أسطورة كيموبوليا آلهة الأمواج العنيفة

اقرأ في هذا المقال


كانت كيموبوليا واحدة من الآلهة مثل الآلهة الأخرى التي لم يتم ذكرها وإحدى الآلهة لم ترب على الإطلاق، وعلى الرغم من أنّها ليست مشهورة تمامًا أو يتم الحديث عنها في الأعمال الأدبية اليونانية باستثناء هسيود ثيوجوني وكيموبوليا مع سلطاتها وجذورها، فقد كانت واحدة من الشخصيات التي لها دور أساسي في بعض الأعمال الأدبية الأخرى، ولقد ساعدت الشخصيات الأخرى في التغلب على مآزقهم مما ساهم في نجاح المهام التي يقومون بها.

من هي كيموبوليا

كيموبوليا هي إلهة البحار والعواصف العنيفة ومن ثم تُعرف باسم إلهة الطقس العاصف، وكانت حورية وإلهة وهذه التسميات من والديها إله ونيريد (حورية المياة المالحة)، ولديها القدرة الإلهية على تهدئة البحار بأمر منها أو همس،واشتق معنى اسم  كيموبوليا ونظيره الروماني سيموبوليا (Cymopoleia) من كلمتين يونانيتين (kyma) و (poleo) مما يعني نطاق الموجة، وذكرت مصادر أخرى أيضًا أنّ اسمها يعني مشي الموجة، وبالتناوب تُعرف باسم (Kymatolege) أو (Cymatolege) باللغة الرومانية مما يعني الموجة الساكنة.

أسطورة قدرات كيموبوليا

كيموبوليا هي واحدة من أقوى الآلهة البحرية حيث يمكنها استحضار العواصف والأعاصير والسيطرة عليها، ونتيجة لذلك يمكنها أيضًا التحكم في الهواء، كما إنّها غير معرضة لدرجات الحرارة المنخفضة تحت الماء، وبفضل قوتها الهائلة بترت أحد العمالقة المعروفين في الأساطير اليونانية بوليبوتيس، كما ساعدت بوسيدون في القبض على بوليبوتس العملاق بإلقاء قرص أصابته وأوقفت المطاردة، ومع ذلك لا يمكن اعتبار قوتها قوية مثل قوة الأولمبيين مثل زيوس ووالدها بوسيدون.

كيموبوليا  كحورية وإلهة

يعتبر البعض كيموبوليا إلهة بحرية ثانوية حيث لم يتم ذكرها في الروايات الواسعة والمطولة للأساطير اليونانية ولا حتى في شجرة عائلتها، ومع ذلك فقد وصفتها معظم الأعمال الأدبية بأنّها هاليا أو حورية البحر، وبصفتها حورية فهي تمتلك جمال وروعة امرأة شابة لا تحير الرجال فحسب بل إنصاف الآلهة والآلهة أيضاً، وفي الوقت نفسه من المعروف أيضًا أنّها واحدة من أقوى آلهة البحر بسبب قدرتها على خلق وتهدئة العواصف والبحار العنيفة، ولديها هذه القوة على الأرجح لأنّ والدها كان إلهًا بينما كانت والدتها هي نيريد وإلهة البحر نفسها مما جعل كيموبوليا كائنًا خالدًا.

عائلة كيموبوليا

تنتمي كيموبوليا إلى عائلة قوية وهو أحد نسل بوسيدون الحاكم الإلهي للبحار والأمفيتريت ملكة البحر وزوجة بوسيدون، وعلى هذا النحو كان جايا وأورانوس أجدادها من الأب في حين كان أوشيانوس وتيتيس أجدادها من جانب والدتها، ومثل الحاكم الإلهي الآخر زيوس كان والدها معروفًا أيضًا بمغامراته مع الآلهة والحوريات على حد سواء، وبالتالي فإنّ  كيموبوليا لديها أيضًا العديد من الأشقاء، وكان أكثرها شهرة هو فرساوس -الذي يُطلق عليه في بعض الأحيان بيرسي جاكسون- ومن أشقائها الآخرون تريتون وبوليفيموس من بين آخرين.

علاوة على ذلك فهي تشترك في نفس القدرة تقريبًا مثل بنتيسيكيم أختها من كلا الوالدين والتي كانت تُدعى أيضًا سيدة الأمواج العميقة وآلهة الأمواج، وكانت كيموبوليا وشقيقتها بينثيسيكيم من آلهة البحر القوية على الرغم من أنّهما لم يسمع بهما في المجموعة بأكملها، ومع ذلك تم الاعتراف بهم على أنّهم آلهة بحر يتمتعون بقوة قوية على الرغم من أنّهم لم يكونوا بنفس قوة والدهم بوسيدون.

كان زوج كيموبوليا هو برياريوس عملاق العاصفة الذي يمتلك 100 ذراع و 50 رأسًا، ويعد برياريوس والمعروف أيضًا باسم ايجيون بين البشر هو ابن أورانوس البدائي ذو المائة أسرة وهو زوجها، كما إنّه الأبرز بين الثلاثمائة عامل الذين ساعدوا الأولمبيين على الفوز في المعركة ضد الجبابرة، واختار أن يعيش في البحر بينما كلف العملاقان الآخران بحراسة البوابات، وقيل أنّها تزوجته على مضض لأنّها لا تحب الرجل الذي أهديت إليه رغماً عنها، وكان مع برياريوس أنجبت ابنتها أويوليكا وهي طفلها الوحيد، وبناءً على ذلك كانت ابنة كيموبوليا أويوليكا هي التي امتلكت الحزام الذي جلبه هرقل في عمله التاسع.

اسطورة كيموبوليا الابنة الغير محبوبة

وصف الكتاب والمعجبون هذه الإلهة البحرية على حد سواء بأنّها شخص شابة وجميلة وهي صفة مشتركة بين الحوريات على وجه الخصوص، وفي الواقع وصف الفنانون المعاصرون هذه حورية البحر بجمال يبلغ طولها عشرين قدمًا وبشرة بيضاء مضيئة، ويقال إن شعرها يتوهج مثل قنديل البحر تحت الماء وكانت تمتلك جمالًا أثيريًا بملامح لطيفة بينما كانت ترتدي فستانًا أخضر متدفقًا، وشيء واحد رغم ذلك هو أنّها لا تبتسم، ويبدو الأمر كما لو أنّها تحمل بداخلها عبئًا يمنعها من الابتسام على الإطلاق.

في هذه الأثناء تصف كتابات أخرى كيموبوليا بأنّها شخص ضخم الحجم وخرق، ويبدو أنّه أينما ذهبت سيتبعها الدمار قريبًا، وربما كان هذا هو السبب في أنّ بوسيدون والدها لم يحبها كثيرًا، ومن ثم فقد سلمها إلى هيكاتونخيرس القبيح ولكنه كان قويًا، وتكشف بعض الكتابات والأساطير أنّ كيموبوليا لم تكن مفضلة لوالديها، بالإضافة إلى ذلك حد والداها من استخدامها لسلطتها مما زاد من استيائها، وكان تسليمها من قبل والدها بوسيدون إلى برياريوس بمثابة حزن آخر عانته.

قادها هذا البؤس إلى أن تصبح شخصية متمردة وانتقامية وهذا هو سبب انهيار بعض الأشياء، وهكذا أصبحت متجولة وحيدة في البحار حتى وصلت إلى المناطق التي هجرها حكم والدها، وربما أدت هذه المآزق المذكورة إلى أن تصبح موضوعًا محظورًا في قصص الإغريق، وغالبًا ما أبرز الإغريق الوجوه والأجساد الجميلة فقط في قصصهم.

أسطورة زواج كيموبوليا

كان برياريوس أحد أبناء أورانوس القدامى هيكاتونخيرس (Hekatonkheires) -مائة عامل عملاق- الذين يسكنون في البحار، وبمساعدتهم فاز زيوس والأولمبيون الآخرون في المعركة مع جبابرة المعروفين باسم تيتانوماكي، وحدث تيتانوماكي لتأكيد من سيحكم الكون في النهاية الأولمبيون أم الجبابرة، وهكذا كمكافأة أعطى شقيق زيوس بوسيدون ابنته الجميلة لبرياريوس مما أثار فزعها.

أسطورة كيموبوليا وبيرسي جاكسون

نسخة حديثة من شخصية كيموبوليا أصبحت خالدة في الكتاب المعاصر بعنوان الدم من أوليمبوس (The Blood of Olympus) للكاتب ريك ريوردان، ومن المهم أن تعرف أنّه تم الكشف عن كيموبوليا كشخصية مقربة من شقيقها غير الشقيق بيرسي جاكسون أو فرساوس (Perseus) وهو أحد أبناء بوسيدون، ولقد مروا معًا بمغامرات ومهام مختلفة حيث تم وضع قدرات وقدرات كيموبوليا موضع التنفيذ، وعلى عكس شخصيتها في الأدب اليوناني القديم الأصلي تم الاحتفال بكيموبوليا في هذه السلسلة حقًا مما أدى إلى كتابة العديد من الأعمال الخيالية عنها.

في طريقهم إلى ديلوس تعرضت أرغو الثاني لهجوم عنيف مفاجئ فيغوص بيرسي جاكسون في الماء يليه جايسون جريس الذي يحمي نفسه بفراغ من الهواء عبر فينتي (ديلان)، كما إنّهم يتبعون الضوء الأخضر إلى منطقة مدمرة قديمة في بوسيدون حيث تستخدم كيموبوليا قواها لمحاولة إغراق السفينة وجذب بيرسي إلى بوليبوتيس التي ترقد منتظرة، وبينما يختنق بيرسي ببطء بسم بوليبوتيس يقنع جايسون كيموبوليا بمساعدتهم من خلال الوعد ببناء ضريح روماني ويوناني ولافتة مخصصة وكابينة مخيفة خاصة بها في معسكر نصف الدم (Camp Half-Blood)، وفكرة الخوف والاحترام كافية لتحفيزها على قطع رأس بوليبوتيس.

قبل أن يغادر جايسون وبيرسي حذرتهما من أن عيب بيرسي القاتل قد يكلفهما العالم، وتؤكد أيضًا أن خطة جايسون لهزيمة جايا يمكن أن تنجح، كما إنّها تنقل رغبة ديلان في الإفراج عنها عند عودتها إلى السطح وهو ما يوافق عليه جايسون بالاشمئزاز، وبعد هزيمة العمالقة أخبر جايسون زيوس عن تعهده لكيموبوليا، ويوافق زيوس على أنّ خطته جيدة ولكن يتم الخلط بينه وبين الإلهة حتى تكشف بوسيدون أنّها واحدة من أطفاله.

المصدر: E. M. Berens, The Myths & Legends of Ancient: Greece and Rome, MetaLibri, October 13, 2009.LILIAN STOUGHTON HYDE, FAVORITE GREEK MYTHS: YESTERDAY’S CLASSICS, CHAPEL HILL, NORTH CAROLINA, 2008.JESSIE M. TATLOCK, GREEK AND ROMAN MYTHOLOGY, NEW YORK, THE CENTURY Copyright, 1917.ALEXANDER S. MURRAY, MASTUAL OF MYTHOLOGY: GREEK AND ROMAN, NORSE, AND OLD GERMAN, HINDOO AND EGYPTIAN MYTHOLOGY, NEW YORK: CHARLES SCRIBNER'S SONS, 1893.


شارك المقالة: