الشعر التعليمي:
الشعر التعليمي: هو ما أُلف لتنظيم وتسهيل حفظ العلوم والفنون الأدبية، وقد استخدم هذا الشعر التعليمي لجمع المفردات العلمية فيه ثم تطور الشعر التعليمي لسرد المفردات وأتخاذه وسيلة للتعلم، لذلك سمي الشعر التعليمي.
الشعر التعليمي يعود في البداية إلى الشعر اليوناني القديم، وقد ابتكر هذا الشعر ونظم القصائد فيه هو هيزيود وكان أول قصيدة وقد اشتهر بها قصيدته الخالدة: ( الأعمال والأيام ) قد نظمها بالحكم والقواعد والنصائح والإرشادات.
فقد نشأ الشعر التعليمي في البداية عند أصحاب الآراء والمذاهب عند الشعراء، فقد اتخذ هذا الشعر مثله مثل الشعر العربي، حيث يعد الشاعر الحميري أول من نظم في الشعر التعليمي وقد نظمه على الفضائل الحميدة والمناقب والسير مثل التي تروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قائلاً:
أتى حسن والحسين النَّبي
وقد جلسا حجرة يلعبان
فغداهما ثمَّ حياهما
وكانا لديه بذاك المكان
وعند ازدهار الثقافة العربية وخصوصاً أيام المنصور والرشيد الذين حرصوا على نقل العلوم والمعارف العقلية والإنسانية مثل: الطب والصيدلة والرحلات، وكان أبان اللاحقي أول من بدأ هذا النوع من الشعر التعليمي بهدف تسهيل حفظ العلوم وكتابتها حيث أشار صاحب الأغاني إلى أنَّ أبان قد أخذ من كتاب كليلة ودمنة وقد نظمه شعراً حتى يسهل حفظه وقراءته وقد خص به البرامكة، قائلاً:
هذا كتاب أدب ومحنه
وهو الذي يدعى كليلة ودمنة
فيه خيالات وفيه رشد
وهو كتاب وضعته الهند
فوصفوا آداب كل عالم
حكاية عن ألسن البهائم
وقد نظم ابن سينا مقطوعةً عن المنطق وأيضاً الحريري نظم منظومةً عن ملحة الإعراب وكذلك علي بن الجهم نظم قصيدة مزدوجة في التاريخ، يقول فيها:
يا سائلي عن ابتداء الخلق
مسألة القاصد قصد الحق
أخبرني قوم من الثقات
أولو علوم وأولو هيئات