رواية جود الغامض - Jude the Obscure Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب توماس هاردي من أبرز الكتاب الذين تناولوا مواضيع متنوعة في الروايات، فقد ترجموا الواقع الحقيقي الذي كان يسود في تلك الآونة، وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى، ومن تلك الروايات التي جسدت الواقع رواية جود الغامض إذ تمحور الحديث فيها حول العديد من المواضيع مثل مواضيع الطبقية والدين والتعليم والزواج، وقد تم إصدارها ضمن كتاب واحد عام 1895م.

رواية جود الغامض

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشاب جود الذي يسكن في إحدى القرى التابعة إلى جنوب إنجلترا وتُعد تلك القرية جزء من إقليم خيالي، وقد كان على الدوام يحلم منذ كان صغيراً في العمر بأن يصبح في يوم من الأيام طالب في مدينة كرايتمنستر، حيث كانت تلك المدينة من المدن الخيالية التي تشبه أوكسفورد، ومنذ كان في مرحلة الطفولة حين تتيح له أي فرصة كان يقوم بتعلم اللغة اللاتينية والإغريقية، وقد كان في تلك الأثناء يعمل في أحد المخبز الذي تعود ملكيته لعمته.

وفي يوم من الأيام قابل فتاة تعرف باسم ألابيلا دون، وقد كانت تلك الفتاة من الفتيات التي تقطن في ذات المدينة ومنذ وقت سابق وهي تفكر في جود، إذ بدأت شيئاً فشيئاً التقرب منه حتى وصل بها الأمر إلى الحمل منه، حينها أخبرت جود بذلك فسرعان ما أقدم على طلب الزواج منها، لكن هذا الزواج لم يستمر لفترة طويلة، فكل ما يُبنى على باطل وكذب وخداع لا يستمر طويلاً.

وذات يوم من محض الصدفة علم جود بالخدعة التي قامت بها أرابيلا، حينها عزم على الانفصال منها بأي طريقة، وبعد أن تم الطلاق قررت أرابيلا الذهاب مع عائلتها إلى دولة أستراليا، أما جود فأخذ بمواصلة القراءة في الكتب التي تتبع طابع كلاسيكي، ثم ما لبث قليلاً حتى توجه للانتقال إلى مدينة كرايستمنستر.

وعند وصول جود إلى تلك المدينة تقابل مع إحدى الفتيات التي تقربه في العائلة وتدعى سوزان برايدهيد، وسرعان ما وقع في حبها،  لكن لم يحالفه الحظ في الزواج منها في البداية، حيث أنّ سوزان سوف تتزوج بعد فترة قصيرة من شخص يدعى فيلوتسون، فقد كان ذلك السيد المعلم السابق لجود، وعلى الرغم من فارق السن بين المعلم وسوزان، فقد وافقت سوزان في البداية على الزواج.

لكن فيما بعد تصاب بحالة من الندم والحسرة بسبب الخطوة التي قامت بفعلها، وبعد فترة وجيزة أدركت أن الإنسان الذي تحبه بصدق هو في الحقيقة جود وليس المعلم فيلوتسون، حينها تفكر سوزان بالانفصال عن المعلم، وتقرر الذهاب والمكوث مع جود، وقد كان ذلك الأمر قد تسبب بفضيحة للسيد فيلوتسون، ومن شدة حالة الخجل الذي دخل بها اضطر للتنازل عن مهنة التدريس والتزام منزله.

وبعد مرور فترة من الزمن تظهر الفتاة أرابيلا من جديد في حياة جود، لكنها لم تكن تأتي للعودة العلاقة من جود، وإنما في الحقيقة رجعت حتى تتمكن من الحصول على الطلاق من جود؛ وذلك رغبةً منها في الزواج مرة أخرى، وهنا تقوم بإخبار جود بأنها أنها أنجبت طفل منه بعد مضي ثمانية أشهر من فراقهما، وفي تلك الأثناء تدعو جود لتحمل كافة المسؤولية حول الطفل، فهي لا تريده أن يبقى معها، إذ رأت أنها قد عانت كثيراً في حياتها وتريد أن تستريح.

وبعد مرور سنوات من العلاقة بين سوزان جود تنجب سوزان طفلين من جود، ولكن لم يكن هناك أي عقد زواج قد تم بينهم، وقد كان ذلك الأمر يزرع في طريقهم الكثير من الصعوبات والعقبات، فقد كانت نظرة المجتمع لهم مختلفة تماماً، إذ كانا يعيشان وسط مجتمع محافظ للغاية، وعلى أثر ذلك يخسر جود عمله وتبدأ الصعوبات في تظهر شيئاً فشيئاً، إذ لم يتمكنوا من الحصول على بيت يأويهم، فلم تقبل أي عائلة بتأجيرهم نظراً لعدم زواجهم.

مما يجعل نمط حياتهم أشبه بحياة الترحال المستمر، إذ أنهم لم يستقرون في مكان واحد إلّا سرعان ما ينتقلوا إلى مكان آخر، حتى يصل بهم الأمر في النهاية بالعودة إلى مدينة كرايستمنستر، وبعد عناء وجهد توافق امرأة بتأجيرهم منزلها، لكنها اشترطت عدم عيش جود معهم، وهنا تبقى سوزان لوحدها مع طفلها وطفل أرابيلا، وحينها تخبر جود أنها سوف تنجب طفل آخر، هنا يبدأ ابن أرابيلا بالغضب، فقد كان يعتقد أن مجيء أخ آخر سوف يزيد من نسبة المشاكل.

في اليوم التالي جاء جود من أجل تناول الإفطار مع أسرته، وعندما يتمان إفطارهم يجد جود وسوزان أن ابن أرابيلا عزم على قتل أخوية ثم بعد ذلك يقوم بالانتحار شنقاً، تاركاً رسالة كاتب فيها أنه من قام بفعل كل ذلك لأن عددهم قد أصبح كبير، وعلى أثر الصدمة التي تلقتها سوزان تخسر حملها.

وبعد مرور فترة قصيرة أصبحت سوزان تتعلق بالدين أكثر فأكثر، فقد كانت على يقين بأن ما حصل معها ما هو إلا جزاء لها من الله على ما قامت بارتكابه، إذ مكثت عمر طويل مع شخص دون الزواج منه، وأن أبنائها كانوا في الحقيقة غير شرعيين، فقد كانت ولا زالت زوجة للمعلم فيلوتسون.

وفي تلك الأوقات تعود أرابيلا أرملة إذ كانت قد فقدت زوجها، وتكون على علم تام بحالة الندم التي تشعر بها سوزان، وعلى الفور تعزم على مراسلة المعلم فيلوتسون وتخبره بكل ذلك،  يبدي فيلوتسون كامل استعداده في السماح عن سوزان وكما يقوم بعرض الزواج عليها مرة ثانية، وعلى الرغم من كل المحاولات التي حاول بها جود منعها إلا أنّ سوزان تصر على العودة إلى الزواج من فيلوستون، فقد كانت تعلم أنها سوف تندم على قرارها كما حصل معها في المرة الأولى، هنا تبدأ أرابيلا باستغلال الموقف وتجبر جود على الزواج منها مرة أخرى، وبعد فترة بسيطة تندم أرابيلا كذلك على قرارها فصحة جود أصبحت تتدهور بشكل كبير وسريع، مما يضطره على ملازمة الفراش.

وفي إحدى الأيام العاصفة يذهب جود رغم مرضه لرؤية سوزان في القرية التي تعيش بها مع المعلم، وهنا تعترف سوزان بعشقها لجود، وعلى الرغم من هذا الحب إلا أنها ترفض الرجوع إليه، وتقرر الإخلاص لزوجها فقط والاهتمام به.

يعود جود إلى يائساً فتسوء حالته، مما اضطر أربيلا إلى العرض عليه أن يرسل خبر لسوزان لتأتي وتزوره، لكنه رفض ذلك، وما لبث إلى أن توفي جود، وسرعان ما تجد أرابيلا عشيقاً جديداً، وهو الطبيب الذي كان يشرف على حالة جود، بينما سوزان فواصلت حياتها غير سعيدة مع زوجها، لكنها تتظاهر بالراحة؛ لأنها فعلت ما يمليه عليها ضميرها، وعندما سمعت أرابيلا أخبار سوزان تقول وهي تناظر إلى نعش جود أنها لن تعرف معنى الراحة إلا إذا أصبحت في مثل حالته تلك.


شارك المقالة: