رواية رحلة إلى الشرق Journey to the East Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب الألماني هيرمان هيسه، وتم العمل على نشرها عام 1932م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول مجموعة من الأشخاص عزموا على القيام برحلة إلى مناطق الشرقية من البلاد، إلا أنه اختفى أحدهم مما جعلهم يفترقون ولا يكملون رحلتهم، ومع مرور السنوات رغب أحدهم في الوصول إلى الشخص المختفي، ليتبين أنه اختفى بمحض إرادته لاختبار إيمانه.

الشخصيات

  • الراوي
  • الخادم ليو (بابلو)

رواية رحلة إلى الشرق

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في إحدى الحقب والعصور الزمنية في قديم الزمان والتي تعرف باسم عصر التنوير، حيث أنه في يوم من الأيام قرر مجموعة من الأشخاص أن يقوموا بإحدى الطقوس من العادات والتقاليد التي يسيرون عليها، وعلى الرغم من المرح والتنوير في البداية، إلا أن تلك المجموعة واجهتهم العديد من الصعوبات والأزمات، ومن بين تلك الأزمات هو عبورهم عبر أحد المضايق الجبلية العميقة والذي يعرف باسم مضيق موربو إنفيرور، إذ أنه كان هناك من بين المجموعة شخص يدعى ليو، وهو ما كان يعمل كخادم بسيط يعيش حياة فقيرة.

اختفى الخادم أثناء عبور المجموعة في ذلك المضيق فجأة، وتلك الواقعة تسببت في دخول باقي أفراد المجموعة في حالة من القلق، وبدأ كل واحد منهم يعطي رأيه في السبب في اختفاء ليو، فمنهم من أشار إلى أنه نظراً لحياة البأس والفقر التي يعيشها في بلده أراد أن يختفى عن العالم، ومنهم من أشار إلى أنه ربما اختفى عن الأنظار لقضاء حاجة فافترسه أحد الحيوانات المتوحشة، ومنهم من أشار إلى أن ليو في الأصل يحب المغامرات ومن المحتمل أنه أراد أن ينفرد بنفسه في مغامرة.

ولكن الكاتب أشار إلى أن الخادم ليو هو شخص لا تفارق الابتسامة شفاه ولطيف جداً مع كل من يتعامل معه كما أنه شخص وسيم ومحبوب من قبل الجميع، وعلاوة على كافة تلك المواصفات التي يتميز بها، فهو كذلك له علاقة لطيفة وجميلة جداً مع فصيلة الحيوانات، وتلك الميزات كلها وصفها به الكاتب أثناء الرواية إذ أراد أن يبين للقارئ أنه يبدو أنه أكثر بكثير من مجرد خادم بسيط، ولكن لا أحد من أفراد تلك المجموعة يعلم بكامل تلك المميزات التي يمتاز بها الخادم ليو.

وفي لحظة من اللحظات ازدادت المشاحنات والجدالات بين أفراد المجموعة فهناك من توجه بعدة اتهامات لليو حول أن سرق أغراضه وبعض أمتعته، ومن جهة أخرى كان هناك الكثير من بين هؤلاء المجموعة من دافعوا عنه، وهذا الأمر قد أدى إلى انحلال المجموعة، ولكن ما كان يثير الجدل في ذلك الوقت هو أنه بالفعل هناك أمور يبدو أنها مفقودة وعلى الرغم من البحث المطول عنها، إلا أنها لم تظهر، ومن بين هؤلاء الأشياء كانت هناك أغراض مهمة جدًا بالنسبة لهم في تلك الرحلة التي يسيرون بها، مما جعل الغالبية العظمى منهم يلقون اللوم على الخادم ليو في كافة المجريات التي حدثت وحينما تفككت المجموعة فشلت الرحلة.

وبعد مرور عدة سنوات قرر واحد من بين أفراد تلك المجموعة أن يدون قصته في تلك الرحلة، وأول ما أشار إليه هو أن ذات يوم بعد أن تفككت المجموعة وذهب كل فرد من أفرادها باتجاه معين، وأدرك في لحظة ما أنه فقد الاتصال تماماً بالمجموعة، وهذا الأمر جعله يعتقد أن كل فرد من أفراد المجموعة أصبح حاله مثله تماماً وأن مجموعة العصبة لم تعد موجودة من الأصل، وفي تلك الأثناء كان ليس لديه أي مقدرة على التماسك ومواجهة التحديات والسير بمفرده وإكمال طريقه إلا بصعوبة، ومنذ ذلك الحين وقد غرقت حياته كلها في حالة من اليأس وخيبة الأمل والإحباط، إذ فشلت تلك الرحلة وتفككت المجموعة.

وهذه الرحلة بالنسبة إليه كانت من أكثر الأمور التي يوليها اهتمام كبير، لدرجة أنه من أجل أن يقوم بالانضمام المجموعة ويسير معه قام ببيع إحدى الآلات الموسيقية الثمينة والنفيسة والتي كانت تعنى له الكثير وكل ما يمتلكه وهي آلة الكمان، والتي كان باستمرار حينما يجلس مع أصدقائه ويتسامرن في الليل يقوم بالعزف عليها لهم.

ونظراً لتلك الحالة التي وصل إليها وبعد التفكير جلياً والأخذ بنصيحة أحد الأصدقاء توصل إلى أن يقوم بكتابة رسالة ونشرها في الصحف المحلية في محاولة منه في أن يقرأ الخادم ليو تلك الرسالة والعثور عليه ومعرفة ما حصل معه، ولكن بعد أن قام بكتابة العديد من الرسائل ونشرها فشل في محاولته لإعادة التواصل مع الخادم أو حتى التعرف عليه.

وفي صباح أحد الأيام ذهب الراوي من أجل الجلوس في إحدى الحدائق للترفيه عن نفسه قليلاً، وخلال جلوسه في تلك الحديقة جاء رجل وجلس إلى جانبه على المقعد في الحديقة، ولكن لم يدرك الراوي هو أن ذلك الرجل الذي يجلس إلى جانبه هو ذاته ليو، إلا أنه لم يقوى على التعرف عليه بسبب التقدم في السن وتغير ملامح وجهه، وفي تلك الأثناء كان الراوي يقوم بكتابة رسالة طويلة لليو، وفي هذه المرة كانت تلك الرسالة مختلفة بعض الشيء، إذ أنها كانت مليئة بالعاطفة من تعداد للمظالم والشعور بالندم والتوسل إليه من أجل الظهور والعودة والتواصل معه، وبعد أن تم الانتهاء من كتابة الرسالة طالب بوضعها هذه المرة على الصفحة الأولى من الصحيفة.

وبعد مرور أيام قليلة ظهر ليو في منزل الراوي وأول ما التقى به أخبره ليو أنه أصبح ينبغي عليه أن يمتثل الحاكم الأعلى ليحكم عليه مسؤولو مجموعة العصبة، وهنا كانت الصدمة بالنسبة للراوي إذ تبين أن ليو ذلك الخادم البسيط، هو في الواقع رئيس الرابطة، وبعد مغادرته للمجموعة أطلق على نفسه اسم بابلو وادعى أنه من إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة ستيبنوولف.

كما أشار إلى أن الأزمة في المضيق الجبلي ماربو إنفيرور بمثابة اختبار للإيمان الذي أخفق فيه الراوي والآخرون بشكل مخيف إلى حد ما، كما اكتشف أن أمر انحرافه عن أفراد المجموعة والوقت الذي أمضاه بعيدًا كان جزءًا من اختباره، وأنه يسمح له بالعودة إلى مجموعة العصبة إذا تمكن من اجتياز أي اختبار جديد للإيمان والطاعة، وما يختاره في النهائية هو ضربة من الإيمان الشرقي النموذجي.

العبرة من الرواية هي أن هناك الكثير من الحوادث التي تحصل مع الشخص تتسبب في تغيير المسار الذي كان يسير به.

مؤلفات الكاتب هيرمان هيسه

  • رواية دميان Demian Novel
  • رواية لعبة الكريات الزجاجية Glass Bead Game Novel

المصدر: رواية رحلة إلى الشرق - هيرمان هيسه - 1932م


شارك المقالة: