رواية سيدهارتا Siddhartha Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هيرمان هيسه، وتم العمل على نشرها عام 1922م، تناولت في مضمونها الحديث حول سيد أراد أن يخوض تأملاته الطبيعية ويكتشف العالم من حوله بنفسه.

الشخصيات

  • السيد سيدهارتا
  • السيد جوفيندا
  • كامالا عشيقة سيدهارتا
  • غوتاما الأب لتعاليم بوذا
  • كاماسوامي مدير عمل سيدهارتا
  • فاسوديفا العامل البحار
  • ابن كامالا وسيدهارتا

رواية سيدهارتا

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في إحدى الممالك والتي تعرف باسم مملكة كابيلافاستو النيبالية القديمة، حيث أنه في يوم من الأيام قرر سيد يدعى سيدهارتا مغادرة منزله على أمل اكتساب الإضاءة الروحية من خلال أن يصبح متسولًا متجولًا زاهدًا من شعوب أمانا، وانضم إلى أحد أصدقائه المقربين  ويدعى جوفيندا في القيام في مثل تلك الرحلة ولكن إلى أماكن مختلفة عن تلك التي سوف يتوجه إليها سيدهارتا، بدأ سيدهارتا بالصوم وأصبح بلا مأوى إذ تخلى عن جميع ممتلكاته الشخصية، ويتأمل بشدة أن يصل في نهاية تلك الجهود إلى الحديث بشكل شخصي مع من يدعى غوتاما وهو بوذا الشهير أو المستنير في تلك البلاد.

ثم بعد ذلك أقر كل من سيدهارتا وجوفيندا بمدى أناقة تعاليم بوذا، وعلى الرغم من أن جوفيندا ينضم على عجل إلى نظام بوذا، إلا أن سيدهارثا لا يتبعه؛ وذلك من حسب وجهة نظرة أن فلسفة بوذا على الرغم من الحكمة الفائقة بها، لا تأخذ بالحسبان التجارب المميزة بالضرورة لكل شخص، كما يجادل بأن الفرد يبحث عن معنى شخصي فريد تمامًا لا يمكن للمدرس تقديمه له، وبالتالي فهو مصمم على مواصلة سعيه وحده.

وفي يوم من الأيام عبر سيدهارتا أحد الأنهار وخلال عبوره التقى مع عامل، وتوقع ذلك العامل أن السيد سيدهارتا سخي جداً، مما جعله يساعده في دفع القارب لعبور النهر، واعتقد أن سيدهارتا سوف يقدم له المال جراء مساعدته له على ذلك، فلم تكن لدي سيدهارتا مقدره على دفعه في ذلك الوقت، ولكن السيد سيدهارتا لم يدفع له شيئاً، ولكن كان العامل من نظرته للسيد يبدو أنه سوف يعود إلى النهر في وقت لاحق لتعويضه بطريقة ما، وبعد ذلك التقى السيد سيدهارتا أثناء طريقه للحياة في المدينة فتاة تدعى كامالا، وحسب وصفه لها بأنها  أجمل فتاة رآها حتى وقته الحالي.

وحينما التقت كامالا مع السيد سيدهارثا بدا لها من خلال مظهره أنه رجل وسيم ويتميز بذكاء حاد ولديه سرعة بديهة، وأوضحت إليه أنه يجب أن يصبح رجلاً ثريًا؛ وذلك من أجل كسب عواطفها حتى تعلمه فن الحب، وعلى الرغم من أن سيدهارثا احتقر تلك الملاحقات المادية باعتباره ينتمي إلى شعوب أمانا، إلا أنه وافق في ذلك الوقت على اقتراحات كامالا، ومن هنا توجهه كامالا إلى أحد رجال الأعمال المشهورين في المدينة ويدعى كاماسوامي؛ وذلك من أجل أن توظيفه لديه، وقد أصرت على أن يعامله كاماسوامي على أنه مساو له وليس تابعًا له.

وبعد مرور فترة بسيطة تمكن السيد سيدهارتا من النجاح بكل سهولة، إذ قام بتوفير صوتًا من الصبر والهدوء، والذي تعلمه سيدهارثا من أيامه كزاهد ضد نوبات كاماسوامي العاطفية، وهكذا أصبح سيدهارتا رجلًا ثريًا ومحبًا لكامالا، وفي تلك الأثناء أدرك أنه في سنواته الوسطى اختار أسلوب الحياة الفاخر، وما هذا الأسلوب سوى مجرد لعبة تفتقر إلى الإشباع الروحي، وذات يوم قرر ترك صخب المدينة وعاد إلى النهر ضائقًا بالحياة وخيبة الأمل، وفي تلك اللحظات بدأ يفكر بالانتحار قبل الوقوع في نوم تأملي، ولا يتم إنقاذه إلا من خلال تجربة داخلية للكلمة المقدسة وهي أوم، وفي صباح اليوم التالي عاود سيدهارثا الاتصال لفترة وجيزة مع صديقه المقرب جوفيندا، والذي مر عبر المنطقة باعتباره بوذيًا متجولًا.

وفي تلك الفترة قرر سيدهارتا أن يقضي بقية حياته جانب النهر الملهم له روحياً، وهناك اجتمع سيدهارتا مرة أخرى مع العامل البحارة ويدعى فاسوديفا، والذي بدأ معه أسلوب حياة أكثر تواضعًا، وعلى الرغم من أن فاسوديفا رجل بسيط، إلا أنه يفهم ويدرك بأن النهر به العديد من الأصوات والرسائل المهمة التي يجب إفشاءها لأي شخص قد يستمع.

وبعد مرور بضع سنوات سافرت كامالا لرؤية الأب لتعاليم بوذا والذي كان في ذلك الوقت على فراش موته، ورافقها في ذلك السفر ابنها الصغير، وأثناء سفرها تعرضت للدغة ثعبان سام بالقرب من نهر سيدارتا، وهناك تعرف عليها سيدهارتا وأدرك أن الطفل الذي يرافقها هو في الحقية ابنه، وبعد وفاة كامالا حاول سيدهارتا مواساة وتربية الطفل العنيف بشدة، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي هرب به الطفل، وعلى الرغم من أن سيدهارثا قد يأس من فكرة البحث عن ابنه الهارب، إلا أنه بقي قلق بشأنه.

وفي تلك الأثناء حثه فاسوديفا على السماح لطفله بالعثور على طريقه الخاص، مثلما فعل سيدهارثا بنفسه في شبابه، وعند الاستماع إلى النهر مع فاسوديفا، أدرك سيدهارثا أن الوقت هو وهِم وأن جميع مشاعره وخبراته حتى تلك التي تعاني من المعاناة، ما هي سوى مجرد جزء من زمالة عظيمة ومبتهجة في نهاية المطاف لكل الأشياء المرتبطة بالوحدة الدورية للطبيعة، وبعد لحظة أضاء سيدهارثا أخبره فاسوديفا أنه أتم عمله، وأنه أصبح من الواجب عليه أن يغادر إلى الغابة، تاركًا سيدهارتا مشبعًا بسلام ووحيدًا مرة أخرى على ضفة النهر.

وبعد مرور فترة من الوقت مع قرب نهاية حياة جوفيندا سمع عن عامل متنور، وهنا على الفور قام بالسفر عائداً إلى سيدهارتا، ولم يتعرف عليه في البداية كصديق قديم له منذ الطفولة، بل برر زيارته له من أجل الحصول على ما توصل إليه من حكمة، وفي تلك الأثناء أجابه سيدهارتا أنه مقابل كل بيان صحيح، هناك بيان معاكسة وهو صحيح أيضًا؛ تلك اللغة وحدود الوقت تدفع الناس إلى التمسك بمعتقد واحد ثابت لا يفسر كمال الحقيقة، ونظرًا لأن الطبيعة تعمل في دورة ذاتية الاستدامة، فإن كل كيان يحمل فيه إمكانية نقيضه وبالتالي يجب اعتبار العالم دائمًا كاملاً.

ومن هنا بدأ سيدهارتا في حث الناس ببساطة على التعرف على العالم وحبه كاملاً، ثم طلب سيدهارتا من جوفيندا أن يقبل جبهته، وعندما فعل جوفيندا ذلك اختبر جوفيندا رؤى الخلود التي رآها سيدهارتا بنفسه مع فاسوديفا بجانب النهر، وأخيراً قام جوفيندا بالانحناء لصديقه الحكيم وسيدهارتا يبتسم بإشراق بعد أن وجد التنوير، وهكذا اختبر دائرة كاملة من الحياة، وأدرك سيدهارتا أهمية والده وحبه عندما يصبح هو نفسه أباً ويترك ابنه لاستكشاف العالم الخارجي.

العبرة من الرواية هي أن هناك العديد من الآباء الذين يرغبون أن يخوض أبنائهم نفس التجارب التي مروا بها؛ وذلك حتى يواجهوا صراع الحياة بأنفسهم.

مؤلفات الكاتب هيرمان هيسه

  • رواية دميان Demian Novel
  • رواية ذئب البوادي Steppenwolf Novel
  • رواية لعبة الكريات الزجاجية Glass Bead Game Novel

شارك المقالة: