تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب الألماني هاينريش بول، وتم العمل على نشرها عام 1963م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب بسبب الظروف المادية القاسية توجه للعمل كمهرج من أجل إسناد نفسه، إلا أنه ذات يوم وقع في حب فتاة، دخل في حالة من الاكتئاب بسببها.
الشخصيات
- هانز شنير
- ماري حبيبة هانز
- زوبفنير زوج ماري
- والد هانز
- هنريتا شقيقة هانز
- ليو شقيق هانز
رواية المهرج
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة ألمانيا، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى المدن الألمانية والتي تعرف باسم مدينة بون كان يقيم شاب يدعى هانز شنير يبلغ من العمر سبعة وعشرين عامًا، تنحدر أصول هانز من إحدى العائلات الثرية جداً، كان هانز من مواليد تلك المدينة، ولكنه في ذلك الوقت جاء إليها منذ فترة بسيطة من أجل القيام بتقديم أحد عروض العمل والذي يتمثل في مهنته كمهرج، حيث أنه كان ينبغي على هانز بسبب طبيعة عمله التنقل من بلد إلى آخر من أجل تقديم العروض المسرحية، وكان هانز يرى نفسه باستمرار بأنه فنان بديع وماهر في أداء عمله، ونظرته المستقبلية هو أنه سوف يصبح مهرج مشهور في كافة أرجاء العالم.
ولأن منزله يقع في مدينة بون، كان يتعين عليه الإقامة في العديد من الفنادق في أماكن مختلفة عندما لا يكون في بون، ومنذ فترة طويلة كان يرتبط هانز بعلاقة عاطفية مع فتاة تدعى ماري، وهي تقيم معه في ذات المنزل، ولكن ما حدث ذات يوم هو أن ماري قررت تركته والعزم على الزواج من رجل آخر ويدعى زوبفنير، وبسبب قطع ماري علاقتها معه وزواجها دخل هانز في حالة من الاكتئاب الشديد، وأصبح شغله الشاغل هو كيفية استعادة ماري من زوبفنير، وعلى إثر ذلك خسر العديد من الأموال الطائلة ودخل في مشاكل مالية خطيرة.
وفي أحد الأيام قام هانز بدأ بوصف الحياة التي عاشها في السابق، وأشار إلى أنه ليس له أي انتماءات، وفي مرحلة مبكرة من عمره أرسله والداه للعيش مع البروتستانت المتدينون في واحدة من أشهر المدارس الكاثوليكية في المدينة، وأنه في تلك المدرسة التقى بالفتاة ماري في المدرسة ولم يمضي الكثير حتى وقع في حبها، وعلى الرغم من أن ماري كانت تنتمي إلى الكاثوليكية والتي بها محرم العيش مع حبيبها، إلا أنها وافقت على العيش معه حينما طلب منها ذلك، وأوضح أنه بعد مرور فترة وجيزة على حياته مع ماري قام بتوقيع عقد فيما بينهم يشير به إلى زواجهما، ولكن لم يتم توثيق ذلك في المحكمة؛ وذلك بناء على رغبة هانز، إذ أنه رفض أن يقوم بتربية أبناءه وهم ينتمون إلى الكاثوليك.
وبسبب عدم توقيعه على ورقة توافق على تربية أطفاله ككاثوليك أصبح الزواج غير قانوني، كما أنه لم يرغب حتى في الحصول على رخصة زواج من المحكمة والكنيسة؛ وذلك لأنه اعتقد أن تلك الرخصة مخصصة فقط لأشخاص لا يذهبون إلى الكنيسة، وأثناء عيش كل من هانز وماري سوياً لم ينجبوا أبدًا أي أطفال، وفي يوم من الأيام صرحت ماري أنه على الرغم من شعورها بأنها تعيش في الخطيئة، إلا أنها كانت لا تزال كاثوليكية، ولم تتنازل عن معتقداتها، وذات يوم بمجرد وصولها إلى المدرسة الثانوية شاهدها هانز تمسك يديها مع زوبفنير، وحينما سألها حول الأمر أخبرته أن زوبفنير مجرد صديق.
ومنذ ذلك اليوم قام هانز بإحضارها في كل رحلة يقوم بها ويأخذها أينما ذهب سواء أكان المكان قريب أو بعيد، وبعد خمس سنوات كان هناك سوف يقام أحد المؤتمرات الكاثوليكية بالقرب من الفندق الذي كانا يقيمان به في واحدة من المدن الألمانية، وفي ذات الوقت أرادت ماري أن تتنفس بعض الهواء الكاثوليكي، فطلبت من هانز الذهاب إلى حضور ذلك المؤتمر، كما كان هانز في ذات الوقت معروض عليه أن يقدم عرض مسرحي في ذات الفندق، وبعد الانتهاء من ذلك المؤتمر والعرض المسرحي وصلا في وقت متأخر من الليل وسرعان ما دلفا للنوم، وفي صباح اليوم التالي اكتشف هانز أن ماري قد اختفت من غرفتهما في الفندق، لكنها تركت رسالة، وجاء في الرسالة: “يجب أن أسلك المسار الذي يجب أن أسلكه”.
وفي ذلك الوقت على الرغم من كل ما يمر به هانز، إلا أنه كان يتمتع بخصوصية صوفية، وتلك الخصوصية تتجسد في أنه بإمكانه اكتشاف الروائح عبر الهاتف، كما أنه في إحدى المرات أشار إلى أنه لا يعاني فقط من الاكتئاب والصداع والكسل وهذه القدرة الغامضة، ولكنه يعاني كذلك من ميله إلى الزواج الأحادي، وهو ما يقصد به أن يكون هناك امرأة واحدة فقط يمكنه العيش معها وهي ماري.
وفي نهاية المطاف حينما عاد هانز إلى منزله في مدينة بون، فإن أول شخص التقى به هو والده المليونير، وهنا يتذكر هانز كامل الذكريات من الماضي، إذ كان لديه شقيقه تدعى هنريتا، وهي من أجبرتها الأسرة على التطوع في مهمة مضادة للطائرات منذ سبعة عشر عامًا ولم تعد موجودة أبدًا منذ ذلك اليوم، كما أنه كان لديه كذلك شقيق يدعى ليو، وهو من تحول مؤخرًا إلى الكاثوليكية ويدرس أحد العلوم والذي يعرف باسم علم اللاهوت في الكلية.
وفي تلك الأثناء أخبر هانز والده عن مشاكله المالية، وبعد أن عرض عليه والده العمل لديه بأجر منخفض نسبيًا، رفض هانز العرض، ورد على والده أنه وشقيقه لم يستفادان من ثروة أسرتهما على الإطلاق، ولم يتم إعطاؤهم ما يكفي من الطعام أو مصروف الجيب، فقد اعتبرت أشياء كثيرة من قبيل الإسراف، وبالتالي فهو يفتقر إلى أي ذكريات إيجابية عن الماضي، والتي ربما كانت عاملاً دفعه حينما كان يبلغ الواحد والعشرون من عمره، إلى مغادرة المنزل ليصبح مهرجًا.
وفي النهاية اتصل هانز بالعديد من أقاربه في بون، لكن لا أحد يقوم بتقديم المساعدة إليه، وسرعان ما اكتشف أن ماري موجودة في مدينة روما في شهر العسل بعد زواجها من زوبفنير، وهذا الخبر فقط يحبطه أكثر، وأخيرًا اتصل هانز بشقيقه ليو، والذي وعده بإحضار المال في اليوم التالي، ولكن في منتصف المحادثة أخبره ليو إنه تحدث إلى زوبفنير عن شيء ما، وأنهما أصبحا أصدقاء، ولأن ليو تحول إلى الكاثوليكية لم يعد والده يدعمه، لذلك فإن ليو ليس في وضع جيد من الناحية المالية، وهنا غضب هانز وطلب منه ألا يأتي لجلب المال، وأخذ هانز آلة الجيتار إلى محطة القطار، وهناك حينما أخذ بالعزف على الآلة بدأ الناس يرمون العملات المعدنية في قبعته.
العبرة من الرواية هي أن هناك العديد من الظروف التي تحول بالإنسان وتدخله في حالة من اليأس والإحباط، ولكن مهما كانت تلك الظروف تأخذ وقت طويل، فإنه من المؤكد أنه سوف يأتي ذلك اليوم وتنتهي.
مؤلفات الكاتب هينريش بول
- رواية الملاك الصامت The Silent Angel
- رواية شرف كاتارينا بلوم الضائع The Lost Honour of Katharina Blum