تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الفيلسوف فيودور دستويفسكي، وقد تم نشرها سنة 1845م، تناولت في مضمونها الحديث حول شاب وفتاة عاشا حياة فقيرة للغاية لفترة طويلة من الوقت، وعلى الرغم من فقرهما إلّا أنهما متمسكان ببعضهما البعض، ولكن حينما بدأ الحظ يبتسم لهما وأصبحت أحوالهما ميسورة، تفرقا عن بعضهما البعض.
الشخصيات
- فارفارا
- ديفوشكين
- عائلة السيد غورشكوف
- آنا فيودوروفنا
- بوكروفسكي
- والد بوكروفسكي
- فيدورا
- الكاتب راتازيايف
- السيد بايكوف
رواية الفقراء
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة روسيا، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى المدن كانت تقيم فتاة تدعى فارفارا وبوشكين وهما أبناء عمومة من الدرجة الثانية، كان كل منهما يعيش بشقة في ذات الشارع ولكن شقة كل واحد على جانب مختلف من الشارع، كان بوشكين يعمل في مجال الطبخ، وهذا المجال جعله يعمل لدى العديد من الأشخاص المستأجرين ويدخل منازل مختلفة، وكان كل من فارفارا وبوشكين بين الحين والآخر يتبادلان الرسائل بين بعضهم البعض يتحدث بها كل واحد منهم بالظروف الحياة التي يعيشها.
ومن بين المستأجرين الذين عمل لديهم هي عائلة تدعى عائلة السيد غورشكوف، ومن بين تلك العائلة كان هناك ابن يعاني من مشكلة جوع مفرطة، وفي الكثير من الأحيان يصل به الأمر إلى أنه يشعر بالألم من شدة الجوع، وقد كانت قصة تلك العائلة أول ما كتب عنها بوشكين لفارفارا، وفي أول رسالة أرسل هدية ثمينة لها، وقد تجاوز ثمنها ما حصل عليه جراء عمله في مطبخ تلك العائلة.
حيث أن فارفارا كانت تقيم في الأصل في العاصمة الروسية، ولكنها بعد أن نشأت وترعرعت هناك اضطرت للانتقال والعيش في إحدى المدن الروسية والتي تعرف باسم مدينة سانت بطرسبرغ، والسبب في انتقالها مع والدتها هو أن والدها فقد وظيفته من أحد المناصب المهمة في الدولة، ومنذ ذلك اليوم الذي فقد وظيفته به وهو أصبح شخص عنيف للغاية، كما أن والدها على إثر عنف والدها دخلت في حالة اكتئاب شديد للغاية، وبعد أن تعرض والدها إلى نوبة قلبية توفي، وأول ما وصلت إلى تلك المدينة حصلت على سكن تعود ملكيته لسيدة تدعى آنا فيودوروفنا.
في بعض الأحيان كانت السيدة آنا قاسية في التعامل معها ومع والدتها، وفي أحيان أخرى كانت تتعاطف مع ظروفهم ووضعهم، وفي يوم من الأيام بدأت فارفارا تتلقى التعليم على يد أحدى الطالبات الفقيرات وتدعى بوكروفسكي في منزل تلك الطالبة، ومع مرور الوقت يتردد على منزل تلك الطالبة الفقيرة والدها، والذي كان باستمرار فاقد للوعي بسبب تناوله كميات كبيرة من الكحول، ومع مرور الوقت وقعت فارفارا بحب والد الطالبة الفقيرة.
وفي كل يوم كانت فارفارا تكافح من أجل توفير مبلغ ضئيل من المال من أجل القيام بشراء مجموعة من الكتب الأدبية في مجال الطبخ من تلك التي يفضل بوشكين قراءتها باستمرار كهدية عيد ميلاده، وبعد أن تمكنت من شراء الكتب قدمتهن لوالده من أجل أن يوصلهن إليه عوضاً عنها، إذ لم تكن ترغب في أن يعلم بوشكين أن الهدية مقدمة منها، وأشارت إلى أنه بمجرد معرفة أنه تلقى الكتب سوف يكون كافياً لشعورها بالسعادة.
وبعد مرور فترة وجيزة أصيب والد بوكروفسكي حبيب فارفارا بأحد أنواع الأمراض الخطيرة، وكانت فارفارا تقدم له الرعاية الكاملة، وحينما كان يحتضر عبر عن رغبته في رؤية الشمس والعالم في الخارج ولو لمرة واحدة، وأول ما همت فارافارا بفتح الستائر والكشف عن السحب الرمادية والأمطار الغزيرة على الفور هز بوكروفسكي رأسه وعلى الفور توفي.
وبعد أيام قليلة توفيت والدة فارافارا، وأصبحت تحت رعاية السيدة آنا لفترة قصيرة؛ وذلك لأن تلك السيدة بدأت تزداد معاملتها السيئة أكثر فأكثر، وهذا الأمر قد دفع فارفارا إلى أن تتعرف على فتاة جديدة تدعى فيدورا وتذهب للعيش معها في الشوارع والطرقات.
ومع مرور الأيام بدأ بوشكين يعمل كناسخ متواضع، وفي مكان عمله كان في الكثير من الأحيان يقوم بالتقليل من شأن زملائه ويشير إلى أن ملابسهم بالية وقذرة، وعلى الرغم من أنه هو كذلك كان يعيش ضمن ظروف معيشية سيئة وحتى أنها أسوأ من تلك الحياة التي تعيشها فارفارا، وفي أغلب الأوقات يشعر وأنه عبارة عن جرذ في المجتمع، في يوم من الأيام بدأ هو وفافارا بتبادل العديد من الكتب فيما بينهم، وفي إحدى المرات قامت فارفارا بإرسال كتاب إلى بوشكين، ولكن حينما انتهى بوشكين من قراءة الكتاب شعر بالإهانة له؛ وذلك لأنه وجد أن الشخصية الرئيسية في الكتاب تعيش ذات الحياة المملة التي يعيشها.
وفي أحد الأيام فكر بوشكين في الانتقال إلى جزء آخر من المدينة حيث يمكنه العمل كشيف، ولكنه في كل مرة كان يقابل بالطرد من المنازل بسبب مظهره الخارجي، كما أن أمواله بدأت تنفذ، وذات يوم لعب الحظ مع بوشكين، إذ عمل لدى رجل والذي بدوره تعاطف معه وقدم له 100 روبل من أجل القيام بشراء ملابس جديدة، ومن تلك النقود يقوم بوشكين بتسديدي بعض الديون عنه ويشتري ملابس ويرسل بعضاً منها لفارافارا، ومن تلك النقود أعادت إليه فافارا 25 روبل؛ وذلك لأنها أخذت حاجتها واكتفت بها، ومنذ ذلك اليوم وبدا أن المستقبل سوف يصبح مشرقًا لكليهما؛ وذلك لأنه يمكنه الآن البدء في توفير المال وقد يكون من الممكن لهما الانتقال للعيش سوياً.
وفي يوم من الأيام التقى أحد الكُتاب المشهورين في المدينة ويدعى راتازيايف مع بوشكين وأشار إليه من باب المزاح إلى أنه يرغب أن يستخدم شخصيته في أعماله الأدبية، وهذا الأمر يضايق بوشكين، على الرغم من أنه بعد التفكير إلى أن ذلك الأمر قد يجلب إليه الكثير من الأموال، ولكنه يرفض ذلك قطعياً، وفي النهاية بدا الفقر يتلاشى؛ وقد حصل ذلك بعد أن أن قام السيد غورشكوف الذي كان أول من عمل لديهم وشكين بالتبرع بكافة أمواله إلى بوشكين، مقابل أن يبقى وصي على أبناءه.
كما أن فارفارا أعلنت أن هناك رجلاً ثريًا ويدعى السيد بايكوف وهو ما كان على اطلاع على معاملة السيدة آنا لها بتقديم لها مبلغ مالي طائل، لتعيش حياة سوية وكريمة، ومنذ ذلك الوقت وقد بدأت الرسائل بينهما تضمن حديث كل منهما عن الأموال التي حصل عليها.
وفي النهاية تعيش فارفارا برفاهية كبيرة وتصرف الكثير من الأموال على الكماليات المختلفة، وأخيراً تركت بوشكين يعيش وحيدًا على الرغم من تحسن أوضاعه، وفي آخر مراسلة بينهم توسل بوشكين فارفارا أن تستمر في كتابة الرسائل له، ولكنها ترد عليه بأن كل شيء بينهما انتهى وطلبت منه أن ينساها، ولكنه رد عليها أنه يحبها وأنه سوف يموت بتركها له، ولكنها تقرأ رسالته وهي تبكي ولا ترد عليه برسالة أخرى.
العبرة من الرواية هو أن على الرغم من الآثار التي يتركها الفقر في الأشخاص، إلا أن هناك العديد من الجوانب الجيدة به، إذ أن المجتمعات الفقيرة هي من أكثر المجتمعات تقرباً من بعضهم البعض.