أسطورة هيلاس

اقرأ في هذا المقال


تعد قصة هيلاس (Hylas) واحدة من أكثر الحكايات الأسطورية اليونانية ديمومة حيث كانت صداقة هيلاس وهرقل (Heracles) واختفاء هيلاس أثناء رحلة أرجونوت (Argonauts) من سمات الأعمال الفنية لمئات السنين.

الأمير هيلاس

ولد هيلاس في البلاط الملكي في دريوبس (Dryopes) -شعب الأرض التي ستعرف باسم دوريس- لأنّ هيلاس كان ابن الملك ثيوداماس، وقيل عادة أنّ هيلاس ولدت لمينوديس زوجة ثيوداماس ابنة أوريون، وعلى الرغم من أنّ هيلاس سرعان ما أصبح يتيمًا لأنّ ثيوداماس سيموت على يد البطل اليوناني هرقل، فقد قيل بشكل عام أنّ هرقل قتل أحد ثيران ثيوداماس الحراثة الثمينة عندما كان البطل جائعًا ومات ثيوداماس عندما سعى للانتقام من هرقل، ويقول البعض على الرغم من أنّ ثيوداماس مات في معركة عندما قاد هرقل وصديقه سيكس جيشًا ضد دريوبينس (Dryopians).

لم يكن من غير المعتاد أن يقتل هرقل هيلاس ابن ثيوداماس عندما قُتل الملك لأنّ ذلك سيمنع أعمال الانتقام في المستقبل، ولكن بدلاً من ذلك قرر هرقل أن يأخذ معه وربما كان جمال الشاب قد أخذه، وربما على الرغم من ذلك لم يكن هيلاس ابن ثيوداماس على الإطلاق فقد قيل في بعض الأحيان أنّ هيلاس كان ابن سيكس وألكيون أو هرقل ومينوديس أو هرقل وميليت.

هيلاس وهرقل

سيجعل هرقل هيلاس حامل ذراعيه وسيتم تعليم هيلاس بطرق البطل من قبل أعظم الأبطال اليونانيين وسرعان ما أصبح هيلاس أكثر من مؤهل برياضة القوس والرمح، وبعد ذلك بوقت قصير كان هناك تجمع كبير من الأبطال في إيولكوس (Iolcus) حيث تم تكليف جايسون بإعادة الصوف الذهبي من كولشيس (Colchis)، وكان من الطبيعي بالطبع أن يتم قبول هرقل كرائد أرجونوت ولكن كانت هذه هي براعة هيلاس بحيث أصبح هو أيضًا قريبًا من بين طاقم سفينة أرجو، ولكن روي أنّ هيلاس وهرقل كانا متجهين لعدم الوصول إلى كولشيس.

اختطاف هيلاس

ستصل سفينة أرجو في النهاية إلى آسيا الصغرى وستتوقف السفينة والطاقم في ميسيا لتجديد مخزون المياه والغذاء، وعندما كان هرقل يذهب للصيد بينما كان هيلاس يسعى لإعادة ملء أباريق الماء، وسيحدد هيلاس مصدرًا للمياه العذبة في نبع باغاي (Pegae) وسيشرع في ملء أوعيه بالماء، وكان نبع باغاي أيضًا موطنًا لحوريات نياد (Naiad) تمامًا مثل كل ربيع ونافورة وبحيرة، ومن أعماق النبع تجسست نياد على هيلاس الجميل بينما كان يميل على سطح الربيع، فقررت نياد أنّ هذا الشاب الفاني يجب أن يكون لهم وهكذا وصل أحد النياد وربما يُدعى درايوب عبر الماء وأمسك بهيلاس وسحبه تحت سطح النبع مما جعل هيلاس يصرخ بدهشة.

قال آخرون إن هرقل كان يصطاد عندما تبعه هيلاس مختبئًا نفسه، ومع ذلك كما يقولون فقد هيلاس طريقه وتجول في الغابة وجاء إلى كهف الحوريات، وعندما رأى هؤلاء الجمال الشاب يقترب أسروه ليجعلوه خالدًا ودائمًا، ونظرًا لأنّ الرياح كانت مواتية بعد ذلك قرر أبطال أرجونوت الإبحار بعيدًا، وكان بوليفيموس الذي تسلق صخرة أطلق على أبطال أرجونوت الغائبين للمرة الأخيرة دون تلقي أي إجابة.

البحث عن هيلاس

سمع أحد أبطال الأرجونوت ويدعى بوليفيموس (Polyphemus) ابن إيلاتوس (Elatus) هيلاس يصرخ وانطلق للعثور على هيلاس خوفًا من تعرض الشاب لهجوم من قبل قطاع الطرق، وواجه بوليفيموس هرقل وهو عائد من رحلة الصيد الخاصة به وبدأ البطلان معًا لمواصلة البحث، وقام الاثنان بالبحث كما قد يفعلون ولكن لا يمكن العثور على هيلاس، ويخبر البعض كيف حوّل النياد صوت هيلاس إلى صدى ولذلك عندما دعا هرقل وبوليفيموس لرفيقهم لم يكن باستطاعة هيلاس سوى تكرار اسمه، وربما على الرغم من أنّ هيلاس لم يرغب في أن يتم العثور عليه، حيث بالنسبة للبعض يقول إنّه بعد أن أصبح خالداً ودائمًا كان هيلاس أكثر من مجرد قانع لقضاء الأبدية بين النياد الجميلة.

الباحثون هجروا

لم يمر غياب ثلاثة من هؤلاء دون أن يلاحظه أحد من قبل أرجونوت الآخرين ولكن بدأت تهب بعض الرياح الأكثر ملاءمة في رحلتهم بأكملها، وسيتخذ جايسون القرار الصعب بترك هيلاس وهرقل وبوليفيموس خلفه وهو قرار من شأنه أن يجلب عداءًا كبيرًا من تيلامون تجاه جايسون، وفي النهاية أخبر إله البحر غلوكوس أبطال أرجونوت أنّ إرادة الآلهة هي أنّ هرقل لن يستمر بين أرجونوت، وعلى الرغم من التخلي عنهم في ميسيا استمر هرقل وبوليفيموس في البحث عن هيلاس ولكن بينما ظنوا أحيانًا أنّهم سمعوا أسماءهم الخاصة حيث كانت المكالمات خافتة لدرجة أنّه لا يمكن تحديد مصدرها.

في النهاية تخلى هرقل عن البحث عن هيلاس ولكن بوليفيموس بقي، وسيصبح بوليفيموس ملكًا لسيوس ولكنه سيواصل البحث عن رفيقه المفقود حتى وفاته، وحتى بعد وفاة بوليفيموس كان شعب سيوس يقومون مرة واحدة في السنة بالبحث مرة أخرى عن هيلاس لأنّه قيل إنّ هرقل قد هدد بالعودة وتدمير ميسيا إذا لم يتم العثور على هيلاس، وعلى الرغم من أنّه لم يتم العثور على هيلاس أبدًا وبالتالي ربما يعيش اليوم كخلود بين النياد.


شارك المقالة: