دلالات الألوان في شعر الفرسان في العصر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الشعر من المكملات للفروسية وكانت القبائل تفتخر وتتباهى بولادة فارس شاعر فيها وتعدها من عناصر القوة ولقد وظف الفرسان دلالات اللون في مقطوعاته لتساعده على توضيح أفكاره.

رمزية الألوان في شعر فرسان العصر الجاهلي

1- اللون الأسود: دلَّ هذا اللون على الموت والخراب وموقظ للحزن في النفوس ودلالة على الشؤم ولقد نفرَّ أهل الجاهلية منه ولذلك نرى أن قوم عنترة قد رفضته ونفرت منه لسواد بشرته وعن ذلك يتحدث:

وإن كان لوني أسودًا خصائلي

بياضٌ ومن كفى يستنزه القطرُ

2- اللون الأحمر: عرف الناس هذا اللون واعتبروه من الألوان الحارة المأخوذة من أشعة الشمس ولهيب النار ويحمل دلالة نفسية ترمز إلى الحرب ويعبر عن القوة والشجاعة في المعارك وعنه قال عنترة بن شداد:

اِتبَعيني تَرَي دِماءَ الأَعادي

سائِلاتٍ بَينَ الرُبى وَالرِمالِ

3- الأبيض: يرتبط عند الشعراء القدامى بالمكانة الاجتماعية ويرمز إلى الكرم  وعنه تحدث سبيع بن الخطيم:

ومجالس بيض الوجوه أعزة 

حمر اللثات كلامهم معروف

4- الأزرق: يدل هذا اللون على أفكار غريبة ترمز إلى الإيذاء وكان يدل على السهام الحادة المسمومة والرماح اللامعة عنها نظم حسان بن ثابت:

مكللة بالمشرفي وبالقنا

بِها كُلُّ أَظمى ذي غِرارَينِ أَزرَقِ

5- الأصفر: عبر الشعراء من خلال هذا اللون عن الكثير من الأشياء فيدل عنهم على الذهب تارة وتارة أخرى دلالة على النحاس وكان يدل على القوس وعنه قال زهير بن أبي سلمى:

عرشٌ حاشية الإيذاء شريحة 

صفراء لا صدر ولا تطلب

وظيفة اللون في شعر الفرسان

1- وظيفة الألوان في شعر الحروب: تخدم الألوان الصور الشعرية في شعر الحروب وتجعله قادر على إثارة المتلقي نفسيًا وفكريًا ومثال على هذا ما نظمه عنترة في:

ودِماؤُهمْ فوْقَ الدُّروعِ تخضّبَتْ

منها فصارت كالعقيق الأحمر

2- وظيفة الألوان في وصف السلاح: اهتم الشعراء الفرسان بذكر أسلحتهم واصفين ألوانها بهدف إبراز دورها في النصر ومثال على هذا قول عمرو بن شأس الأسدي:

بكل فتى رخو النجاد  سميدع

وأشيب لم يُخلق جبانًا ولا غلاً 

بِأَيديهِمُ سُمرٌ شِدادٌ مُتونُها

من الخط أو هندية أحدثت صقلا

المصدر: الحياة الأدبية في العصر الجاهلي تأليف دكتور محمد عبد المنعم خفاجيالعصر الجاهلي تأليف محمد شوقيالعصر الجاهلي الأدب والنصوص تأليف محمد صبري الأشتر 2010 مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية تأليف ناصر الدين الأسد


شارك المقالة: