أسطورة هيفايستوس

اقرأ في هذا المقال


هيفايستوس هو إله الحدادين والنار وكان يُدعى الفنان السماوي كما ورد في بعض المصادر اليونانية والرومانية القديمة، وكان مرتبطًا أيضًا بالحرفيين الآخرين (النحاتين والنجارين وعمال المعادن)، وكما يتضح من اسم نظيره الروماني فولكان بالبراكين، وعلى الرغم من أنّه كان إلهًا قبيحًا أعرجته أمه إلّا أنّه كان زوجًا لأفروديت نفسها، ومن غير المعروف ما معنى اسم هيفايستوس، ومع ذلك نظرًا لأنّه مشابه لعدد قليل من أسماء المواقع الجغرافية قبل اليونانية (Phaistos) فمن المفترض أنّ هيفايستوس هو إله قديم جدًا، وكان هيفايستوس ماهرًا إلى أبعد الحدود في تزوير أسلحة ودروع رائعة ولكنه لم يكن ماهرًا في تكوين صداقات، ومن بين كل الآلهة تم رفض هيفايستس كثيرًا.

ولادة هيفايستوس

غضبت هيرا ملكة السماء إلهة الزواج ووالدة هيفايستوس عندما ولد زيوس أثينا بمفرده بدون هيرا، وكانت عاقدة العزم على إنجاب طفل دون مساعدة زيوس وحملت هيرا نفسها، والمصادر غير واضحة كيف حدث ذلك، فهناك من يقول البعض بالأعشاب والبعض يقول بقوة الإرادة كإلهة قوية، وعندما ولد هيفايستوس كان يعاني من تشوه، فهناك تفسيرات مختلفة لما كان عليه هذا التشوه حيث يقول البعض إنّه قدم مشلولة وآخر على شكل رأس غريب والبعض الآخر حدب الظهر، وعلى أي حال اعتقدت هيرا أنّه لا يتناسب مع الصورة المثالية لعائلتها.

في أحد الأسطورة توصف هيرا أنّ ابنها هيفايستوس الذي حملته كان ضعيفًا بين جميع الآلهة المباركة وذبلت قدمه، وهو عار لها في السماء في جبل أوليمبوس والذي حملته بنفسها بين يديها وطرحته فسقط في البحر الكبير، ولكن ثيتيس ابنة نيريوس الحاملة للفضة أخذته ورعاته مع أخواتها، ومن الجدير بالذكر أنّه في المجتمع اليوناني القديم كان يُعتقد أنّ بعض دول المدن قد ترمي الأطفال غير الصحيين أو المشوهين من الجبال، وعلى وجه الخصوص قيل أنّ الإغريق في إسبارطة القديمة فعلوا ذلك لأنّهم كانوا يرغبون في تنمية العرق الأقوى مع عدم وجود حلقات ضعيفة، ومع ذلك لم يميل سبارتانز إلى كتابة تاريخهم الخاص وبالتالي لا ينبغي تصديق ذلك بسهولة.

تصوير ورمزية هيفايستوس

يمكن القول إنّ هيفايستوس العضو الأكثر استثنائية في البانثيون الأولمبي، حيث إنّه ملتح وقبيح وممتلئ الجسم وأعرج ولا يمتلك الخفة الجسدية للآلهة الأخرى ولا يحفز الاحترام المناسب، وفي بعض الأحيان يتم تصويره بغطاء بيضاوي ودائمًا ما يتم تصويره بمطرقة وسندان، والصفات الأكثر شيوعًا المرتبطة بهيفايستوس بعيدة كل البعد عن الإطراء: حيث أنّه وصف بأنّه أعرج ومشلول، كما يُشار إليه أحيانًا على أنّه ذكي وعادةً ما يُشار إليه باسم اتنين (Aetnaean) حيث يُعتقد أنّ ورشته تقع أسفل جبل ايتنا (Aetna).

عائلة هيفايستوس والطفولة الصعبة

هيفايستوس ابن زيوس وهيرا كما يقول هوميروس أنّ هيفايستوس كان ابن زيوس وهيرا، ومع ذلك ليس من الواضح ما إذا كان قد ولد أعرجًا أو ما إذا كان قد أعرج بعد أن طرده والده من أوليمبوس للتدخل نيابة عن والدته خلال مشاجرة بين زيوس وهيرا.

كره والدته هيفايستوس

ومع ذلك تدعي هسيود أنّ هيفايستوس هو طفل هيرا فقط وأنّها أنجبته بالتوالد العذري للرجوع إلى زوجها الذي فعل الشيء نفسه مع أثينا، وفي هذه النسخة من القصة بعد إحضاره إلى العالم شعرت هيرا بالاشمئزاز من مظهر هيفايستوس وخجلت من تشوهه لدرجة أنّها كانت هي التي طردت، وقد أصيب هيفايستوس بجروح بالغة من السقوط ولكن ثيتيس وإيرينوم أنقذوه في كهف تحت المحيط للسنوات التسع التالية.

انتقام هيفايستوس من هيرا

في وقت لاحق انتقم هيفايستوس من هيرا، فلقد صنع عرشًا ذهبيًا جميلًا جدًا لدرجة أنّ هيرا قبلته على الفور، ومع ذلك في اللحظة التي جلست فيها عليه تم تقييدها جميعًا بواسطة الحبال العديدة المصممة بدقة والتي لم تكن مرئية لأي شخص باستثناء عيني منشئها، وحاول العديد من الآلهة إقناع هيفايستوس بتحرير هيرا ووعده بمكان في أوليمبوس في المقابل، ومع ذلك كان غير نادم ولم يطلق سراح والدته إلّا عندما جعله ديونيسوس في حالة سكر.

هيفايستوس كحرفي

1- عجائب هيفايستوس المعمارية: تمامًا مثل عرش هيرا الذهبي كانت إبداعات هيفايستوس تحفة فنية، فلم يكن أحد غيره قادرًا على بناء القصور البرونزية الجميلة غير القابلة للتدمير حيث عاش جميع الرياضيين الآخرين، وقد كان ماكرًا ومخادعًا الذي أضاف عنصرًا مميزًا هنا وهناك مثل الأبواب الآمنة لغرفة هيرا التي لا يمكن أن يفتحها أي إله آخر غيرها.

2- خادمات هيفايستوس الآليات: في الإلياذة يخبرنا هوميروس شيئًا أكثر روعة، حيث أنّ هيفايستوس قد صنع لنفسه خادمات من ذهب استطعن فهمه والتحدث إليه ومساعدته، ولم يكونوا الإبداع الوحيد من هذا النوع، فمن بين الخادمات الآليات الأخرى نحت هيفايستوس كلابًا ذهبية لحراسة قصر ألسينوس وتالوس وهو عبارة عن رجل برونزي عملاق لحماية جزيرة كريت، وحتى أنّ البعض يقول إنّه بناء على طلب زيوس قام أيضًا بنحت أول امرأة بشرية الأ وهي باندورا.

3- أذرع ودرع هيفايستوس: أخيرًا كان هيفايستوس مبتكرًا لبعض أكثر القطع المذهلة من المعدات العسكرية على الإطلاق، والأكثر شهرة كخدمة لثيتيس ابتكر درع أخيل الذي قام بنقش طبقاته البرونزية الخمس ببراعة بمشاهد تمثل جميع جوانب الحياة تقريبًا، ولكنه كان أيضًا هو الشخص الذي صنع صولجان أجاممنون وصفيحة صدر ديوميديس وسيف بيليوس.

نساء وأطفال هيفايستوس

بالنسبة لهيفايستوس القبيح لا يمكن أن يكون أداء هيفايستوس أفضل بكثير عندما يتعلق الأمر بالنساء:

1- هيفايستوس وأفروديت: الأكثر شيوعًا هو أنّ زوجته لم تكن سوى أفروديت إلهة الجمال نفسها، ومع ذلك لم تكن مخلصة جدًا له حيث كانت تقيم علاقة مع آريس خلف ظهره، وفي أحد الأيام أمسك هيفايستوس بالعشاق وحاصرهم في شبكة منسوجة بشكل جيد وبعد ذلك دعا الآلهة الأخرى إلى الضحك على خزيهم، وأقنعه بوسيدون بإطلاق سراح عشاق أفروديت لكن هيفايستوس لم ينته، وعندما تزوجت ابنة آريس وأفروديت هارمونيا من كادموس أهدى لها قلادة سحرية من شأنها أن تجلب معها سوء حظها وكل من سيرتديها بعد ذلك.

2- هيفايستوس وأجليا: يقول مؤلفون آخرون أنّ هيفايستوس كان متزوجًا من أجليا (Aglaea) أصغر النعم، وأنجبت منه أربعة أطفال وهم: يوكليا (Eucleia) ويوثينيا (Euthenia) وأوفيم (Eupheme) وفيلوفروسين (Philophrosyne).

3- هيفايستوس وأثينا: ذات مرة حاول هيفايستوس فرض نفسه على أثينا، ولكن تمكنت أثينا من الهروب في الوقت المناسب لذلك سقطت بذرة هيفايستوس على الأرض وشربت غايا التي أنجبت بعد ذلك إريكثونيوس حاكم أثينا الأوائل.

صداقة هيفايستوس وثيتيس

كان هيفايستوس قد وافق على طلب ثيتيس للحصول على الدرع لأنّها كانت لطيفة معه عندما أدار الآخرون ظهورهم له، وعلى وجه التحديد والدته هيرا، عندما ولد هيفايستوس طردته هيرا من أوليمبوس لأنّه كان يعاني من تشوه، وثيتيس هي حورية بحر ذو قدمين فضيتين ويقصد باسمها الواضعة، وقد روى هيفايستوس لزوجته عظيم صنع وتعامل ثيتيس معه بلطف، عندما عانى كثيرًا عند سقوطه بإرادة والدته لأنّها رفضته بسبب قبحه وعاره الذي يحمله بسبب عرجه، وأنّه لولا يورنوم وثيتيس أنّهم أمسكوا به.

كما قام بالعمل معهم تسع سنوات حدادًا وصنع العديد من الأشياء المعقدة من دبابيس تنحني للخلف ومشابك منحنية وأكواب وعقود وهو يعمل هناك في جوف الكهف وفقط يورنوم وثيتيس اللذين كانوا يزورونه ويخففون من عزلته نتيجة رفض والدته والآلهة الأخرى.


شارك المقالة: