموس (Euphemus) وبريكليمينوس (Periclymenus) وأورفيوس (Orpheus) وإريتوس (Erytus) وإيكيون (Echion) وكاليه (Calais) وزيتس (Zetes) وموبسوس (Mopsus).

تحديد موقع الصوف الذهبي

تم تسمية سفينة أرجونوت بأرجو (Argo) وكان على أرجو أن تحمل جايسون ومجموعة كاملة من أرجونوت إلى كولشيس، والتي كانت في الطرف الشرقي للبحر الأسود جنوب القوقاز في الجزء الغربي من جورجيا الحديثة (دولة مستقلة في القوقاز وهي روسيا وليس الدولة في الولايات المتحدة الأمريكية)، وبمجرد وصول أرجو وطاقمها إلى كولشيس سيتعين عليهم الحصول على الصوف الذهبي من اييتس ملك كولشيس، ولم يتخل اييتس بسهولة عن الصوف لأنّه كان هدية له.

ومع ذلك وافق اييتس على تسليم الصوف الذهبي لجايسون عند إكماله لمجموعة من المهام، فكانت المهمة الأولى هي حرث حقل باستخدام ثوريّ كُلكيسانة (Khalkotauroi) -وهو كائن أسطوري وخرافي- والذي كان عبارة عن ثيران من البرونز يتنفسان النيران، والمهمة الثانية كان على جيسون أن يزرع أسنان التنين في الحقل الذي حرثه ثم هزم المحاربين الحجريين الذين انبثقوا منهم، ولم يكن هناك طريقة يمكن أن ينجز بها جايسون هذه المهام بمفرده ولكنه حصل على مساعدة الإلهة هيرا وميدي التي وضعت هيرا تعويذة حب عليها لجايسون، وخلال المهمة الأولى ابتكر ميدي مرهمًا ليرتديه جايسون مما جعله لا يقهر في النار التي تنفسها ثوريّ كُلكيسانة في وجهه وعمل المرهم منذ أن كانت الميدي ساحرة مدربة وكاهنة عليا لهيكات.

خلال المهمة الثانية زرع جايسون أسنان التنين وجاء المحاربون لمهاجمته ولكنه ألقى بحجر على المحاربين مما جعلهم يهاجمون بعضهم البعض بدلاً منه بدافع الارتباك، وقتل المحاربون الحجريون أنفسهم وأكمل جايسون المهمة الثانية، وما زال الملك لم يمنح جايسون الصوف وخطط لقتلهم قبل أن تتاح له فرصة العثور عليه، ومع ذلك في حبها تقود ميدي جايسون وأرجونوت إلى الصوف الذهبي الذي كان معلقًا في شجرة بلوط مقدسة.

نهاية جايسون

توقف أرجونوت في طريقهم لاستعادة الصوف الذهبي في كولشيس، فتوقفوا عند جزيرة ليمنوس (Lemnos) وجيجينس (Gegeines) وسالميدسوس (Salmydessus) في تراقيا وسيمبليجادس (The Symplegades)، ولقد واجهوا العديد من المغامرات في الأماكن التي توقفوا فيها وبدأ جايسون سلالة جديدة من الناس في جزيرة ليمنوس تسمى مينيانس (Minyans).

فنجح جايسون في استعادة العرش على إيولكوس والذي كان عمه بيلياس قد أخذه من والده إيسون، وللقيام بذلك كان على جايسون الذهاب في رحلة استكشافية طويلة مع مجموعته من المحاربين أرجونوت للعثور على الصوف الذهبي السحري، وكانت المهمة مستحيلة على ما يبدو لأي شخص يجرؤ على البحث عنها ولكن الأرجونوت حصلوا على مساعدة الإلهة هيرا، وبعد أن أنجز مهمته وزعم أنّ الميدي هي زوجته أصبح وحيدًا فيما بعد وتوفي بسبب سحقه بواسطة عارضة خشبية.

المصدر: E. M. Berens, The Myths & Legends of Ancient: Greece and Rome, MetaLibri, October 13, 2009.LILIAN STOUGHTON HYDE, FAVORITE GREEK MYTHS: YESTERDAY’S CLASSICS, CHAPEL HILL, NORTH CAROLINA, 2008.JESSIE M. TATLOCK, GREEK AND ROMAN MYTHOLOGY, NEW YORK, THE CENTURY Copyright, 1917.ALEXANDER S. MURRAY, MASTUAL OF MYTHOLOGY: GREEK AND ROMAN, NORSE, AND OLD GERMAN, HINDOO AND EGYPTIAN MYTHOLOGY, NEW YORK: CHARLES SCRIBNER'S SONS, 1893.


شارك المقالة: