تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب جوزيف كونراد والأديب فورد مادوكس فورد، وتم العمل على نشرها عام 1901م، وقد تناولت في مضمونها حول مدى تأثير الفساد على الأفراد والمجتمع.
الشخصيات
- السيدة البحرية الغامضة
- السيد آرثر
- تشارلز جورنارد وزير من سلالة البعد الرابع
- المحرر فوكس من سلالة البعد الرابع
- كالان مساعد فوكس
- إدوارد تشرشل مساعد فوكس
- عمة السيد آرثر
- غورنارد زوج المرأة البحرية
رواية الورثة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول واحدة من إحدى السلالات التي تعرف باسم سلالة الماديين الباردين، وأعضاء تلك السلالة على الدوام يطلقون على أنفسهم أنهم من البعد الرابع، وتلك السلالة كان لها مساعي خفية عديدة، وأبرزها هي احتلال كوكب الأرض، وفي يوم من الأيام التقى شخص يدعى آرثر وهو من كان يعمل في مهنة الكتابة والتأليف مع سيدة بحرية، كان آرثر من أصول إنجليزية، ولكن في تلك الفترة كان غير ناجح في مهنته.
بينما السيدة والتي كان لقائه بها من محض الصدفة تبدو غاية في الجمال، كما أنها من الواضح له أنها تتحدث بأسماء وشخصيات مستعارة، ولكنها في ذلك اللقاء اعترفت أنها من البعد الرابع وأنها لها دور رئيسي في خطة الاستيلاء على الأرض ووراثتها، وأن أعضاء سلالتها يسير كل منهم في طريق منفصل مع تعهدها لهم بأنهم سوف يلتقون مرارًا وتكرارًا.
وفي اللقاء التالي كشفت السيدة البحرية عن هويتها المستعارة، بالإضافة إلى هوية اثنين آخرين من دائرتها، وقد أوضحت أن أحدهما يعمل في منصب وزير لدى مجلس الوزراء ويدعى تشارلز جورنارد، والآخر يدعى فوكس وهو ما يعمل كمحرر في إحدى الصحف المحلية الجديدة، وأوضحت إلى أن جميع الأعضاء يتنافسون مع بعضهم البعض من أجل احتلال كوكب الأرض.
وخلال مهمتها أول ما قامت به هي أن اتخذت اسم عائلة المحرر فوكس وتظاهرت بأنها شقيقته، ثم بعد ذلك غزت أولاً عائلته والتي كانت من الطبقة الأرستقراطية ولكنها كانت تعيش حالة فقر، وبقيت تعمل على تمويل تحسينات على ممتلكاتهم، حتى جاء اليوم الذي انتقلت به مع عمته إلى مدينة باريس، كما أوضحت بأنها في كل مرة كانت تظهر بها تكون على اتصال أكبر عدد ممكن من السياسيين البارزين، وحينما سمع آرثر بكل ذلك بدت في نظره أكثر جمالًا وإبهارًا في نظره.
ثم بعد ذلك قام المؤلفان من خلال مجازات الخيال العلمي بإدراج العديد من العناصر مثل الغرابة والمصادفات وتأثيرات الإضاءة غير الأرضية، بالإضافة إلى الرؤى المشوهة والترددات السمعية الخارقة للطبيعة والمشاهد التي تتحلل إلى أخرى؛ وذلك في إشارة منهما إلى التهديد الأساسي المتمثل في عدم الاستقرار الذي يقود الأحداث، ومن هنا بدأ سرد الأحداث من خلال وجهة نظر آرثر، إذ أنه بعد لقائه مع سيدة البحر تحول من كاتب غير ناجح إلى صحفي؛ وذلك لأنه شعر بأن مؤلفاته تتعرض للخطر، وعلى الرغم من أن آرثر في البداية تمسك بالمُثل العليا، إذ أنه يقدّر الأدب ويضعه في مرتبة أعلى من مرتبة الصحافة، ولكن لم يمضي الكثير حتى ابتعد عن الصحافة بشكل تدريجي، وقد برر ذلك لأنه يريد أن يكون إنسان ذو شخصية منفردة.
وبعد المساومة على عمله لأول مرة وهوسه بالمرأة البحرية، تم إغواؤه بالاعتقاد بأن لديه فرصة للانخراط بالعمل معها، كما أنه اعتقد كذلك أن لديه خيارًا بين الاستغناء التدريجي عن علامته، وأن يكون واحد من أعضاء سلالتها، وعلى وجه الخصوص أن يكون من ضمن الدائرة الداخلية التي ترث السلطة معها، كما أن السيدة البحرية اختارته بدقة ودوناً عن غيره بسبب نقاط الضعف التي لديه، إذ أن إحساسه الدائم بالفشل والعجز ككاتب وعزلته، بالإضافة إلى استعداده للانضمام إلى المجتمع كان جراء تكبره وانفتاحه على الاهتمام الجذاب.
في حين أن أسباب المرأة البحرية في إدخال آرثر في اللعب غير واضحة في البداية، إلا أنها معقدة، لا مفر من أن آرثر هي أداتها لإسقاط خصمها، بالنسبة للمؤلفين كان يعمل آرثر كمراقب وتتم تجربته على يد البعيدين، مما يثبت مدى فعاليتهم على نفسية الفرد.
وأول ما بدأت تلك السلالة عملها كان من خلال وضع خطة لمتاهة ميكافيلية تنطوي على دعم الحكومة البريطانية الضعيف لواحد من الأشخاص ويعرف بلقب بارون السكك الحديدية، وقد كانت تلك المتاهة من أجل العمل على ضم إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة جرينلاند والميل إلى قيادة الحزب، ولكن كان يعيق طريقهم بعض الإمكانات غير المحققة، وباتت المناورات تدور بدم بارد، كما أنه أصبح لقاء آرثر مع السيدة البحرية الغامضة والمؤثرة يصور تعقيدات وتفاعلات الطبقات والقوة في مملكة بريطانيا في ذلك الوقت، وهنا تم تحديد عقليتين متناقضتين في المجتمع من خلال قيم الأجيال أو الافتقار إليها والتغييرات التي ينذران بها بالنسبة للأشخاص العاديين الذين يحكمونهم بفعالية.
وذات يوم من محض الصدفة تم عرض على آرثر وظيفة كتابة مقالات يتمحور حديثها حول الغلاف الجوي لواحدة من المجلات التي نشأت من جديد قام بتجميعها المحرر فوكس بمساعدة كاتب مرموق في ذلك الوقت يدعى كالان ووزير الخارجية ويدعى إدوارد تشرشل، وعلى الرغم من أن المحرر فوكس كان هو البعد الرابع، إلا أن مجموعته تمثل النسخة الأكثر إنسانية من الثلاثي البعد، ولكن بدأ آرثر يكتب حول المشاهير في البداية، وبهذه الطريقة ومن خلال إحساسه بالتفوق وعدم التعاطف مع الآخرين انجذب إلى آلية السياسة واللاعبين الذين يهدفون إلى وراثة الأرض.
ولكن ما حدث بعد ذلك هو أنه كثيرًا ما فكر آرثر في طرق لفضح خطتهم ومحاولة تحذير الآخرين مثل عمته والسيد تشرشل ومن المرأة البحرية الغامضة، إلا أن العديد من الناس كانوا يرونها أنها تنافس العديد من المسؤولين الكبار، ومع الوقت أصبح آرثر ملوث بالغيرة والطموح إلى ما هو أكبر، وهذا الأمر تفوق على كافة تحركاته، إلى أن وصل به الأمر إلى الانهيار في السلبية على تلك الجبهة، وهنا رأى أنه من الأفضل له بدلا من أن تسيطر السلبية عليه أن يحاول كسب المرأة البحرية ويسير بتحركاته لصالحها.
وقد سعى لذلك من خلال الاعتماد على حيلة بالتلميح، إلا أنها اهتمت بذلك الأمر كثيراً، وفي النهاية قادت المرأة البحرية آرثر للاعتقاد بأن هناك أملًا إذا كان بإمكانه إقناعها من خلال توجهاته الجديدة، وفي تلك الأثناء اعترف فوكس بأنه منهك ومهزوم، وهنا وضع ثقته بآرثر وتحرر فوكس لبضع ساعات، وحينما وصل الأمر الذروة وأتيح لآرثر الفرصة في إدراج مقال من شأنه تجنب التاريخ وإيقاف المطابع في ذات الساعة.
ولكن مع الرغبة في إظهار كم هو مطيع لها ولكسب ثقتها، قرر عدم القيام بذلك، وتعلم أنه فعل ما كان من المفترض أن يفعله، ولكن بعد كل ذلك صرح فوكس أن آرثر لم يكن له مكان في مخططها أبدًا منذ البداية، وأنه في الحقيقة خان أي شخص كان يعني أي شيء بالنسبة له مثل تشرشل وكالان وفوكس، وأخيراً حينما علم أنها تتزوج من شخص يدعى غورنارد، وهو من انتصر على آرثر في النهاية، أدرك أنه لا عودة إلى الوراء ولا مستقبل له، فتعرض لانهيار.
العبرة من الرواية هو أن الإنسان المتلون لا يمكن أن يتم وضع الثقة به، إذ أنه بين الحين والآخر يتقلب من شخصية إلى أخرى.
مؤلفات الكاتب جوزيف كونراد
- رواية اللورد جيم Lord Jim Novel