المشقر في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


المُشقرَّ هو حصن عظيم ضخم شُيد في البحرين وذاع صيته في الجاهلية واهتم العديد من أدباء الجاهلية بوصفه خاصة بعد زيارتهم والمشاركة في المجريات التي حدثت فيه.

سبب شهرة المشقر في الشعر الجاهلي

1- تعلق الأدباء الجاهليين بالمشقَّر كثيرًا فهو يمثل لديهم المكان الحياة الذي يحمل في جنباته الذكريات والحنين.

2- الموقع الحضاري الاستراتيجي للمُشقر.

3- ارتباطه بالعديد من الأحداث والمجريات التاريخية حيث يحمل أسرار وخبايا.

4- يُعد المُشقر لدى شعراء الجاهلية رمزًا للبهاء والمنظر الرائع الجذاب الذي ترك أثره في نفوسهم.

أبعاد صورة المشقر في الشعر الجاهلي

1- البعد الحربي: عند ذكر المشقَّر يتبادر إلى الذهن مباشرة مذبحة بني تميم والتي تم كشف خطتها من قبل خيبري بن عبادة السعدي والذي أنشد فيها متباهيًا بنفسه وكيف تمكن من حماية قومه:

أَلا هَل أَتى قَومي مكّري وَمَشهَدي

بقا ليقلا وَالمقربات تَثوب

تَداعَت معدّ شيبُها وَشَبابها

وَقَحطانُ مِنها حالِب وَحَليب

2- بُعد البيئة المميزة: شُيد المشقر على أرض خصبة ومناخ معتدل ومياه جارية، وعُرف عن أرضه أنها صالحة للزراعة فكانت عبارة عن جنة في الأرض، ولقد انبهر شعراء الجاهلية بها  واستلهموا منها أجمل الصور ومنهم امرؤ القيس الذي زار المشقر وافتتن بجماله حيث أنشد:

بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلوا

لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى

كما تغنى لبيد بن ربيعة بجمال البيئة عند وصف الظعائن الحي وما شاهده من أشجار خصوصًا النخيل وكروم العنب حين أنشد:

فكأن ظُعنّ الحي لما أشرفت

بالآلِ وارتفعت بهن حُزُوم 

نخل كوارع في خليج مُحلّمٍ

حملت فمنها مُوقرٌ مَكمومُ

3- البعد السياسي: ورد في الأدب الجاهلي دور المشقر ووظيفته في إدارة شؤون البحرين حيث كان فيه مكان للحكم يعيش فيه الملك، وورد هذا في أبيات لبيد بن ربيعة عندما رثى حاكم المشقر:

وأعوَصْنَ بالدُّوميّ من رَأسِ حِصْنِهِ 

وأنْزَلْنَ بالأسبابِ ربَّ المُشّقَّرِ


شارك المقالة: