أمثال عالمية عن الاستهزاء بالآخرين:
عرف اللغويين الاستهزاء في معاجم اللغة على أنه الإهانة لشخص معين واستفزازه، وذلك يكون عن طريق موقف أو كلام لاذع أو من خلال رسم كاريكاتير، ففي بعض الأحيان تكون الطريقة في السخرية بسيطة ولطيفة، وفي أحيان أخرى تكون طريقة الاستهزاء لاذعة وقاسية.
كما ورد في مفهوم الاستهزاء على أنه نوع من أنواع السخرية التي تتمثل في حمل الكثير من الأفعال والأقوال على مبدأ اللعب والهزل لا على مبدأ الحقيقة والجد، فالشخص المستهزئ هو من يقوم باستخدام أسلوب الذم في أفعال وصفات الناس، حيث يصل به إلى درجة يخرج بها عن الاعتبار والاحترام، وقد تطرقت العديد من الأمثال العالمية إلى موضوع الاستهزاء بالآخرين، وفي هذا المقال سوف نقدم لكم البعض من الأمثال العالمية التي تمحور حديثها حول الاستهزاء بالناس.
1. من يستهزئ بالناس يستهزئ الناس به (He who mocks, shall be mocked):
تناول المثل الإنجليزي في مضمونه موضوع الاستهزاء بالآخرين، حيث أوضح الحكماء والفلاسفة من خلال المعنى الضمني للمثل الإنجليزي أنّ الإنسان الذي يقوم بالاستهزاء والسخرية من الآخرين، سوف يتعرض ذات يوم لنفس الحالة، فيلقى جزاءه نتيجة استهانة بالناس وسخريته منهم، إذ لا بد أن يقع في ذات الموقف في أحد الأيام، ويقوم الناس بالسخرية والاستهزاء به.
2. السخرية هي الملاذ الأخير لشعب متواضع وبسيط (Sarcasm is the last resort of a humble and simple people):
يعود أصل المثل إلى دولة روسيا، حيث كان أول من قال المثل الروسي هو الفنان والكاتب والروائي الروسي (فيودور دوستويفسكي)، ومن ثم قام الحكماء والفلاسفة من أخذ المثل الروسي وترجمته إلى كافة اللغات العالمية؛ وذلك حتى يساهموا إلى حد كبير في انتشار المثل وأخذ الحكمة والعبرة منه.
حيث بين الحكماء المعنى الضمني للمثل الروسي، والذي أشار في مضمونه إلى أنّ الشعوب البسيطة والمتواضعة التي لا حول لها ولا قوة، ولا يوجد أي شيء يشغلها، فإنها تملأ وقت فراغها في الاستهزاء والسخرية من الناس في كافة المجتمعات، حيث تُعتبر صفة السخرية والاستهزاء من أسوأ الصفات التي يمكن أن تتواجد في الفرد؛ وذلك لما لها من آثار سيئة تعود على الفرد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، كما تُعد المسبب الأكبر وراء الكثير من المشاكل التي تقع بين الناس؛ نظراً للتقليل من قيمتهم واحترامهم.