تعرف الشجرة بثمارها - A tree is known by its fruit

اقرأ في هذا المقال


الحياة البشرية هي مجال واسع لا حدود لها، فحيث شُبهت بطموح الشباب الدائم الذي ليس له حدود، ويحيط بالتفاؤل ويبتعد عن المستحيل، ويمتاز بالشجاعة ولا يعرف الخوف أو الخطر، فالإنسان الصالح هو دائم الثقة بالله وبنفسه، ولديه الرغبة في السمو بالأفعال الإنسانسة السامية.

مضمون مثل “تعرف الشجرة من ثمارها”:

الشجرة الطيبة تأتي دائماً بثمر طيب، والشجرة الخبيثة تأتي بثمر خبيث، فمن الثمر تعرف نوعية الشجرة، وكما هي حياة الإنسان فهي عبارة عن جهد وعرق وعقيدة وكفاح يعزم الشخص على تحقيق ذاته فيها، فيجعلها نصب عينيه، حتى تصبح مصدر السعادة عنده، فيكرس نفسه لها مما يترتب عليه الجهد والتضحية من أجل تحقيق هدفه، ويستعد لمواجهة الصعوبات.

ومما لا شك فيه أن الإنسان يواجه العديد من الصعوبات، ويقع في الفشل مرات عدة، ولكن عليه تجاوزها، فالنفوس السامية تشعر بواجبها قبل أي شيء، وكل صاحب ضمير يشعر بالمسؤولية نحو واجبه، فيقوم به على أكمل وجه ولا يتهرب منه مهما كانت الأسباب.

فما دام هناك مجال للعطاء والعمل فلن ينتهي الواجب، والشخص الذي لا يبذل ما باستطاعته، فهو لا يقدم شيئاً، لذلك يجب أن يكون هناك إرادة صالحة مدموجة بعزة النفس كي يسمو الإنسان بذاته.

قصة مثل “تعرف الشجرة من ثمارها”:

أراد الفيلسوف أفلاطون في أحد الأيام أن يقوم باختبار لمعرفة معادن الناس، من خلال وضع حجر في وسط الطريق، والاختفاء وراء أحد البيوت؛ ليقوم بمعاينة ردود فعل الأشخاص تجاهه، جاء أول رجل وتعثر بالحجر وسقط أرضاً، ثم نهض ونظف ملابسه ثم أكمل طريقه، فقال أفلاطون: إن هذا الرجل صالح ومنه تتكون أغلب الأمة، ثم جاء ثاني رجل وتعثر بالحجر، فغضب وصار يتلفظ بألفاظ سيئة، ويلعن من قام بوضع الحجر، ثم ملأ صراخه الشارع وأخذ يلتفت شمالاً ويميناً يهدد ويتوعد بضرب من قام بوضع الحجر، ثم أكمل مسيره، فقال أفلاطون: لا خير في هذا الرجل، فمثل هذا يعيش عبء على غيره.

وبعدها جاء رجل ثالث وتعثر بالحجر كذلك، ولكنه لم يتأذى، فضرب الحجر بقدمه وتابع مسيره، فقال أفلاطون: إن هذا الرجل لرجل ثوري يقابل الأذى بالأذى والشر بالشر، وأخيراً جاء رجل رابع، وارتطم بالحجر أيضاً، ومن ثم سقط أرضاً، وهنا أسند الرجل نفسه وقام بنقل الحجر من مكانه ونقله على حافة الطريق ومن ثم تابع مسيره، فقال أفلاطون: إنه لرجل صالح فلمثل هذا الرجل تحتاج المجتمعات.


شارك المقالة: