اقرأ في هذا المقال
كانت الطبيعة هي الملهم الرئيسي للأدباء في جميع الأوقات، منها يستمدون صورهم ويبدعون في وصفها وفي هذا المقال سنتحدث عن الليل في الشعر الجاهلي.
مواضيع الليل في الشعر الجاهلي
وصف رواد الشعر القديم الليل وصفًا رائعًا موضحين حالهم فيه ومُعبرين عن مشاعرهم ومكانته في قلوبهم ومن أبرز المواضيع التي احتوتها مقطوعات نعت الليل ما يلي:
1- المغازلة: عُرف عن الليل أنه يرمز إلى الهدوء والتستر من عيون الرقباء والوشاة وهو مُبتغى المحبين وعنه قال امرؤ القيس:
وَبَيْضَةِِ خِدْرٍٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ
تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا وَأَهْوَالَ مَعْشَرٍاً
عَلَيَّ حِرَاصٍ لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
2- ذكر ليالي اللهو والسمر: تناول رواد الأدب القديم ليالي السمر واللهو في مقطوعاتهم ومنهم الأعشى الذي أكثر من وصفه منشدًا:
وَبَيضاءِ المَعاصِمِ إِلفِ لَهوٍ
خَلَوتُ بِشَكرِها لَيلاً تَماما
3- التعبير عن الوجد والشوق: تضمنت مقطوعات وصف الليل الشوق الذي يجعل صاحبه لا ينام كما نظم الأعشى:
نامَ الخَلِيُّ وَبِتُّ اللَيلَ مُرتَفِقا
أَرعى النُجومَ عَميداً مُثبَتاً أَرِقا
3- التعبير عن الهم والغم: تردد هذا الموضوع عند رواد الأدب الذين عانوا جراء موت من أحبوا ومنه أبيات الخنساء:
إني أرقتُ قُبتُّ الليل ساهرة
كأنما كحلت عيني بعُوّار
4- ذكر الأحبة: في الليل تصفو الأذهان وتتوقف الأعمال وتكثر الخواطر فيصبح ذكر الأحبة أمر بديهي مثال عليه قول زهير بن أبي سلمى:
تأوبني ذكر الأحبة بعد ما
هجعت ودوني قلة الحزن
أسماء الليل في الشعر الجاهلي
1- الجديدان: وعنه قالت الخنساء:
إن الجديدين في طول اختلافهما
لا يفسدان ولكن يفسد الناسُ
2- الحابِلان: قال عنه المهلهل بن ربيعة:
لَو كُنتُ أَقتُلُ جِنَّ الحابِلينَ كَما
أَقتُلُ بَكراً لَأَضحى الجِنُّ قَد نَفِدا
3- الصريم: قال زهير بن أبي سلمى:
بكرت عليه، غُدوة فوجدته
فعودًا لديه بالصريم عواذله
ألفاظ في مجال السير ليلاً
1- الإدلاج: ويقصد به المسير المستمر من بداية الليل إلى نهايته وعنه قال الأعشى:
وادلاج ليل على خفيفةٍ
وهاجرةٍ حرّها يحتد
2- الإِسآد: المشي طوال الليل وعنه قال الأعشى:
تَراهُنَّ مِن بَعدِ إِسآدِهِن
وَسَيرِ النَهارِ وَتَدآبِها