تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب إسحق باشيفيس سنجر، وتم العمل على نشرها عام 1962م، تناولت في مضمونها الحديث حول رجل تعرض لكثير من الظروف والصعوبات القاسية للحياة عليه، وبعد أن وقع في حالة حب توفيت زوجته، ولكن تجدّد الأمل بداخله بعد رؤيته لطفلة الأول.
الشخصيات
- السيد جاكوب
- واندا (ساره)
- بنيامين ابن جاكوب
رواية العبد
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في نهاية القرن السابع عشر في جمهورية بولندا، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من القرى البولندية والتي تعرف باسم مدينة جوزيفوف كان يقيم شخص يدعى جاكوب وهو ما تنحدر أصوله من عائلة يهودية، كان جاكوب من الأشخاص الذين لا يكترثون بما في الخارج من صراعات ومعارك ومشاحنات، فكل اهتمامه وتركيزه كان في العمل وتأمين احتياجات زوجته وأطفاله الثلاث، ولم يكن لدى جاكوب طموح أخرى سوى العيش بسلام في كنف عائلته، ولكن ما حدث في يوم من الأيام هو أن دبت مذابح شنيعة وقد أطلق على تلك المذابح مذابح خملنيتسكي.
وتلك المذابح كانت بمثابة نقطة تحول في حياة جاكوب، حيث أنه قامت مجموعة من القوازق بقتل كل من زوجته وأطفاله، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد قامت تلك المجموعة باعتبار جاكوب واحد من العبيد، ولم تمضي سوى أيام قليلة حتى قاموا ببيعه للفلاحين من غير أصول يهودية، كانوا هؤلاء الفلاحين يقيمون في مجموعة الجبال التي تقع في المناطق الجنوبية من جمهورية بولندا، ومنذ ذلك اليوم وقدم أمضى جاكوب سنوات طويلة على هذه الحال، ولكن على الرغم من كافة الأساليب والضغوطات التي كان يتم ممارستها عليه، إلا أنه خلال تلك سنوات التي قضاها كان يسعى جاهداً للحفاظ على هويته اليهودية من خلال مراعاة أكبر عدد ممكن من الطقوس اليهودية والحفاظ على معايير أخلاقية عالية لنفسه.
وفي يوم من الأيام خلال تواجد جاكوب في تلك المناطق والتي حكم عليه البقاء بها للأبد، وقع جاكوب في حب ابنة سيده في العمل وتدعى واندا، وحينما وقع جاكوب في ذلك الحب لم يكن يعي أن القانون والعرف اليهوديين يحظران على اليهود حتى لمس امرأة ليس الرجل متزوجًا منها ويمنع اليهود أيضًا من التعايش مع غير اليهود، على الرغم من أنه كان ملم بتلك الأعراف والتقاليد جيداً، لكن حبه لواندا أعمى على بصره، حتى أنه كانت تتم بينه وبين واندا العديد من اللقاءات الغرامية متجاوزاً بذلك كامل الطقوس والأعراف التي اعتاد على السير عليها.
وبعد مرور فترة وجيزة جاء جماعة من اليهود الذي بقوا مقيمين في مدينة جوزيفوف من أجل أن يقوموا بدفع فدية عن طريق سداد مبلغ مالي لوالد واندا وهنا عاد معهم إلى مدينة جوزيفوف مسقط رأسه، وخلال تواجده في مدينته شاهد جاكوب واندا في حلمه، وفي ذلك الحلم رأى أن واندا حامل بطفل منه وتسأله عن سبب تخليه عنها وترك الطفل في بطنها لتربيته من قبل غير اليهود، وعلى إثر ذلك الحلم في صباح اليوم التالي على الفور قرر جاكوب لملمة أمتعته والعودة إلى تلك القرية في الجبال وهي ما يعرف عنها أنها تتميز بإتباعها للأعراف العشائرية.
وأفاد بأنه أول ما يصل إلى هناك على الفور سوف بأخذ واندا من تلك القرية، ومساعدتها على التحول إلى اليهودية من أجل أن يتم الزواج، وبالفعل أول ما وصل جاكوب إلى قرية واندا على الفور اصطحب واندا إلى واحدة من المدن الأخرى وتعرف باسم مدينة بيليتس، وهناك تم عقد الزواج بينهما، وفي تلك القرية بدأ جاكوب في كسب عيشه من خلال عمله في مجال التدريس في بيليتس، كما أنه في تلك المدينة تم إطلاق على واندا اسم مستعار وهو ساره، وأول ما وصلا إلى هناك طلب منها جاكوب أن تتظاهر بأنها سيدة صماء وبكماء؛ وذلك لكي لا يتمكن أحد من الكشف عن أصولها العشائرية.
في تلك الأثناء كانت سارة متعطشة إلى حد كبير من أجل التعرف على الأعراف والعادات والتقاليد اليهودية، وذات ليلة تعلم جاكوب بأنها بدأت في القيام بتطبيق كافة تلك الأعراف المتداولة فيما بينهم ولم يكن لديها إشكال في ذلك، ولكن لديها شيء واحد يسبب لها مشكلة ومعاناة كبيرة، ألا وهو صمتها الدائم، حيث أن النساء في البلدة يثرثرن عنها أمام عينيها مباشرة؛ وذلك لأنهن يعتقدن أنها صماء ولا يمكنها سماعهن.
ولكن بعد مرور فترة قصيرة وذات يوم اكتشف ذلك الأمر وتبين سرها أخيرًا، وقد حدث ذلك حينما صرخت بأعلى صوتها على مجموعة من النساء اللواتي يتحدثن من حولها أثناء ولادتها لابنها الأول من جاكوب، وما دفعها للصراخ هو أن مجموعة النساء تلك أخذن يتنبأن أمامها بموتها، إذ أشارن إلى أنه سوف يحدث في وقت قريب جداً وحدث ذلك بشكل علني أمامها، مما جعل سارة تشعر بحالة من الإحباط واليأس، وأوضحت لهن حينها أنها كل ما تطالبه هو أن تكون قادرة على الموت بسلام والابتعاد عن النفاق بين سكان المدينة.
ولم يمضي وقت طويل حتى توفيت سارة بعد معاناتها مع ألم الولادة الصعبة وتم دفنها في إحدى المقابر في ذات المدينة، وبعد وفاة سارة وكشف أمر جاكوب تم اقتياده من قبل اثنين من الفرسان ليتم إعدامه لتحويله شخص من المسيحية إلى اليهودية، لكنه تمكن من الفرار والنجاة بنفسه، وبعد مرور فترة قصيرة أطلق جاكوب على طفله اسم بنيامين، ومن هناك أول ما فكر به هو العودة والسفر إلى أرض إسرائيل مع الطفل، وهناك كبر بنيامين ليصبح محاضرًا في مدرسة دينية في إحدى المدن الفلسطينية وهي مدينة القدس.
وبعد مرور ما يقارب على العشرين عامًا، عاد جاكوب إلى مدينة بيليتس واكتشف أن المدينة قد نمت وأن المقبرة نمت معها كثيرًا لدرجة أن المكان الذي دفنت فيه سارة أصبح الآن متحلل داخل حدود المقبرة، فالمكان الذي دفنت فيه سارة لم يتم تمييزه بشكل بارز وهو غير معروف ليهود بيليتس، وفي النهاية أصبح جاكوب رجل مسن وهزيل وضعيف وتوفي أثناء تلك الزيارة في بيليتس، ومن محض الصدفة تم حفر قبر له حيث تم العثور على عظام سارة أثناء الحفر إلى جانب حفرته، وهنا قرر سكان المدينة دفنهم معًا جنبًا إلى جنب مع شاهد القبر التذكاري.
العبرة من الرواية هي أن هناك العديد من الأشخاص التي تمر من فوقهم في مرحلة من مراحل حياتهم سحابة سوداء، ولكن مع الوقت سوف تختفي تلك السحابة وينزل الغيث.
مؤلفات الكاتب إسحاق باشيفيس سنجر
- رواية ساحر لوبلين The Magician of Lublin Novel
- رواية شوشا Shosha Novel
- رواية أعداء قصة حب Enemies A Love Story