رواية عجلات الفرصة The Wheels of Chance Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هربرت جورج ويلز، وتم العمل على نشرها عام 1895م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب كان يشعر بيأس من الحياة البائسة التي يعيشها، مما دفع به لشراء دراجة والانطلاق في الهواء الطلق ليتحرر لفترة من تلك الحياة.

الشخصيات

  • العامل درابر
  • جيسي ميلتون
  • براثن بشاميل

رواية عجلات الفرصة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى المدن وهي ما تعرف باسم مدينة بونتي كان هناك رجل يدعى درابر، وذلك الرجل يعمل في إحدى المطاحن، كانت الحياة التي يعيشها درابر بائسة للغاية، إذ أنه يتقاضى راتب ضئيل جداً من عمله في المطحنة، وهذا ما جعله باستمرار يعيش في حالة من اليأس والإحباط طوال الوقت، ولكن على الرغم من تلك الحياة التي يعيشها لم يسبق له وأن ذكره أحد بسوء، أو أنه تشاجر أن تسبب لأحد بأذى، فعلى مدار الوقت يحصل على الثناء والمديح بين سكان المنطقة.

والمكانة التي يشغلها درابر في المطحنة كانت في السابق يشغلها شخص يدعى ويلز، وعلى الرغم من الظروف المادية السيئة التي كان يعيشها السيد درابر، إلا أنه قرر في يوم من الأيام أن يدخر جزء من الراتب التي يتقاضاه من أجل أن يقوم بشراء دراجة، إذ رأى أنه هذا أفضل ما يمكن أن يقوم به؛ وذلك لأنه لا يوجد له من تربطهم صلة قرابة قوية في تلك المدينة ولا حتى أصدقاء كثر يجلس معه.

ومن أهم الأسباب التي دفعت به إلى شراء الدراجة هي أن يقوم بالانطلاق في الهواء الطلق وينسى تلك الحياة التي يعيشها، وبالفعل بعد مرور فترة من الوقت تمكن درابر من شراء دراجة، ومنذ ذلك اليوم الذي اشتراها به وقرر أنه سوف يختار عشرة أيام من السنة يقوم بهن بأخذ إجازة من عمله وينطلق برحلة على دراجته في إحدى السواحل في البلاد والتي تعرف باسم السواحل الجنوبية.

وفي يوم من الأيام بينما كان درابر يقوم برحلته السنوية المعتادة نجأ بأعجوبة من حادثة على تلك الدراجة، إذ أنه في لحظة ما كان شارد الذهن سارح بخياله إلى أوسع مدى، فاعتقد أنه سائق ماهر بإمكانه أن ينطلق إلى مسافة كبيرة على دراجة ليست بتلك الإضافات الجيدة والحديثة، وللحظة ما كان يتخيل كذلك أنه من أصحاب الطبقات العليا في المجتمع وبدأ يكون نظرة نقدية عن ذلك المجتمع.

وهذا الخيال الذي سرح به درابر كان يتنافى تماماً مع تلك الحياة الواقعية التي يعيشها، إذ أنه كان على أرض الواقع من أعظم أنواع الرياضة التي لعبها هي الوثب المضاد، كما أنه كان لا يمتلك تلك الجرأة التي يقوى بها على السير بسرعة ولمسافة طويلة على دراجة، وعلاوة على ذلك كله كان لديه بعض التصرفات والتي وصفت بأنها حمقاء، ولكن على الرغم من ذلك كان يحلم بأنه يمتلك قصر صغير.

وفي أحد الأيام بدأ يفكر درابر في الحياة الواقعية التي يعيشها، وأشار بحديثه إلى تلك الفئة التي تقوم بمثل ما يقوم به، وأوضح إلى أنهم فقط أولئك الذين يكدحون ست أيام طويلة من بين أيام الأسبوع ولم يتبقى لهم سوى اليوم السابع ليرتاحوا به من عناء الست أيام الماضية، ولم يكن ذلك العمل لفترة محددة أو قصيرة، بل ذلك على مدار السنة، وكل ما بإمكانهم الحصول عليه بعد ذلك العناء كله هو فقط إجازة قصيرة لمدة أسبوعين أو عشر أيام في وقت فصل الصيف، ومثل هؤلاء يعرفون الأحاسيس الرائعة للعطلة في أول صباح من تلك الأيام العشر، وخلال تلك الأيام العشر يصبح ذلك الروتين الكئيب غير المثير الذي لطالما عاشوه يسقط منهم فجأة كما أن السلاسة التي كانت تطغو عليهم تسقط منهم عند قدميهم كذلك.

وأول ما ينطلقون في تلك الطريق على الساحل الجنوبي يشاهدون قبرة في الطريق التي تعرف باسم طريق ريتشموند وقبرة أخرى على طريق أخرى تعرف باسم بوتني هيث، وأول ما يرتدون نظارتهم يشاهدون ذلك الندى الذي ما زال يتلألأ على الأوراق والأعشاب، وأعظم تلة كانوا هؤلاء يحلمون بالوصول إليها هي قيادة دراجاتهم أعلى إحدى القمم والتي تعرف باسم قمة بوتني هيل، وأول ما كان أحدهم يصل إلى تلك القمة كان قلبه يغني من شدة الفرح.

وفي إحدى الرحلات التقى السيد درابر مع سيدة شابة تقود الدراجة بمفردها وترتدي ملابس منطقية من تلك المخصصة لركوب الدراجات، وما يميز تلك الملابس أنها ذات لون رمادي، كانت تلك الفتاة جميلة للغاية ولا يجرؤ أحد من راكبي الدراجات على التحدث إلى تلك الشابة ذات الرداء الرمادي، كما كانت تتم مناداتها، لكن ذات يوم تقاطع مسارها مع مسار درابر مما دفعه للحديث معها، وبعد مرات عدة من اللقاءات بينهم اكتشف أنها تدعى جيسي ميلتون، وهي تبلغ من العمر السابعة عشرة، وأنها في تلك الفترة كانت قد هربت من منزل والدها والذي يقع في مدينة سوربيتون؛ وذلك جراء معاملة زوجة والدها السيئة معها.

وبسبب ذلك أيضاً خاطرت بحياتها وانضمت لشخص يدعى براثن بشاميل، وهو رجل كبير في السن وأكثر ما يتصف به هو انعدام الضمير، حيث أنه وعد بمساعدة جيسي في إثبات وجودها، وتكوين حياة مستقلة لها بذاتها، ولكن هو في الحقيقة كان عازم على خداعها، وما دفعها للقيام بتلك الرحلة هي قراءتها للعديد من الروايات المستوحاة من المثل الليبرالية التقليدية الشعبية، والتي كانت في الغالبية العظمى منها تتحدث عن فتيات يعانن في حياتهن ويهربن في الهواء الطلق لنسيان تلك المعاناة.

وبعد أن تحدثت عن براثن بشاميل للسائق قام بإنقاذها منه ومن مخططاته الشريرة، ثم بعد ذلك شرعا الاثنان في الدوران حول المناطق الجنوبية من إنجلترا، وفي تلك الأثناء كان درابر يشعر بالخجل الشديد من تلك الظروف الحقيقية، ولم يتطرق إلى الحديث عنها على الاطلاق، وأخذ يسرد على مسامعها حكايات مروعة عن أصول جنوب أفريقيا وعن أفضل وسائل راحة وعن الثروة حتى دفع به الحديث للاعتراف بظروفه الحقيقية، لكنه تحدث بشجاعة حقيقية، وكان كل ما يمر من جانبهم أحد وينظر إلى جيسي يوبخه.

وهذا اللقاء الذي حدث من باب الصدفة بين درابر وجيسي ألهمه وأثار بداخله الرغبة في التحسين من نفسه، وطبعاً كل ذلك عوضاً عن المشاعر والعواطف المليئة بالحب التي بدأ يشعر بها تجاه جيسي، وأخيرًا صادفوا حفلة كان من بين الضيوف فيها زوجة والدها وبعض المعجبين بها الشريرين مثلها، ومدرسها السابق في المدرسة، ولكنها كانت تكن الكره لهم، مما جعلها لا ترغب بمشاركتهم تلك الحفلة، ومن هنا عادت جيسي إلى المنزل وعاد سائق الدراجة إلى بلده، وقبل عودتها وعدها بإرسال بعض الكتب إليها، وفي النهاية بقي تعلم جيسي من الكتب الرومانسية يجهلها بحقائق الحياة، ويسهم جهلها في بعض الكوميديا ​​التي أضيفت لحياة درابر،  وأخيراً تزوج درابر من سيدة تدعى كاثرين روبنز.

العبرة من الرواية هي أن الظروف السيئة التي تمر بالإنسان لا تستمر مدى الحياة، فكل شيء قابل للتغيير مع الوقت.

مؤلفات الكاتب هربرت جورج ويلز


شارك المقالة: