رواية حرب العوالم The War of the Worlds Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هربرت جورج ويلز، وتناولت في مضمونها الحدث حول مجموعة من الغزاة من كوكب المريخ طمعوا في يوم من الأيام بعد أن نفذت مقدراتهم أن يغزو كوكب الأرض، وتم العمل على نشرها سنة 1897م.

الشخصيات

  • غزاة المريخ
  • عالم الفلك أوجلفي
  • رجل المدفعية

رواية حرب العوالم

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام بينما كان بني البشر على الأرض مشغولين في العديد من التجارب خلال منتصف التسعينيات من القرن التاسع عشر، بدأ الأجانب على كوكب المريخ بالتخطيط من أجل العزم على غزو كوكب الأرض؛ وذلك لأن الموارد على كوكب المريخ على وشك أن تتضاءل، وعلى إثر ذلك تمت دعوة أحد علماء الفلك ويدعى أوجلفي إلى أحد المراصد الفلكية التابعة إلى مدينة أوترشو، وفي ذلك المرصد تمت رؤية العديد من الانفجارات على سطح كوكب المريخ، وهذا الأمر قد خلق اهتمام كبير في المجتمع العلمي.

وبعد رؤية الانفجارات بأشهر هبط نيزك على إحدى المدن التي تعرف باسم هورسيل كومون، وحدث ذلك بالقرب من منزل عالم الفلك الواقع في ووكينغ ساري، وقد كان هو أول ما اكتشف أن النيزك عبارة عن أسطوانة اصطناعية مفتوحة، واكتشاف أمر الأسطوانة أدى إزعاج سكان كوكب المريخ والذين كانوا ذو أحجام كبيرة وجلدهم ذو لون بني زيتي، وعلى متن ذلك النيزك وصل اثنان من كوكب المريخ ومكثوا فترة وجيزة على كوكب الأرض، ولكن كان من الصعب عليهم التأقلم مع الغلاف الجوي للأرض والجاذبية، مما جعلهم يتراجعون على الفور إلى أسطوانتهم.

وفي يوم من الأيام قام وفد من العلماء ومن ضمنهم كان العالم أوجلفي بالاقتراب من الأسطوانة التي تضم المريخيين، وتمت طمأنة سكان المدينة والقرى المحيطة بوجود الجيش البريطاني في كافة الأرجاء، ومنذ ذلك اليوم يبدأ التوتر، إذ أن المريخيين قاموا بإطلاق الأشعة الحرارية.

وعلى الفور تم الرد من قِبل سكان كوكب الأرض بإطلاق نار كثيف وهذا الأمر قد تسبب في حدوث أضرار عديدة لحقت بالمدينة جراء كذلك الأشعة الحرارة التي تم إطلاقها فجأة في المدينة، وعلى الفور قام عالم الفلك بنقل زوجته إلى مدينة ليذرهيد حيث يعيش أحد اقاربه، بواسطة عربة حصان، ثم قرر العالم العودة إلى ووكينغ لإعادة العربة لصاحبها، وفي تلك الأثناء اندلعت عاصفة رعدية عنيفة، وفي ذروة العاصفة شاهد العالم أول مشهد مرعب لواحدة من الآلات القتالية التي تعود للغزاة والتي حطمت العربة.

وفي تلك اللحظة أدرك أن الغزاة قاموا بتجميع عدد من آلات القتال الشاهقة والتي تتميز بثلاثة أرجل، وكل آلة منها كانت مسلحة بأشعة حرارية وسلاح كيميائي، وهو ما كان على شكل دخان أسود سام، وتمكنت تلك الآلات من القضاء على وحدات الجيش المتمركزة حول الأسطوانة كما هاجمت ودمرت معظم مدينة ووكينغ، ومن إحدى جهات منزل العالم تمت رؤية واحدة من المدفعيات تهرب عبر حديقته.

وأثناء تلك الحرب التي دارت بين قوات الجيش البريطاني وآلات الغزاة، تم إسقاط إحدى تلك الآلات في نهر التايمز باستخدام إحدى مدفعيات الجيش البريطاني، وهنا على الفور حاول عالم الفلك والطاقم الذي كان معه عبور النهر والوصول إلى مدينة ميدلسكس، وعلى إثر ذلك تراجعت قوات الغزاة إلى فوهة أحد البراكين، وهذا ما ترك للسلطات البريطانية وقت ثمين من أجل القيام بتشكيل خط دفاعي يغطي مدينة لندن بأكملها، ولم يمضي الكثير حتى تمكن عالم الفلك من الوصول إلى نهر التايمز ومن هناك توجه إلى لندن، وفي أثناء الطريق توقف عند مدينة والتون حتى يلتقي مع الرئيس لتلك المهمة والسير سوياً إلى المدينة.

ومع قرب الغسق جدد الغزاة هجومهم، وتمكنوا من اختراق خط الدفاع من خلال استخدامهم إلى مدافع الحصار والمدفعية الميدانية وقاموا بقصف واسع النطاق، وبسبب ذلك الهجوم قام العديد من السكان المحليين بالهجرة من المدينة، ومن بين هؤلاء السكان كان شقيق عالم الفلك، وهو ما كان طالب طب، إذ فرّ إلى ساحل إسيكس، وفي ذلك الوقت رأت السلطات أنه من الأفضل إخلاء لندن بأكملها، وفي ظل توافد الآلاف من اللاجئين وهروبهم من المدينة التقى شقيق العالم بسيدة تدعى إلفينستون وكان معها شقيقة زوجها الصغرى، إذ ظهر أمامهم لإنقاذهم من ثلاثة رجال حاولوا السطو عليهما، ونظرًا لأن السيدة إلفينستون كانت أرملة استمر شقيق العالم برفقتهن.

اتجه اللاجئون إلى المناطق الشرقية من البلاد، وبعد مرور يومين توقفوا في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة تشيلمسفورد، وهناك تمت مصادرة خيولهم من قِبل لجنات التموين؛ وذلك من أجل توفير الطعام للعابرين، وبعد أن عبروا البحر تمكنوا من تأمين مرورهم إلى قارة أوروبا على متن إحدى السفن البخارية الصغيرة، وتلك السفينة كانت موجودة بالمقابل من ساحل إسيكس مع جموع من السفن على متن أسطول مخصص لإجلاء اللاجئين.

وفي لحظة من اللحظات حدث وأن تم تدمير اثنين من آلات المهاجمين، وعلى الرغم من أن تلك الحادثة كانت فرصة للاجئين في الهروب، بما في ذلك السفينة التي تحمل شقيق العالم ورفيقتيه في السفر، ولكن ما حدث هو أن انهارت كل المقاومة المنظمة، وبدأت قوات الغزاة تتجول في الشوارع دون أي عوائق.

وبسبب ما حدث أصبح عالم الفلك ينهب المنازل بحثًا عن الطعام، وذات مرة شاهد مجموعة من الرجال في آلة مناولة للغزاة تدخل إلى مدينة كيو، وهناك تقوم تلك الآلة بالتقاط أي شخص وقذفه في حامل معدني كبير كان في الجهة الخلفية للآلة، وبعد فترة وجيزة أدرك العالم أن هؤلاء الغزاة من المحتمل أن يكون لديهم هدف آخر غير التدمير لضحاياهم، وفي يوم ما ظهر في أحد المنازل في مدينة شين وهج من ضوء أخضر، وهذا الوهج كان يتسبب في العمى وارتجاج في المخ، ومن أجل معرفة مصدر الوهج تحركت إحدى أسطوانات الغزاة للمكان، وهناك تحاصرا الرجلين تحت الأنقاض لمدة تقارب على الأسبوعين.

وعلى إثر كامل ما جرى بدأ العالم يتجرد من قيمه شيئاً فشيئاً، حتى أنه في إحدى المرات تم العثور عليه فاقد للوعي جراء صوت القيم الصاخب بداخله، وهذا الأمر ساعد إحدى آلات المناولة بسحب جسده اللاوعي بأحد ذراعيها، ولكن على الفور تمكن العالم من استعادة وعيه والإفلات من بين مخالب الآلات والاختباء في قبو الفحم المجاور.

وبعد فترة وجيزة غادر الغزاة وخرج العالم من مخبأة، وعلى الفور قرر العودة إلى مدينة لندن،  وحينما اقترب من المناطق الغربية للمدينة عثر على العديد من الأعشاب الحمراء متناثرة في كل مكان، ولكنها تموت ببطء بسبب العدوى البكتيرية، وحينما وصل إلى مدينة بوتني هيث، التقى هناك مع أحد رجال المدفعية، والذي بدوره أقنعه بأن يقوما كليهما بوضع خطة عظيمة من أجل إعادة بناء الحضارة من جديد، إلا أنه بعد فترة وجيزة أدرك العالم أن رجل المدفعية تقاعس وأصبح ينظر إلى مدينة لندن كيف أصبحت مهجورة وصامتة.

بدأ يصاب بحالة من الجنون جراء الصدمات المتراكمة، وفي النهاية اكتشف أن جميع الغزاة قد قُتلوا جراء هجوم من أحد مسببات الأمراض الأرضية، إذ لم يكن لديهم مناعة ضدها، وتوصل إلى أنه على الرغم من فشل كل الوسائل التي استخدمها الإنسان، إلا أن هناك الأشياء وضعها الله في حكمته على هذه الأرض.

العبرة من الرواية هي أنه لا يمكن لمعتدي الاستمرار في اعتدائه، إذ أنه لا بد وأن يأتي اليوم الذي ينتهي به ذلك الاستيطان.


شارك المقالة: