أسطورة فرساوس

اقرأ في هذا المقال


كان فرساوس أحد أشهر أبطال الأساطير اليونانية، وتم تصوير البطل في الفن الكلاسيكي على أنّه شاب يرتدي حذاءًا مجنحًا وقبعة ومسلحًا بسيف على شكل منجل.

من هو فرساوس

كان فرساوس (Perseus) بطلًا رئيسيًا في الأساطير اليونانية وحتى اليوم، ويعد اسمه بالتأكيد أحد أكثر الأسماء شهرة في التاريخ القديم، ولكن من كان هو بالضبط؟ فرساوس اشتهر بقتل جورجون ميدوسا المرعب وهي مهمة تبدو مستحيلة على ما يبدو وقد اكتملت من خلال التسلل والخداع، وعلى عكس بعض الأبطال اليونانيين لم تأت قوته من القوة الجسدية بل من الصفات الداخلية للمكر والشجاعة مما جعله أحد أكثر الشخصيات تعقيدًا في الأسطورة اليونانية.

تم تصور فرساوس في ظل ظروف غير محتملة، فكان والده الإله اليوناني زيوس حسب ما ورد في النسخة اليونانية، وكانت والدته داناي (Danae) أميرة بشرية جميلة، وكانت داناي ابنة أكريسيوس ملك أرجوس، ولسوء حظ داناي كان أكريسيوس أبًا مروعًا ومسيطرًا، وعندما أخبر أوراكل أكريسيوس أنّ حفيده الوحيد سيقتله يومًا ما أصبح أكريسيوس أكثر صعوبة وقسوة على ابنته داناي، وحبس ابنته داناي في غرفة برونزية ورفض السماح لها برؤية أو التحدث إلى أي شخص، وبسذاجة اعتقد أكريسيوس أنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع ولادة الحفيد.

في هذه الأثناء كان زيوس يراقب داناي من بعيد ووقع في حبه تمامًا، وحول نفسه إلى مطر ذهبي مما سمح له بدخول غرفة داناي المغلقة، ثم حملها بطفل سيصبح البطل العظيم فرساوس ولذلك في بعض الأحيان كان يدعى فرساوس أحيانًا بكروزوباتروس (chrusopatros) أو أوريجينا (aurigena) بمعنى أنّه ولد من ذهب، وعندما اكتشف أكريسيوس أنّ ابنته أنجبت طفلًا أرسلهما إلى البحر في صندوق خشبي معتقدًا أنّهما سيموتان، ولكن زيوس حافظ على سلامتهم حيث قامت بتوصيل داناي وطفلها إلى جزيرة سيريفوس، وهناك أخذهم صياد محلي يُدعى ديكتيس (Dictys) وقام بتربية فرساوس ليكون ابنه.

ووفقًا لتقليد لاحق أو إيطالي تم حمل الصندوق إلى ساحل إيطاليا حيث تزوج الملك بيلومينوس من داناي وأسسا أرديا، أو داناي قيل أنّها جاءت إلى إيطاليا مع ولدين أرجوس (Argus) وأرجيوس (Argeus) اللذان أنجبتهما من فينوس (Phineus) وأقاموا منزلها في المكان الذي بنيت فيه روما بعد ذلك، ولكن وفقًا للقصة الشائعة فإنّ بوليديكتس ملك سيريفوس جعل داناي عبيدة له وتودد لها ولكن دون جدوى، ومن أجل الحصول على حيازتها دون إزعاج أرسل فرساوس الذي نشأ في هذه الأثناء إلى الرجولة إلى جورجون لإحضار رأس ميدسا والذي قال إنّه سيعطيه لهيبوداميا كهدية زفاف.

حماية فرساوس لأمه

مع تقدمه في السن أصبح فرساوس يحمي والدته بشدة ولأنّها ظلت جميلة كان لديها العديد من الخاطبين، فكان الملك بوليديكتس (Polydectes) أحد المعجبين العدوانيين الذي كان مصممًا بشدة على الزواج من داناي، وأخذ فرساوس كرهًا فوريًا لبوليديكتس معتقدًا أنّه متعجرف ومتكبر، ولقد فعل كل ما في وسعه لمنع اتحادهم من الحدوث، ولكن الملك بوليدكتس كان مصمماً على الزواج من داناي لدرجة أنّه وضع خطة لإبعاد منافسه عن الطريق.

قتل بيرسيوس ميدوسا

أخيرًا نصل إلى جزء القصة الذي جعل فرساوس مشهورًا حيث أخبر الملك بوليديكتس المملكة بأكملها أنّه يتزوج امرأة خيالية وأنّ على الجميع أن يقدموا له الهدايا، وكان فرساوس سعيدًا جدًا لأنّه لم يتزوج والدته لدرجة أنّه قدم لبوليديكتس أي هدية يرغبها قلبه، ولذلك طلب بوليديكتس من فرساوس أن يجلب له ما يبدو مستحيلًا ألا وهو رأس جورجون ميدوسا المقطوع، ووافق فرساوس على مضض على الرغم من أنّه لم يكن لديه أي فكرة عما يجب القيام به.

قاد أثينا فرساوس إلى جراي الذي قاد بدوره فرساوس إلى هيسبيريديس مجموعة من الحوريات الذين كانوا يقدمون له هدايا للمساعدة في سعيه، فزودت الحوريات فرساوس بصندل مجنح وحقيبة وخوذة حادس (Hades) مما جعله غير مرئي وهيرميس بمنجل وأثينا بمرآة، ولأنّه مسلح على هذا النحو ذهب إلى آل جورجون الذين سكنوا بالقرب من طرطوس على ساحل المحيط، وكانت رؤوسهم مغطاة مثل رؤوس الثعابين بالحراشف ولديهم أنياب كبيرة مثل الخنازير والأيدي النحاسية والأجنحة الذهبية.

وهناك تم إعطاء فرساوس حقيبة ظهر لرأس ميدوسا جنبًا إلى جنب مع درع أثينا المصقول وصندل هيرميس (Hermes) المجنح، وفي هذه الأثناء سلم زيوس ابنه سيفًا قويًا وخوذة غير مرئية، وباستخدام الدرع العاكس تمكن فرساوس من العثور على ميدوسا دون النظر في عينيه وقتله بسيف زيوس واستخدم الصنادل المجنحة وخوذة الاختفاء للهروب، حيث وجدهم نائمين وقطع رأس ميدوسا ناظرًا إلى شخصيتها من خلال المرآة لإلقاء نظرة على الوحش نفسه كان سيحوله إلى حجر، ووضع فرساوس رأسها في الحقيبة التي كان يحملها على ظهره وعندما ذهب بعيدًا طارده جورجون المجنح.

زواج فرساوس

طار فرساوس إلى منزله في بوليديكتس برأس ميدوسا مستخدمًا الصنادل المجنحة من هيرميس، وفي طريقه كان لا يزال لديه العديد من المغامرات ليقوم بها، والمغامرة الأولى كان تحويل تيتان أو العملاق بروميثيوس (Titan Prometheus) إلى حجر باستخدام رأس ميدوسا المقطوع كسلاح، وبعد ذلك طار فوق أثيوبيا حيث أنقذ الأميرة أندروميدا من ثعبان بحري وحشي ومرعب، ثم تزوجها على الفور وحملها معه إلى سيريفوس، وفي نهاية المطاف أنجب فرساوس وأندروميدا (Andromeda) تسعة أطفال عُرفوا مجتمعين باسم فرساوس.

حوّل فرساوس الملك بوليديكتس إلى حجر

عند عودته إلى سيريفوس (Seriphos) وهي إحدى جزر سيكلاديز اكتشف فرساوس أنّ والدته قد اختبأت للهروب من بوليديكتس المتزايدة بالعنف، واكتشف أيضًا أنّ بوليديكتس كان يخطط لقتله إذا عاد بنجاح من سعيه برأس ميدوسا، فجاء غاضبًا فرساوس مندفعًا إلى قصر الملك بوليديكتس وسحب رأس ميدوسا من الكيس الذي ألقى بوليديكتس نظرة واحدة عليه وتحول على الفور إلى حجر، وهناك رواية تقول أنّه وجد فرساوس الأخير في مأزق وقام بتحويله هو وجميع ضيوفه ويقول البعض إنّ الجزيرة بأكملها إلى حجر وقدم المملكة إلى ديكتيس.

قتل جده بطريق الخطأ

خلال حدث رمي القرص في ثيساليا ضرب فرساوس بطريق الخطأ جده أكريسيوس ملك أرجوس على رأسه، وقتله التأثير على الفور وبذلك تحقق نبوءة الملك من كل تلك السنوات الماضية، ولم يكن فرساوس يعرف جده لذلك لم يكن لديه أي فكرة عن الأذى الذي تسبب فيه حتى فوات الأوان، ولكن العار الذي أحدثه هذا الفعل العرضي على فرساوس وعائلته يعني أنّهم اضطروا إلى مغادرة مملكتهم الأصلية واستقروا بدلاً من ذلك في مدينة التيسينية (Tycenaean) النائية، وهناك أصبح فرساوس ملكًا وعلى عكس مغامراته السابقة أصبح قائدًا مسالمًا وخيرًا.


شارك المقالة: