الصحراء في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


ارتبط الأديب الجاهلي بالصحراء ارتباطًا وثيقًا فهي الملهم له حيث تحمل في مظاهرها العديد من السمات التي ميزتها عن باقي الأماكن ومن خلالها استمد مواضع أدبه.

البعد الفكري والرمزي لفضاء الصحراء في الشعر الجاهلي

1- الطَلل يعتبر من الأماكن التي تعلق بها الأدباء وتنشأ بينهم رابطة قوية ومعبرين من خلالها عن مشاعرهم أثناء النزول بها، فنرى الأدباء يتوجهون إلى وصف هذه الأطلال الجاثمة في الصحراء وكيف احتلتها الحيوانات عن ذلك يقول زهير بن أبي سلمى: 

أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ

بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها

مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ

2- رحلة الشاعر في الصحراء: الجاهلي كثير الترحال يجوب الصحراء بحثًا عن الطعام والشراب والرحلة في مقطوعات الشعراء تصور المتاعب التي يواجهها الشاعر في مسيره، فهو موقن بخطرها وربما يموت رغم ذلك اقتحمها بعزم وعن هذا تحدث امرؤ القيس:

وليل كموج البحر أرخى سدوله

عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي

فقلت له لما تمطى بصُلبه

وأردف أعجازًا وناء بكلكل

كما عَمِد الشاعر إلى وصف رفيقته في هذه الرحلة ومساعدتها له في رحلته المحفوفة بالمصاعب والتعب وتشاركه همومه وهي الناقة وعنها يقول طرفة بن العبد:

وإني لأمضي الهم عند احتضاره

بعوجاء مرقال تروح وتغتدي

البعد الفني لفضاء الصحراء في الشعر الجاهلي

1- طبيعة اللغة: معروف أن الألفاظ هي أداة التعبير والتواصل حيث توجه الشاعر إلى اختيارها بعناية تمكنه من توضيح أنماط الحياة حيث تضمنت مقطوعاتِهم العديد من المفردات الصحراوية ومثال عليها قول لبيد بن ربيعة:

وجلا السيول عن الطلول كأنها

زبرٌ تجدُّ متونها أقلامُها

2- الصورة الشعرية: وهي المتمثلة في الاستعارة والكناية والتصوير وغيرها مما يضفي على المقطوعة رونقًا وبهاءً ونرى أن المعلقات تعج بهذه الصور ومثال عليها قول عنترة بن شداد:

وكأن فَارَةَ تاجرٍ بقسيمةٍ

سبقت عوارضها إليك من الفم


شارك المقالة: