إن وصف الرحلة يعد عنصر مهم في المقطوعات القديمة من خلالها يصور الأديب ناقته وهي تجوب الصحراء بقوة ترافقه في رحلته بجرأة وإقدام.
وصف الرحلة في قصائد شعراء الجاهلية
1- لقد عشق الجاهلي الرحلة واحتلت مكانة مرموقة في ذاته فنراه يخوضها مع حيوانه الذي اتخذه عونًا كالناقة تساعده في خوض الصعاب من أجل غاية في نفسه ومنهم عنترة بن شداد الذي خاض هذه الرحلة هربًا من أجل الخلوة واعتزال الناس:
أَطوي فَيافي الفَلا وَاللَيلُ مُعتَكِرُ
وَأَقطَعُ البَيدَ وَالرَمضاءُ تَستَعِرُ
وَلا أَرى مُؤنِساً غَيرَ الحُسامِ وَإِن
قَلَّ الأَعادي غَداةَ الرَوعِ أَو كَثِروا
2- ربط الشاعر الجاهلي بدء رحلته بأمور خرافية مثل رؤية الغراب وكان نذير شؤم فكانوا قبل الانطلاق ينظرون حولهم وفي السماء لكي يتحققوا من وجوده وبعده ينطلقوا وعن هذه يتحدث النابغة الذبياني:
زعم البوارح أن رحلتنا غدًا
وبذاك خبرنا الغراب الأسود
لا مرحبا بغد ولا أهلا به
إن كان تفريق الأحبة في غد
3- كان من عادة القدامى إذا رافقتهم المرأة في رحلة حملوها على هودج من حرير وكانت صُحبتها تحث الشاعر على الحرص ومواجهة المخاطر من أجل حمايتها وعن هذا يتحدث امرؤ القيس:
ويوم دخلت الخدر: خدر عنيزة
فقالت: لك الويلات إنك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معا
عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
4- صور لنا الشعراء حياتهم التي تعج بالحركة نتيجة الترحال الدائم بحثًا عن أسباب الحياة من ماء وطعام ويُخبر الراعي النميري بتوفر المراعي وخصوصًا في حومل ويقول:
كغراء سوداء المدامع ترتعي
بحومل معطفي رملة وتناهيا
لها ابن ليال ودأته بقفرة
وتبغي بغيظان سواه المراعيا
5- ومن أبرز الرحل التي خاضها الأديب رحلة الصيد والطرد التي شغف بها الجاهليين ومنهم امرؤ القيس حيث عرض لنا إبداعه في وصف الطرد وينشد:
فعنَّ لنا سِربٌ كأنَّ نِعاجَهُ
عذارى دوارٍ في مُلاءٍ مُذبَّل