تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب أونوريه دي بلزاك، وتم العمل على نشرها عام 1843م، وتناولت في مضمونها الحديث حول شاب سار لتحقيق طموحه بأن يكون إنسان ثري، تابع معنا عزيزي القارئ الأحداث للنهاية.
الشخصيات
- الشاب لوسيان شاردون
- ديفيد سيشارد صديق لوسيان
- والدة لوسيان
- الفتاة إيف شقيقة لوسيان
- السيدة دي بارجتون
- السيد لوسيستو
- الكاتب دانييلدي آرثرز
- السيد شاتليت زوج بارجتون السابق
- الفتاة كورالي ممثلة مسرحية
- السيد لويس سوفرانسيسدي لينفونتور
- الأب كارلوس هيريرا
رواية أوهام مفقودة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية ضمن ثلاثة أجزاء، والجزء الأول كان في دولة فرنسا في العشرينات من القرن الثامن عشر، حيث أنه في يوم من الأيام في مدينة باريس كان يعمل شاب يدعى لوسيان شاردون في مجال الصحافة مع صديقه المقرب ويدعى ديفيد سيشارد والذي يعمل معه في ذات المجلة كطابع، كان لوسيان ابن لسيد متوفي من أبناء الطبقة المتوسطة، ووالدته تنتمي لإحدى للطبقة الارستقراطية، تعيش عائلته حياة فقيرة ولكنها مع ذلك مستورة الحال.
في تلك الفترة كان يقيم لوسيان في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة أنغوليم، وعلى الرغم من أنه فقير، إلا أنه شاب عنيد ووسيم وطموح، كانت والدته الأرملة وشقيقته وتدعى إيف وصديقه المفضل ديفيد سيشارد ليس بوسعهم فعل شيء للحد من آراءه السامية في مواهبه، وفي يوم من الأيام بدآ كل من لوسيان وديفيد في كتابة وتأليف الشعر، ولكن في فترة من الفترات قام لوسيان بتأليف رواية تاريخية تحمل عنوان تسلسل سونيت، في حين أن ديفيد اتجه للقيام بالعديد من الأبحاث العلمية، وعلى الرغم من انفصالهم في الاتجاهات، إلا أنهما أخوان مقربان من بعضهما البعض حتى تعلقت روحهما سوياً.
وذات يوم تم تقديم لوسيان إلى غرفة الرسم للشخصية البارزة في مجتمع أنغوليم الراقي والتي تعود ملكيتها لسيدة تدعى دي بارجتون، والتي من أول ما التقت به سرعان ما أعجبت به، ولم يمضي الكثير من الوقت حتى أعجب كذلك لوسيان بها، وبعد مرور فترة قصيرة اتفقا على الزواج، وبعد إقامة حفل الزفاف سرعان ما قررا الانتقال إلى مدينة باريس، وقبل أن ينتقل الزوجان إلى باريس تبنى لوسيان لقب عائلة والدته وهو دي روبمبري ويأمل أن يترك بصمته ذهبية في مختلف المدن كشاعر.
وبعد أن عاشا لفترة وجيزة في منزلهما في باريس جاء ذلك اليوم الذي اعترفت به السيدة دي بارجتون بسوء اختيارها للوسيان كزوج، وعلى الرغم من استمرار بقائها في مدينة باريس، إلا أنها قامت بالانفصال عن لوسيان وقطع جميع العلاقات معه، وتركته ليعود للعيش في حياة الفقر المدمغ.
وفي الجزء الثاني من الرواية كان هناك رجل يدعى لوسيستو يقيم في واحدة من المقاطعات التابعة إلى مدينة باريس، كان ذلك السيد لوسيستو له مكانة متميزة في تلك المقاطعة ويلقى الاحترام والتقدير من قِبل كافة أفراد مجتمع تلك المقاطعة؛ وذلك لأنه جلب لمقاطعتهم الكثير من الاستثمارات التي رفعت من المستوى الاقتصادي لها، وذات يوم حدث تناقض بين لوسيستو والصحفي لوسيان وكاتب رفيع المستوى ويدعى دانييلدي آرثرز حول مجموعة من الأفكار والاتجاهات التي يسير بها كل منهم.
وأثناء مناقشتهم للموضوع كان هناك شخص يدعى السيد شاتليت، وهو من كان الزوج الذي هجرته السيدة دي بارجيتون قبل أن ترتبط بلوسيان، وبعد تدخله في مناقشتهم أشار عليهم أن يذهبوا معه إلى واحد من المقاهي المشهورة في المدينة، وافق جميعهم وانطلقوا، وحينما وصلوا هناك رأى لوسيان أن ذلك المقهى مليء بأمور لا تتوافق على الاطلاق مع الأفكار التي تقطن تفكيره، ولكن على الرغم من ذلك انخرط بها.
وبعد ساعات قليلة انتقل إلى دائرة اجتماعية أخرى تتضمن العديد من الممثلات من الدرجة العالية وأقام معهن لقاءات صحفية، وخلال أحد اللقاءات التي أعدها تعرف على ممثلة تدعى كورالي، وسرعان ما وقع بحبها ويوماً بعد يوم بدأت تنشأ بينهم علاقة، وعلى الرغم من حب لوسيان لأفراد تلك الطبقة، إلا أنه لا زال يحمل بداخله ذلك الطموح بالانتماء إلى إحدى طبقات المجتمع الراقي ويتوق إلى أن يحصل بموجب أمر ملكي لقب وشعار النبالة.
وفي لحظة من اللحظات قرر أن يحول ولاءه من الصحافة المعارضة إلى واحدة من الصحف الملكية، وفي تلك الفترة كانت هناك صحيفتان تدعم الحكومة، ولكن هذا القرار كلفه كثيراً، إذ اتهم بالخيانة وكسب الكثير من الكراهية الشديدة من قِبل زملائه الصحفيين السابقين، والذين بسبب تلك الكراهية قاموا بتدمير سمعة كورالي المسرحية، وفي تلك الأثناء دخل لوسيان في حالة من الاكتئاب واليأس، ومن أجل التخلص من تلك الحالة قام بتزوير اسم صهره والذي أصبح ديفيد بالزواج من شقيقة لوسيان إيف على ثلاث سندات إذنيه، وقد كان ذلك التصرف أثبت خيانته النهائية لنزاهته كشخص.
وبعد مرور فترة وجيزة توفيت كورالي، وهنا رأى لوسيان أنه لم يتبقى له شيء في تلك المدينة وقرر العودة إلى مدينة أنغوليم، ولكن عاد بسمعته السيئة مختبئًا خلف عربة تعود ملكيتها للسيد شاتيليت والذي عادت وارتبطت به السيدة دي بارجتون منذ فترة وجيزة، الذي تم تعيينه محافظًا لتلك المنطقة.
وفي الجزء الثالث من الرواية ظهر شخص يدعى لويس سوفرانسيسدي لينفونتور في مدينة في أنغوليم، وهو من المستثمرين الذي أرادوا الاستحواذ على كل مشروع مقام في تلك المدينة، ويوماً بعد يوم بدأ يتسلل إلى كل فرد من سكانها من أجل كسب محبتهم وثقتهم، وفي الوقت الذي ظهر به المستثمر لويس تعرض ديفيد للخيانة من جميع الجوانب، وكل من بقي إلى جانبه ويدعمه هي زوجته المحبة والمخلصة، وذات يوم بسبب دعمها الكبير اخترع ديفيد طريقة جديدة وأرخص لإنتاج الورق، وخلال الفترة اللاحقة تتشابك التطورات في عمليات تصنيع الورق بشكل وثيق مع تسويق الأعمال الشعرية لديفيد، وذات مرة كاد تزوير لوسيان لتوقيع صهره أن يُفلس ديفيد، إذ كان يتعين عليه بيع سر اختراعه لمنافسيه من رجال الأعمال.
وفي تلك الفترة حقق ديفيد نجاحات باهرة، بينما لوسيان فقد بدأ يفكر في الانتحار، وفي لحظة من اللحظات اقترب منه القس ويدعى الأب كارلوس هيريرا، وسرعان ما أمسك بيد لوسيان وأخذه تحت حمايته وتوجها بالسيارة إلى مدينة باريس، وهناك بدء هجوم جديد على لوسيان واستمر بالمجابهة للوصول إلى طموحه.
العبرة من الرواية هي أن من أجمل ما يقطن داخل الإنسان هو الطموح، ولكن توجيه الطموح بالطريق السليم هو الهدف الأسمى.
مؤلفات الكاتب أونوريه دي بلزاك
- رواية الجلد المسحور