الأدب العربي في العصر الأندلسي

اقرأ في هذا المقال


المغرب والأندلس وشمالي إفريقية وصقلية الأندلس جزءان مُترابطان مِن عالم واحد، كان يُعرَف في القديم عند المشارقة بالمغرب الإسلامي. وقد ظلّا يتمثّلان طوال العُصور الوِسطى حَضارة واحدة مشتبكة العلاقات في السّياسة والفكر والاجتماع. وفي العلاقات البشرية المستمرة من هجرة واختلاط وتزاوج.
وقد كوَّنت صقلية مع بلاد المغرب وشمالي إفريقية والأندلس وحدة ثقافية ذات طابع خاص، أيضاً جوهره التراث الثقافي العربي الإسلامي، كما ساعد في حفظه كثرة الانتقال والاتصال.
وقد أدَّت الأندلس وصقليّة دوراً بارزاً في النهضة الأوروبيّة عن طريق نقل هذا التراث، كما يشهد بذلك الباحثون؛ ممّا يجعل الحديث عن فضل الحضارة العربيّة الإسلاميّة من الوقائع التاريخيّة الثابتة.
كما أطلق العرب على القسم الذي سيطروا عليه من شبه جزيرة إيبرية “إسبانيّة والبرتغال”. واستقروا فيه زهاء ثمانية قرون” وكان منذ فتحها عام 711 ميلاديّة؛ وذلك بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نضير وآخرين؛ وذلك حتى سقوط غرناطة عام 1492″، فجاؤوا بلغة حيّة تأثرت بها اللغتان الإسبانيّة والبرتغاليّة. وبمد حضاري حمل عبارة تتصدر معاهد العلم، هي: “العالم يقوم على أربعة أركان: معرفة الحكيم، عدالة العظيم، صلاة التقي وبسالة الشجاع”.
حكم الأندلس مدَّة ستة وأربعين سنة ولاة كان يعينهم الخليفة في دمشق، أو عامله على إفريقية. ولمّا قوض العباسيون صرح الدول الأموية، فرَّ عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن مروان من الشام في مغامرة طويلة، حتى وصل إلى الأندلس. واستطاع بحذقه السياسي أن يؤسس إمارة حاضرتها قرطبة، حيث استمرَّت من عام 138 وحتى عام 300 هجري، كما لُقّبَ “بالداخل” و”بصقر قريش”.
وفي عهد عبد الرحمن الثالث الذي لُقب “الناصر”. وحكم سنة 300 وحتى 350هجري . وتحوّلت الإمارة إلى خلافة وفي هذا الدور بلغت الأندلس أوج مجدها السياسي والأدبي ونافست قرطبة بغداد.
ومع انشغال الحكّام بشؤونهم عن تدبير الملك وازدياد ضغط الإسبان الشماليين على هذه الولايات، فرع الأندلسيون إلى يوسف بن تاسفين أمير الملثمين “المرابطين” في المغبر، فأنجدهم سمة 479 هـ بعد انتصاره في معركة الزلاقة، ثم استقل بحكم الأندلس التي تحوّلت إلى ولاية تابعة للمغرب في زمن المرابطين والموحدين.
كان قوّاد المجتمع الأندلسي في بداية الأمر من الفاتحين العرب والبربر. وقد وحدت بينهم راية الحرب والدعوة إلى الجهاد.
وكانت الشواعر ملحماً بارزاً من ملامح الشعر الأندلسي لوفتهم ونبوغهن. وقد ارتبط سحر شعر النساء باسم الولادة بن البن الخليفة المستكفي، فقد غشي منتداها فرسان والنظم والنثر ومنهم ابن زيدون، الذي نعمَ بوصلها وشقي بهجرها، فقال فيه أجمل الغزل وأرقه.


شارك المقالة: