إن المتمعن في أدب لبيد بن ربيعة يجده يتضمن العديد من الأنماط الإنشائية المتنوعة التي حملت في طياتها دلالات مختلفة ومن أهم هذه الأساليب الاستفهام.
الاستفهام في الغزل والديار في شعر لبيد بن ربيعة
1- همزة الاستفهام التي تسبق تركيب منفي وتحمل في هذه معنيين الأول الإنكار وفي حالة نفي إثبات، والثاني التقرير وكأن الأديب يقرر ذاته لترد عليه محبوبته قائلة ” بلى” ومثال على هذا:
أَلَم تُلمِم عَلى الدِمَنِ الخَوالي
لِسَلمى بِالمَذانِبِ فَالقُفالِ
2- لجأ لبيد للاستفهامِ مستخدمًا الأداة “هل” الذي ابتدأ بها أبياتِه ليُوضح مدى حبه وتعلقه بديار المحبوبة سلمى حيث أنشد:
وَهَـل يَـشـتـاقُ مِـثـلُكَ مِـن دِيـارٍ
دَوارِسَ بَــيــنَ تُـخـتِـمَ وَالخِـلالِ
وَكُـنـتُ إِذا الهُـمـومُ تَـحَـضَّرَتني
وَضَـــنّتـ خُــلَّةٌ بَــعــدَ الوِصــالِ
3- الاستفهام بمن التي يسبقها حرف جر والغايةُ من ذلك ليُوضح مدى الألم والحسرة على ما فعله الزمن بديار من أحباب وكيف تغيرت معالمها ومما خطه في هذا:
لمن طللٌ تضمَّنه أُثالُ
فَسَرحَةُ فالمرانةُ فالخيالُ
4- الاستفهام بالأداة ” أين” يقصد من هذا توضيح مدى البعد واليأس الذي تمكن من نفسه جراء مفارقة المحبوبة.
5- الاستفهام بالهمزة التي تدخل على أسماء الإشارة وتفيد في ذلك توضيح مدى عناية الشاعر بمنازل المحبوبة والإمعان فيها وذكر الأماكن التي مرت بها من من أحب وتركت أثر لها فيها ومما نظمه في هذا:
أَذَلِكَ أَم نَزرُ المَراتِعِ فادِرٌ
أَحَسَّ قَنيصاً بِالبَراعيمِ خاتِلا
فَباتَ إِلى أَرطاةِ حِقفٍ تَضُمُّهُ
شَآمِيَةٌ تُزجي الرَبابَ الهَواطِلا
منهج لبيد بن ربيعة الشعري
كان كلام لبيد يتمثل في شعرٍ ورجزٍ، ترتبط جميعها بغرض المدح أو بكاء أبناء قبيلته ووقائعهم وقد توزعت مقطوعاته حسب آراء النقاد إلى ما هو لين المنطق مع خشونة الحديث وفي نمطه جمع كلا الأمرين، وكان رقيق المفردات في الأبيات ذات الخصائص الدينية أما المقطوعات ذات الحديث الصعب فنجدها أحيانًا فيوصف مظاهر الصحراء والتباهي بأمجاد القوم.