قلَّ اعتذار الشعراء للحُكام في الجاهلية ومعروف فيه اختلاط المشاعر من خوف وشكر واستعطاف ورجاء وفي هذا المقال سنتناول أبرز الأدباء الذين اعتذروا للملوك لأسباب معينة.
اعتذار الشعراء للملوك من خلال الشعر الجاهلي
1- النابغة الذبياني: يُعد الشاعر مُكثر في اعتذاره للملوك من خلال أبياته ومثال على هذا ما خطه للنُعمان بن منذر معتذرًا ومعبرًا عن قلقه خوفًا من القطيعة حيث يقول:
ألم تر أن الله أعطاك سورةً
ترى كل مَلكٍ دونها يتذبذَبُ
فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ
إذا طلعت لم يبدُ منهنّ كوكبُ
2- طرفة بن العبد: كان شديد الخوف من الملك عمرو بن هند الذي عُرف بظُلمه واستبداده وقد وصله من الواشين أن طرفة قد تهكم منه فنظم أبياته معتذرًا خشية العقاب حيث ردد:
إِنّي وَجَدِّكَ ما هَجَوتُكَ وَال
أَنصابِ يُسفَحُ بَينَهُنَّ دَمُ
وَلَقَد هَمَمتُ بِذاكَ إِذ حُبِسَت
وَأُمِرُّ دونَ عُبَيدَةَ الوَذَمُ
أَخشى عِقابَكَ إِن قَدَرتَ وَلَم
أَغدِر فَيُؤثَرَ بَينَنا الكَلِمُ
3- المثقب العبدي: خط أبياته مقدمًا اعتذاره من الملك النعمان راجيًا إطلاق سراح عشيرته ويقول واصفًا إياه:
إلى ملك بَذَّا المُلُوك فلم يَسَعْ
أفاعليه حزمُ الملوك وجودها
وأي أُناسٍ لا يُبيحُ بقتلةٍ
يُؤازي كُبيدات السماء عمُمودُها
4- اليشكري علباء بن أرقم: قدم اعتذاره للملك من خلال أبياته عن عمل ارتكبه أغضب به النعمان فذهب إليه وانتصب أمامه منشدًا أبياته معتذرًا رغم تحذير الناس له من بطش الملك إلا أنه توسم سماحته وعفوه وأنشد:
أُخوَّفُ بالنعمان حتى كأنما
قتلت له خالاً كريمًا أو ابن عم
وإن يد النُعمان ليست بكزةٍ
ولكن سماءٌ تُمطرُ الوبل والدّيم
5- عمرو بن قميئة: وقف الشاعر أمام ملك الحيرة مقدمًا له الولاء والطاعة ويفتديه بنفسه وأهله ويعتذر منه عما وصل إليه من حديث على لسانه من قبل الواشين ويطلب منه عدم الاستعجال في حكمه وينشد:
فأَهلي فداؤك مُستعيبًا
عتبة فصدَّقت في المقالا
أتاك عدوٌ فصدّقتَه
فهلا نظرت هُديت السَّؤالا