تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هينريش بول، وقد تم العمل على نشرها عام 1947م، تناولت في مضمونها الحديث حول عائلة تشتت بسبب الحرب، ولكن مع ذلك نجت قصة حب أحد أفراد تلك العائلة والتقى مع زوجته في النهاية.
الشخصيات
- السيد هيرمان باشم
- جونا زوجة السيد هيرمان
- جريت ابنة السيد هيرمان
- كريستوف ابن السيد هيرمان
- هانس ابن السيد هيرمان
- كورنيليا غلوك زوجة كريستوف
- جوزيف صديق كريستوف
- الرائد يجهولا
رواية عبور بدون حب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة ألمانيا، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى المدن الألمانية القريبة من نهر الراين كانت تقيم عائلة السيد هيرمان، وتلك العائلة مكونة من السيد هيرمان باشم والسيدة جونا زوجته اللذان ارتبطا مع بعضهما البعض منذ ما يقارب على الخمسة والعشرون عاماً، وأنجبا كل من فتاة تدعى جريت وابن يدعى كريستوف وابن آخر يدعى هانس، كان السيد هيرمان يعمل في مجال الهندسة المعمارية، ولأول مرة في حياته قرر أن يقوم ببناء ثكنة خاصة لعائلته؛ وذلك خشية أن تدور الحرب.
وفي تلك الأثناء كان ابنه الصغير هانس قد تخرج للتو من الجامعة ويبلغ من العمر اثنان وعشرون عاماً، كما أنه في ذات الفترة توفي ثلاثة من أشقاء السيدة جونا في الحرب العالمية الأولى، كانت السيدة جونا تبلغ من العمر في ذلك الوقت خمسون عامًا تقريبًا، وقد مرت بفترة من الحزن عليهم، ولكن حبها لأبنائها وتعلقها بهم قد أنساها ذلك الحزن، وعلى وجه الخصوص كانت تفضل كل من كريستوف وهانس، كان كريستوف قريب منها إلى حد كبير، وسوياً كانا يقومان بكافة الطقوس من العادات والتقاليد، بينما هانس في تلك الأثناء بعد تخرجه من الجامعة انخرط في العمل في قوات الأمن الخاصة، وكرس نفسه لحياته المهنية الجديدة.
وفي يوم من الأيام على الرغم من أن هانس قد تعهد لوالدته بأن لا يقوم بإلقاء القبض على أي شخص، إلا أنه قام باعتقال مجموعة من الشباب، والذين كان من بينهم أحد الأصدقاء المقربين من شقيقه كريستوف ويدعى جوزيف، وتم إلقاء جوزيف في السجن التابع إلى معسكر الاعتقال ما يقارب على السبعة من سنوات منذ عام 1938م حتى عام 1945م.
ومع مرور السنوات تم تجنيد كريستوف في إحدى الفرق العسكرية والتي تعرف باسم الفرقة الثالثة من فوج المشاة السادس والثمانون، وأول ما التحق في تلك الفرقة سأله أحد المشرفين حول التصرفات التي ينبغي أن يقوم بها في القطاع العسكري، إلا أنه أجابه بأنه إنسان، ومن هذا المنطلق لا يقوى على إيذاء أي كائن بشري، وبعد مرور فترة وجيزة بدا أنه في حالة يأس من تلك العسكرية التي التحق بها، كما أنه على مدار عامين متتاليين لم يتعلم أبدًا تنفيذ أي أمر ولو واحد من الأوامر التي توكل إليه من قِبل المسؤول يجهولا، والذي كان يحمل رتبة رائد.
ولكن في ذلك الوقت لم يكن أمام كريستوف سوى أن يتحمل تلك الضجة التي لا معنى لها حسب وجهة نظرة، ومن أكثر الأشياء التي كان يشعر كريستوف أنه مفتقر إليها إلى حد كبير هو الحب، فقد كان يرى أنه هو الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يخفف عليه أعباء تلك الحياة، وهذا ما حدث في يوم من الأيام، حيث أن في بلدته الحامية وقع كريستوف في حب الفتاة الشابة الجميلة وتدعى كورنيليا غلوك، وهي من كانت تعمل في مجال التمثيل، وقد سارت علاقتهم بيسر وسلام دون أي شيء يعكر صفوها.
وفي يوم من الأيام أصيب كريستوف بوعكة صحية، وعلى إثر ذلك تم السماح لوالدته بزيارة، وأثناء تلك الزيارة أخبر كريستوف أنه واقع في حب كورنيليا، لم تبدي والدته أي معارضة على تلك العلاقة حتى أنه طلبت من كريستوف أن يخطط هو وحبيبته للزواج في أقرب وقت، وبالفعل هذا ما حصل بعد بضعة أشهر، وفي اليوم الذي احتفلت به العائلة بزواج كريستوف وكورنيليا بدأت فيه حرب.
ومنذ ذلك اليوم أمضى كريستوف حياته ذهابًا وإيابًا عبر أوروبا بين مسارح الحرب المختلفة في السنوات الثلاث التالية التي تلاشت فيها إرادته في العيش، وعلى الرغم من كافة الصعوبات التي واجهته، إلا أن علاقته وتواصله مع شقيقه لم تنقطع، وفي إحدى المرات طلب كريستوف من هانس أن يبحث في السؤال حول حال صديقه جوزيف داخل سجون معسكر الاعتقال، وبينما هانس يتحرى حول جوزيف تم طلب منه الالتحاق كضابط في قوات الأمن الخاصة، وقد كان ذلك بناء على طلب قدمه في السابق، ويتم تعينه كضابط مشاة على الجبهة الشرقية، وفي تلك الفترة كانت الحرب على وشك الانتهاء.
وحينما انتقل للعمل في تلك الجبهة التقى الشقيقان بالقرب من إحدى المدن العسكرية في تلك المناطق، حيث أن كريستوف كان قادم من مدينة سدكوت من أجل تسليم الطعام وحاجيات أخرى لثلاث نساء من أصول روسية، وفي تلك اللحظة يتم اعتقال كريستوف بسبب معاونته لمن هم ضد بلاده، وتم تقديمه للامتثال أمام المحكمة العسكرية، ولكن ما حدث هو أن هانس استغل منصبه كقائد محلي، وقام بتقديم المساعدة لشقيقه على الهروب بعد تزويده بمجموعة من الأوراق المهمة.
وعلى إثر ذلك تم إطلاق النار عليه، وأصيب هانس برصاصة في ساقه، بينما كريستوف ففي وقتها تمكن من الحصول على سرير في قطار المستشفى، وسار به من أجل الوصول إلى كورنيليا والتي كانت في ذلك الوقت في المناطق الشرقية من البلاد، لكنه فقدها مرة أخرى أثناء فراره من تقدم الجيش الأحمر، وأمضى عدة سنوات في البحث عن كورنيليا إلى أن أصبح في الثلاثين من عمره، وتحول وجه كريستوف إلى اللون الرمادي، وذات يوم تمكن من الوصول إلى والدته والتي كانت تحتضر في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة راينلاند، وحينها سمع أن والده وشقيقته قد توفيا، ولم يمضي الكثير حتى تم إلقاء القبض على كريستوف، وبعد مرور عدة سنوات تم إطلاق سراحه، وبعدها التقى مع كل من صديقه جوزيف وزوجته كورنيليا.
العبرة من الرواية هي أن مهما مرت ظروف بائسة ويائسة بالإنسان، إلا أن هناك جسر من الأمل يمتد في النهاية فوق ذلك اليأس.
مؤلفات الكاتب هينريش بول
- قصة صمت موركي المجمع Doktor Murkes Gesammeltes Schweigen
- رواية الملاك الصامت The Silent Angel
- رواية شرف كاتارينا بلوم الضائع The Lost Honour of Katharina Blum