أسطورة كيف حصل أبولو على قيثارة

اقرأ في هذا المقال


قلة من الناس رأوا قيثارة بالفعل ولكن الجميع يعرف من الصور كيف تبدو القيثارة، ويعود أصل هذه الآلة الموسيقية الوترية إلى الأساطير اليونانية، فكيف اخترعت القيثارة وكيف حصل أبولو عليها؟

من هو أبولو وعطارد

ارتبط أبولو في الأساطير اليونانية بشكل رئيسي بما يعرف بالتنبؤ والقوس والموسيقى، ويمكن القول إن أبولو هو الأكثر حبًا لجميع الآلهة، وهو ابن زيوس وليتو والشقيق التوأم لأرتميس، وقد ولد أبولو في جزيرة ديلوس، واختارت والدته التي كانت تخشى الانتقام من زوجة زيوس هيرا منطقة ديلوس القاحلة باعتبارها الملاذ الأكثر أمانًا الذي يمكن أن تجده، وفي أول طعم له من الطعام الشهي قيل إنّه تحول على الفور من طفل إلى رجل، ثم تم تسليم أبولو قوسه الذي صنعه حرفي جبل أوليمبوس هيفايستوس.

كما هو الحال مع الآلهة الرئيسية الأخرى كان لأبولو العديد من الأطفال، وربما يكون أشهرهم هو أورفيوس (الذي ورث مهارات والده الموسيقية وأصبح بارعًا في العزف على القيثارة أو كيتارا)، وأسكليبيوس (الذي قدم له معرفته بالشفاء والطب) ووفقًا لمؤلفه التراجيدي يوربيديس في القرن الخامس قبل الميلاد فإنّ البطل ايون، ويظهر أبولو بشكل متكرر في جميع وسائط الفن اليوناني القديم وغالبًا ما يكون شابًا جميلًا بلا لحية، ويمكن التعرف عليه بسهولة إما مع كيتارا أو قيثارة وحامل ثلاثي القوائم من البرونز (يشير إلى وحيه في دلفي)، والغزلان (الذي غالبًا ما يقاتل من أجله مع هرقل) والقوس والجعبة، كما يصور في بعض الأحيان على عربة تجرها الأسود أو البجع.

أما هيرميس أو عطارد فقد كان حسب الأساطير اليونانية مرتبطًا بالحظ والتجارة والخصوبة والنوم تربية الحيوانات والثروة واللغة والسفر، وكان أحد أذكى الآلهة الأولمبية وأكثرها ضررًا وكان راعي الرعاة واخترع القيثارة، وفي الفن اليوناني القديم والكلاسيكي القديم يُصوَّر هيرميس ممسكًا بعصا كيريكيون أو صولجان (مما يدل على دوره كبشير والعصا إما مشقوقة أو مع شكل مفتوح من 8 في الأعلى)، مرتديًا صنادل مجنحة (رمزية لدوره كرسول)، وسترة طويلة أو جلد النمر وأحيانًا قبعة مجنحة (بيتاسوس) وأحيانًا مع قيثارة.

كيف اخترعت القيثارة في الأسطورة اليونانية

كان عطارد أو هيرميس ابن مايا أكبر أفراد الثريا (Pleiades) وعاش مع والدته في كهف بين الجبال، وفي أحد الأيام عندما كان كبيرًا بما يكفي فقط للمشي ركض خارجًا للعب في ضوء الشمس ورأى قوقعة سلحفاة مرقطة ملقاة على العشب، فضحك بسرور عند رؤية الشيء الجميل وسرعان ما حمله إلى الكهف، ثم قام بحفر ثقوب في حافة القوقعة وربط القصب المجوف بالداخل وصنع منها قيثارة بقطعة من الجلد والخيوط، وكانت هذه هي أول قيثارة تم صنعها على الإطلاق وكانت مخبأة فيها أروع الموسيقى، ويقال بأنّ عطارد عندما اخترع القيثارة على جبل سيلين في أركاديا أعطاها سبعة أوتار من عدد بنات أطلس وكانت والدته مايا واحدة منهم.

في تلك الليلة عندما كانت والدته نائمة تسلل عطارد بخبث من مهده وخرج إلى ضوء القمر، وركض إلى المراعي حيث كانت ماشية أبولو البيضاء نائمة وسرق خمسين من أفضل بقرات لديه، ثم ألقى حذائه الرضيع في المحيط وربط أطرافًا كبيرة من الأطراف بقدميه حتى لا يتمكن أحد من معرفة من كان يمشي على الرمال الناعمة، وبعد ذلك قاد الماشية إلى هنا وهناك في سعادة كبيرة لفترة من الوقت ثم أخذها إلى أسفل الجبل وأغلقها في كهف، ولكن قد يفكر المرء من الآثار المتبقية في الرمال أنّ الماشية قد تم دفعها بدلّا من حقيقة إحضارها من أسفل الجبل.

رأى فلاح -الذي كان يعزف في كرمه على ضوء البدر- هذا الطفل الرائع يمر ويقود الماشية وبالكاد الذي لا يمكن أن يصدق عينيه فلا أحد رأى عطارد، وفقط عند شروق الشمس عاد هذا الصغير المشاكس إلى منزله حيث كهف والدته وانزلق من خلال ثقب المفتاح، وفي طرفة عين كان في مهده مع قيثارة السلحفاة مثبتة بإحكام بين ذراعيه ويبدو كما لو كان ينام هناك طوال الليل.

رد أبولو على تصرف عطارد

سرعان ما فقد أبولو ماشيته وحدث أنّ الرجل الذي كان يعزف في كروم العنب بضوء القمر كان لا يزال يعمل في نفس المجال، وعندما سأله أبولو عما إذا كان قد رأى أي شخص يقود ماشية على هذا الطريق وصف الرجل الطفل الذي رآه بحذاء غريب وأخبره كيف دفع الماشية للخلف وللأمام وللأعلى وللأسفل، وبحلول النهار بدا الطريق كما لو أنّ الرياح كانت تتسبب في الخراب مع الخضرة الشابة، وكانت أغصانها متناثرة هنا وهناك وبدا أنّ أغصانها الكبيرة قد قطعت وتطايرت في الرمال، ولم تكن هناك آثار لأي كائن حي باستثناء آثار الماشية التي تقود في كل الاتجاهات، وكان هذا محيرًا للغاية ولكن أبولو مع العلم أنّه لا يوجد طفل باستثناء أخيه الرضيع الذي يمكنه قيادة الماشية فذهب مباشرة إلى كهف مايا، حيث هناك يرقد عطارد في مهده نائمًا.

عندما اتهمه أبولو بسرقة ماشيته البيضاء جلس وفرك عينيه وقال ببراءة إنّه لا يعرف ما هي الماشية، وكان قد سمع للتو الكلمة لأول مرة، ولكن أبولو كان غاضبًا وأصر على أن يذهب الطفل معه إلى كوكب المشتري لتسوية الخلاف، وعندما جاء الشقيقان أمام عرش المشتري ظل عطارد يقول إنّه لم ير قط أي ماشية ولا يعرف ما هي ولكن كما قال ذلك أعطى كوكب المشتري غمزة خبيثة جعل كوكب المشتري يضحك بحرارة.

ثم فجأة أمسك قيثارته وبدأ بالعزف وكانت الموسيقى جميلة جدًا لدرجة أنّ جميع الآلهة في أوليمبوس حبسوا أنفاسهم للاستماع، حتى النسر الناري لكوكب المشتري هز رأسه إلى هذه القياسات وعندما توقف عطارد عن اللعب أعلن أبولو أنّ هذه الموسيقى تستحق الخمسين بقرة ووافق على عدم قول المزيد عن السرقة، وكان هذا مسرورًا جدًا لعطارد لدرجة أنّه أعطى أبولو القيثارة.

ثم قام أبولو مقابل هدية القيثارة الرائعة بإعطاء عطارد عصا ذهبية تسمى الصولجان التي كانت لها القوة على النوم والأحلام والثروة والسعادة، وفي وقت لاحق رفرف جناحان من أعلى هذه العصا ولف ثعبان ذهبيان حولها، وإلى جانب تقديم عطارد مع الصولجان جعله أبولو راعيًا للماشية البيضاء الرائعة، وقاد عطارد الآن الخمسين بقرة إلى مراعيها، ولذلك تم اختلاق الشجار وأصبح الشقيقان أبولو وعطارد أفضل الأصدقاء، فحسب الأسطورة تقول أنّه من الممكن في يوم تهب فيه الرياح وتقود غيومًا بيضاء صافية قبلها، فربما إذا نظر المرء إلى الأعلى سيرى ماشية أبولو البيضاء ولكن عليه أن يبدو هذا المرء لديه رؤية حادة جدًا لرؤية الراعي عطارد.


شارك المقالة: