رواية الأصدقاء المتحمسون The Passionate Friends Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هربرت جورج ويلز، وتم العمل على نشرها عام 1913م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول علاقة كانت بين شاب وفتاة، واستمرت حتى بعد زواج الفتاة من أخرى، وانتهى بها الأمر إلى الانتحار.

الشخصيات

  • ستيفن
  • ماري كريستيان
  • جاستن زوج ماري

رواية الأصدقاء المتحمسون

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك في إحدى المدن البريطانية في مدينة لندن رجل يدعى ستيفن، وذلك الرجل هو ما كان الابن الوحيد لواحد من أهم الرجال في المدينة والذي كان حاصل على منصب رئيس أكبر جامعة في مدينة لندن، وخلال فترة الشباب كان قد مرّ ستيفن بالعديد من العلاقات مع الفتيات، ولكن كانت هناك واحدة من تلك العلاقات أكثر أهمية وهي علاقته مع سيدة تدعى ماري كريستيان والتي أصبحت في وقت لاحق ماري جاستن.

كانت ماري من الفتيات اللواتي يتميزن بجمال لم يسبق له مثيل، كما أنها تمتلك عينان ذات لون أزرق لامع، وفي تلك الفترة التي تعرف عليها ستيفن كانت تعيش في حياة رفاهية عالية، إذ ترتدي ملابسها من أشهر الماركات، وتلك الفتاة كان يعرفها ستيفن منذ نشأتها وطفولتها، فقد كانت رفيقة اللعب في الطفولة، وأول مرة شعر ستيفن بمشاعر لطيفة تجاهها كان يبلغ من العمر التاسعة عشر وفي تلك الفترة كان فصل الصيف، وكان ذلك قبل أن يلتحق ستيفن بالدراسة في إحدى الجامعات في واحدة من المدن البريطانية والتي تعرف باسم مدينة أكسفورد، ومن ناحية ماري فإنها بدأت تشعر بمشاعر لطيفة تجاه ستيفن من أول مرة شاهدته بها في تلك المرحلة من عمره، إذ على الفور وقعت بحبه.

ولكن على الرغم من تلك المشاعر الت تستوطن قلبها إلى أنها لم تكن في الحقيقة ترغب في الزواج منه، على العكس تماماً من ستيفن الذي كان يفكر بالزواج منها في أقرب وقت، ولم يكن ذلك الأمر عبثاً، بل إن ماري كانت تسير على مبدأ الاستقلالية بالنفس، وليست تلك الاستقلالية الدائمة، أي أنها ترغب في الزواج، ولكن ليس من شخص تحبه؛ وذلك من أجل أن لا تضعف أمامه في يوم من الأيام، وكانت تفضل في علاقتها العاطفية أن تستمر تلك العلاقة حتى ولو تزوجت من آخر، وبعد فترة وجيزة تقدم رجل من أهم رجال الأعمال والمستثمرين في المدينة ويدعى سميث جاستن، وافقت عليه ماري وبعد أيام قليلة تزوجت من سميث وكانت تنوي أن تستمر في علاقتها مع ستيفن.

ولكن هذا الأمر لم يروق لستيفن ورفض أن يقبل به بأي شكل من الأشكال، وهذا ما دفع به إلى قطع العلاقات، وفي تلك الأثناء دخل ستيفن بحالة يأس وإحباط، إلا أنه في يوم من الأيام رأى أنه من الأجدر به أن يتغلب على تلك الحالة البائسة التي يعيشها والمشاكل النفسية التي لحقت به، وهذا ما دفع به إلى التطوع للمشاركة في القتال المشتعل في المناطق الجنوبية من الدول الأفريقية، حيث أنه في ذلك الوقت اشتعلت إحدى الحروب والتي تعرف باسم حرب البوير الثانية، وقد حدث ذلك في نهاية التسعينات من القرن الثامن عشر.

كان ستيفن مقاتلاً شجاعاً ومغواراً وبعد فترة وجيزة أصبح يحمل رتبة ضابط، وتميز بقتاله من بين جموع الفرسان الملتحة بالقوات الحربية، ولكن ما حدث في أحد الأيام ومن باب الصدفة انتقل والده للعيش في واحدة من المنازل القريبة من ذلك المنزل الذي تقيم به ماري جوستن، وبعد انقضاء فترة في القتال عاد ستيفن إلى منزل والده، وذات يوم علم أن ماري تقيم في أحد المنازل المجاورة لوالده، ولم يمضي الكثير حتى التقى بها، ومن هنا تجددت علاقتهم العاطفية وبدا يجتمعان يوماً بعد يوم إلى أن أصبحا عاشقان لا يقوى أحدهما على ترك الآخر.

وفي ذات الوقت بدأ ستيفن في التودد إلى جار آخر قريب ويدعى راشيل؛ وذلك لأنه كان يرغب في إقامة مشروع معه، لكن يوماً بعد يوم جراء استئناف علاقته العاطفية مع ماري أوقف هذا المشروع، ولم تستمر تلك الحال طويلاً، إذ سرعان ما حصلت الكارثة، إذ بينما كان كل من ماري وستيفن في لقاء شاهدهما جاستن، وفي تلك اللحظة كانا من ملامحهم أنهما عاشقان، وهنا على الفور قام جاستن بالإمساك بزوجته ماري من يدها وأخفاها في إحدى القلاع التي تقع ضمن حدود الجمهورية الإيرلندية، وهنا عزم ستيفن على مغادرة دولة إنجلترا وقد مضى ما مدته ثلاث سنوات.

وخلال تلك السنوات سافر ستيفن حول العالم وأكمل داسته حول المجتمعات الآسيوية كما طور قناعاته حول التطور التاريخي للبشرية، إذ أنه كان يعتقد أن الحضارة لم توجد بعد، إنها في محاولة إلى أن تكون مستمرة عناداً فقط، ومن وجهة نظرة أن حضارة الأشخاص ما هي سوى الشفق غير الواضح الذي يظهر قبل الفجر، كما أنه في الحقيقة هناك دولة أكبر جديدة فوق تلك الدولة القانونية، حيث أصبحت حياة الإنسان مجرد مشروع رائع وحرًا وجميل، وبعد فترة قصيرة تولى ستيفن مع واحد من الشخصيات وهو من أصول أمريكية تقديم اسمه تحت اسم مستعار وهو جايدنغ وبدأ في مهنة ناشر للأدب العالمي والكتب المرجعية.

في البداية كان يسير عمله على ما يرام، وذات يوم تلقى ستيفن رسالة من السيدة ماري، طلبت منه فيها أن يقوم باستئناف الكتابة إليها، وعلى مدار عامين متتاليين تتحداه أن يقوم بدمج إحدى المشاكل غير الأخلاقية في أفكاره وخططه التاريخية العالمية، محذرة من أن كل هذه الحالة العالمية العظيمة للخيال سوف تكون حطمت من قبلهم إذا تجاهلوها، كما أشارت إلى أنه بذلك سوف يحمي جنس النساء من الانحدار والسقوط مرة أخرى.

وبعد مرور فترة من الوقت التقيا من محض الصدفة مرة أخرى في نزل كان يقع في جبال الألب على إحدى البحيرات والتي تعرف باسم بحيرة إنجستلين، وهناك تشاركان عدة ساعات من التواصل الروحي فيما بينهم؛ ولكن لم يلمس منهما الآخر، ولكن مع ذلك قام أحد أصدقاء ماري بخيانتها وإخبار زوجها والذي بدوره اتخذ قراره بطلاق ماري بعد الادعاء عليها في المحكمة بتهمة الخيانة وهددها بفضيحة اجتماعية، ومن أجل منع هذا عزمت ماري على الانتحار، وحكم ستيفن على ماري على أنها ضحية وقعت في شباك الغيرة والدوافع الطائشة والمؤسسات الجامدة القديمة، وأشار لو أنه بإمكانه لكان قدم للعالم أجمع حل يتمكنون به من تدمير الغيرة بأشكالها ودوافعها وأدواتها، سواء أكانت على الصعيد النفسي أو الفكري وإصدار قوانين بمنع الشعور بها بين كافة أفراد العالم.

العبرة من الرواية هي أن الغيرة من أكثر المشاعر التي تسوق صاحبها إلى القيام بتصرفات وسلوكيات لا يتصورها العقل.

مؤلفات الكاتب هربرت جورج ويلز


شارك المقالة: