الحمار الوحشي في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


للحيوانات مساحة واسعة في الأدب القديم حتى أصبحت صوره من الأساسيات التي يستخدمها الأديب في تكوين صوره داخل المقطوعات ومنها الحمار الوحشي.

صورة الحمار الوحشي في الشعر الجاهلي

تعددت المشاهد التي استعملها الشعراء لصور الحمار الوحشي وكانت مختلفة من أديب لآخر وفيما يلي توضيحها عند أبرزهم:

1- النابغة الذبياني: شبه الشاعر ناقته في قوتها وصلابتها بالحمار الوحشي وأيضًا وضح لنا غيرته على أتانه وينشد:

كَأَنّي شَدَدتُ الرَحلَ حينَ تَشَذَّرَت

عَلى قارِحٍ مِمّا تَضَمَّنَ عاقِلُ

أَقَبَّ كَعَقدِ الأَندَرِيِّ مُسَحَّجٍ

حُزابِيَّةٍ قَد كَدَّمَتهُ المَساحِلُ

2- زهير بن أبي سُلمى: خط لنا الشاعر أجمل اللوحات للحِمار الوحشي وهو يقود أتانه إلى منابع الماء بقوةٍ وإدارة حيث أنشد:

فَأَورَدَها حِياضَ صُنَيبِعاتِ

فَأَلفاهُنَّ لَيسَ بِهِنَّ ماءُ

فَشَجَّ بِها الأَماعِزَ فَهيَ تَهوي

هُوِيَّ الدَلوِ أَسلَمَها الرِشاءُ

فَلَيسَ لَحاقُهُ كَلَحاقِ إِلفٍ

وَلا كَنَجائِها مِنهُ نَجاءُ

3- الأعشى: صور لنا الشاعر في مقطوعته كيف أن الحمار الوحشي يسير أمام أتانه وكأنه قائدًا مغاور وكيف يحاول جاهدًا التقرب منها لكنها تصده يتابع المحاولة إلى أن تسمح له من المسير بجانبها ويعدو بعد ذلك باحثًا عن منابع الماء وعن هذا يتحدث:

تلا سَبقه قوداءَ مشكوكة

متى تخالفهُ عن القصد

إذا ما دنا منها التقته بحافر

كأن له في الصدر تأثير

أبعاد صورة الحمار الوحشي في الشعر الجاهلي

1- ظهر الحمار في البعد الأول وهو يسير مطمئنًا فرح بعيشه قرب منابع الماء وأماكن تواجد العشب.

2- برز الحمار الوحشي في البعد الثاني وهو في شقاء وصراع مع البيئة القاسية ويعيش في قلق من الصياد وكلابه وعن هذا البعد تحدث المثقب العبدي:

يُصيخُ لِلنَبأَةِ أَسماعَهُ

إِصاخَةَ الناشِدِ لِلمُنشِدِ

من الصور الدامية التي خطها امرؤ القيس في مقطوعاته للحمار الوحشي قوله:

كأني ورحلي فوق أحقب قارح

بشربة أو طاو بعرنان موجس

تعشى قليلاً ثم أنحى

يُثيرُ التراب عن مبيت ومكنس


شارك المقالة: