رواية بيلتون العقارية The Belton Estate Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب أنتوني ترولوب، وتم العمل على نشرها عام 1865م، وقد تناولت في مضمونها الحديث عن فتاة احتارت بين خطيبين لها مختلفين في صفاتهما، خاب ظنها بمن تحبه، فعادت لمن يحبها في النهاية.

الشخصيات

  • الفتاة كلارا أميدروز
  • ويل بيلتون ابن عم كلارا
  • الكابتن فريدريك أيلمر
  • السيدة يموت والدة فريدريك
  • العقيد أسكرتون صديق كلارا
  • ماري شقيقة ويل

رواية بيلتون العقارية

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن البريطانية كانت تقيم فتاة تدعى كلارا أميدروز، كانت هي الطفلة الوحيدة الباقية على قيد الحياة لإحدى العائلات، ففي سن مبكر توفي والداها وأفراد عائلتها واحد تلو الآخر، وبقيت كلارا لفترة طويلة تعيش في كنف جدها في واحدة من القلاع التي تعود ملكيتها لسلالة عائلتها والتي تعرف باسم قلعة بيلتون.

وفي تلك الفترة كان جدها في مرحلة متقدمة من العمر، كانت قلعة بيلتون تقع في واحدة من المناطق الجبلية والتي تعرف باسم مدينة سومرسيتشاير، وبعد مرور عدة سنوات أصبحت كلارا في سن الخامسة والعشرين، وقد كانت حتى ذلك العمر غير متزوجة أو مرتبطة بأي شخص من الأشخاص، وكامل الأموال التي كان يمتلكها والد كلارا وجدها تم إسرافها بالكامل من قِبل أحد أشقائها والذي انتحر في وقت سابق، وبعد حادثة انتحار شقيقها، بدأ جدها يقوم بالعديد من الأعمال والاستثمارات من أجل تأمين حياة كلارا ومستقبلها، ولكن ما تم اكتشافه فيما بعد هو أن تركة الجد نظرًا لأن والدها ليس لديه أبناء أحياء، فإنها بأكملها سوف تنقل عند وفاة الجد إلى واحد تربطهم به صلة قرابة من الأعمام ويدعى ويل بيلتون.

وبعد مرور فترة قصيرة من الوقت توفي الجد، وعلى الرغم من الظروف السيئة التي أصبحت تعيشها كلارا في تلك الفترة، إلا أنه من زاد من سوئها هو أنها أصبحت بدون أي ورثة تذكر، وهذا الأمر جعلها على الدوام تفكر في احتمالات حياتها المستقبلية، والتي كانت تصفها بأنها من المؤكد سوف تكون حياة تعيسة وسيئة، وبعد مرور فترة من الوقت على وفاة جدها ظهر أمام كلارا اثنان من الشباب المؤهلين، وقد كان هذان الشابان يفكران في الزواج منها، ولكن في تلك الفترة وصل المالك والوريث الجديد للقلعة ويدعى ويل بيلتون، وبعد عدة لقاءات بين كلارا وويل وعلى الرغم من قصر فترة التعارف بينهما، إلا أنه عرض عليها الزواج منه؛ وذلك لعدة أسباب كنت تدور في ذهن ويل، ومن أبرزها أنها لم يبقى لها في هذه الحياة أي قريب تشدد به آزرها.

كان ويل يتصف بالعديد من الصفات الجيدة، ومن أبرزها أنه كان شخص طيب القلب ولطيف مع كل شخص يتعامل معه، كما أنه جراء عرضه للزواج عليها تبين لها أنه إنسان كريم، وهذه الصفات تركت انطباعًا قويًا لدى كلارا، ولكن مع كل تلك الصفات فقد كانت كلارا على يقين بأنها لا تحمل له أي مشاعر حب، وأن كافة المشاعر التي تقطنها كانت من نصيب شخص يدعى الكابتن فريدريك أيلمر.

وعلى الرغم من أن فريدريك لم يعطيها في يوم من الأيام أي علامات واضحة على المشاعر التي يكنها لها أو يشعر بها تجاهها، إلا أنه ما هو معروف عنه أنه لا تشوبه أي شائبة، إذ كانت كافة السكان في أطراف القلعة يشيدون بأخلاقه وسلاسته في التعامل مع الناس والطريقة المهذبة التي يتعامل بها مع الآخرين، وعلاوة على كافة تلك الصفات كان شخص متعلق بالقراءة ويتولى منصب كعضو في البرلمان؛ وبمقارنته مع الميزات التي يتحلى بها ويل، يبدو من وجهة نظر كلارا أن ويل غير مصقول لدرجة فريدريك.

وبهذه المقارنة رفضت كلارا عرض الزواج المقدم من ويل، وحثته على أن اعتبارها أنها شقيقه له لا أكثر من ذلك، ولم يمضي وقت طويل بعد ذلك حتى تقدم فريدريك وعرض عليها الزواج، وأول ما سمعت بطلبه على الفور وافقت وهي يملئها الشغف، ولكن ما حدث بعد مرور فترة قصيرة من الوقت هو ما لم تتوقعه كلارا في يوم من الأيام، إذ لم تدوم سعادتها طويلاً، فاكتشفت حقيقية شخصية فريدريك عن كثب، وتبين أنه في الواقع إنسان سطحي وبارد في مشاعره وعواطفه، وأنه كل ما كانت تشعر به أنه يكن لها هو في الحقيقة وهم، وأكثر ما زاد من استيائها في ذلك الاكتشاف هو أنه يلقي اهتمامًا أكثر براحته على حساب سعادتها وراحتها.

وفي تلك الأثناء كانت كلارا تهدئ من روعها وتشير إلى أنه هناك احتمال أن تتغير شخصيته مع الوقت، ولكن بعد عدة محاولات منها اكتشفت أن فريدريك لا يريد فقط إخضاعها لسلطته، وإنما كذلك لسلطة والدته المستبدة وتدعى السيدة يموت، وهنا كانت ترى كلارا أنها أصبحت تحت أمر الواقع، وعلى وجه الخصوص بعد عقد زواجها على فريدريك، وعلى الرغم من أن ويل عرض عليها وسمح لها بأن تقيم هي وزوجها في قلعة بيلتون، إلا أنها رفضت ذلك وذهبت للعيش مع عائلة زوجها فريدريك في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة يوركشاير.

وأول ما وصلت كلارا إلى منزل عائلة زوجها بدأت والدة فريدريك في كل يوم تفرض سيطرتها وحكمها عليها؛ وذلك لأنها كانت تريد أن يتزوج ابنها من فتاة ذات جاه ولقب وصاحبة أموال، ومنذ ذلك الوقت وهي تبذل قصارى جهدها لتجعل كلارا تعيش حياة بائسة معهم، وكل ذلك يتم بحضور فريدريك، والذي بدوره لم يحاول ولو لمرة أن يقدم دعمه لزوجته.

وفي يوم من الأيام رأت كلارا أنها بدأت تغرق في تلك الحياة البائسة، ولكن جاءت القشة الأخيرة عندما طلبت منها السيدة يموت قطع علاقاتها بأحد أصدقائها المقربين ويدعى السيد أسكرتون، وقد علمت كلارا أن السبب خلف ذلك هو أن في الحقيقة والدة فريدريك تركت زوجها في حالة سيئة في دولة الهند ذات يوم وعاشت مع العقيد أسكرتون لعدة سنوات قبل وفاة زوجها، ثم بعد ذلك تطلقت من زوجها للزواج من العقيد.

وهنا شعرت كلارا بالذهول بسبب الفساد الأخلاقي الذي ارتكبه صديقها في الماضي، لكنها لا تستطيع دفع نفسها للتخلي عن شخص أصبح يعتمد على صداقتها، ولكن بعد أن تم الضغط عليها بلا هوادة من قبل والدة فريدريك، أعلنت نهاية زواجها وعادت إلى مدينة سومرسيتشاير، وهناك قبلت ضيافة صديقها أسكرتون .

وفي النهاية لم يتوقف ويل أبدًا عن إظهار حبه لكلارا، وبدأت تدرك أنه يستحق حبها بالفعل، ولكن مع ذلك اعتقدت أنه سوف يكون من الخطأ نقل عاطفتها من رجل إلى آخر، فقط بعد أن أقنعها السيد أسكرتون وشقيقة ويل وتدعى ماري أنه سوف يكون من الظلم حجب عاطفتها عن ويل، وأنه يمكنها أن تضع نفسها جانباً وتقبل بالزواج منه، وأن في الحقيقة النعيم الزوجي يترتب على ذلك، فوافقت كلارا أخيراً وتزوجت من ويل.

العبرة من الرواية هي أن مهما اختفت الحقيقة عن الأنظار وعلى وجه الخصوص في المشاعر، فما يكون على أرض الواقع من أفعال يظهرها.

مؤلفات الكاتب أنتوني ترولوب


شارك المقالة: