اقرأ في هذا المقال
الكتابة في عصر الإسلام:
نشأت الكتابة منذ العصور الحجرية قبل الإسلام بسنوات طويلة، وكانت عبارة عن رسوم ونقوش على الحجارة والطبن، وتطورت أنظمة الكتابة حتى ظهرت الأبجدية ووصلت لعصر الإسلام، حظيت الكتابة بعصر صدر الإسلام باهتمام كبير جدّاً، حيث حث الله تعالى عليها بأول آية قرآنية نزلت بالقرآن الكريم وهي: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، فكان لها شأناً عظيماً، حتّى إن الرسول كان يسامح أسرى الحروب باشتراطه تعلّمهم الكتابة، وسنذكر في هذا المقال عن أهم استخدامات الكتابة في عصر الإسلام وخصائصها.
استخدامات الكتابة في عصر صدر الإسلام:
- أول الاستخدامات للكتابة في عصر الإسلام هي كتابة الوحي، أي كتابة القرآن وتدوينه والذي كان ينزل من خلال الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
- أهم استخدام للكتابة كان في كتابة المعاهدات والوثائق المختلفة، ولعدّة أغراض معاهدات الصلح والمبايعة وغيرها.
- في القضايا السياسية التي تختص بالخلفاء وشؤونهم، وشاع وقتها كتابة الرسائل مثل الرسائل الإخوانية.
- الرسائل التي كان يرسلها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أجل الدعوة للإسلام للملوك العرب والأعاجم في جميع دول العالم.
- مالت الكتابة إلى الدخول ضمن الأدب وفنونه، حيث الحاجة الملحة للرسائل جعلت للرسائل أدب خاص به يختلف عن غيره.
- أصبحت الكتابة وسيلة أساسية من أجل تنظيم المجتمع الإسلامي؛ حيث ساهمت بتطوير الفكر لدى المسلمين لتعدّد أغراضها.
خصائص الكتابة في عصر صدر الإسلام:
- من أول وأهم الخصائص للكتابة في عصر صدر الإسلام هو بدء جميع الكتابات مهما كان نوعها بالبسملة أي بكتابة (بسم الله) أو (باسمك اللهم)؛ فكان هذا أسلوب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الكتابة، وكان بذلك يقتدي بأسلوب القرآن الكريم حيث نزلت البسملة به في أكثر من موقع.
- كانوا يستخدمون ورق البردي للكتابة في عصر الإسلام، ومن أهم الخصائص كذلك كتابة التاريخ الهجري الذي بدأ منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.
- كانت كتابة الرسائل في عصر النبوة الداعم الأول والرئيسي لنشر الدعوة الإسلامية، فكان كل الاعتماد عليها.
- كانت الكتابة وأغلبها الرسائل عبارة عن شرح كافي ووافي لأهم الأحكام التشريعية، وشرح منهجية الإسلام وتوضيح الفرائض والسنن النبوية بالإضافة لبيان ما هي حقوق المسلمين التي وضعها الإسلام وما هي واجباتهم تجاه أنفسهم وتجاه غيرهم.
- كانت لغة الكتابة في عصر صدر الإسلام جزيلة الألفاظ وكانت تستخدم المفردات القوية، وليس بها أي نوع من الزخرفة والتنسيق أو التزيين، وتأثّرت بذلك ببلاغة القرآن الكريم.
- لم يتم حفظ الكتابات في عصر صدر الإسلام في سجلات خاصّة، أي لم تدوّن بشكل كبير؛ لهذا السبب نجد الكثير من الكتابات المحفوظة ليس لها تاريخ محدّد، ونرى كذلك أن أكثر من موضوع قد يكون له أكثر من رواية واحدة ويختلف العلماء بكثير من الروايات والأقوال والأحداث؛ وذلك لعدم تدوينها بتاريخ واضح ومحدّد.