رواية في انتظار البرابرة Waiting for the Barbarians Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب جي إم. كوتزي، وتم العمل على نشرها عام 1980م، وتناولت في مضمونها الحديث حول قاضي تحقيق كان يعيش في مستوطنة بسلام، إلى أن جاء ذلك اليوم وتم إلقاء القبض وتوجيه التهم إليه من قِبل جنود إمبراطورية مجاورة؛ بسبب محاولة مساعدة فتاة تلقت تعذيب عنيف على يد هؤلاء الجنود.

الشخصيات

  • قاضي التحقيق
  • الكولونيل جول
  • الفتاة البربرية
  • جنود المكتب الثالث

رواية في انتظار البرابرة

في البداية كانت تدو وقائع وأحداث الرواية في واحدة من المناطق الواقعة في المناطق الجنوبية من القارة الأفريقية، حيث أنه في يوم من الأيام في تلك المناطق كان يوجد هناك مستوطنة، وفي تلك المستوطنة يعمل قاضي متخصص في التحقيق مع الأشخاص الذين يتم إلقاء القبض عليهم وجلبهم من خارج المستوطنة، وذات مرة أشار قاضي التحقيق والذي لم يتم ذكر اسمه أن تلك المستوطنة كانت واقعة على الحدود الإقليمية لواحدة من الإمبراطوريات، ولغاية فترة من الوقت كان يعيش القاضي بحالة من السلم والأمان، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي انتهى الأمان وليس في المستوطنة فقط، وإنما في جميع المناطق المجاورة لتلك الإمبراطورية.

حيث أنه في يوم من الأيام تم الإعلان عن حالة الطوارئ في تلك الإمبراطورية، وفي ذلك الوقت سرعان ما تم نشر ما يعرف باسم المكتب الثالث وهو ما يُعنى به القوات الخاصة للإمبراطورية على كافة الحدود المحيطة بتلك الإمبراطورية من جميع الجهات؛ وقد كان السبب في ذلك هو انتشار شائعات في تلك الفترة تفيد بأن السكان الأصليين في الإمبراطورية والذين يطلقون عليهم سكان المستوطنة اسم البرابرة يستعدون من أجل القيام بمهاجمة لتلك المستوطنة وغزو مجموعة من القبائل الأخرى المجاورة.

ومن أجل تحقيقي ذلك قام جنود وضباط المكتب الثالث في تلك الأثناء برحلة استكشافية إلى الأراضي الواقعة وراء الحدود بقيادة سيد يدعى الكولونيل جول وهو ما يحمل رتبة عقيد، وما هو معروف عن الكولونيل أنه رجل شرير ولا يرحم أحد سواء طفل أو عجوز أو امرأة، وخلال تلك الأجواء خرج مجموعة من سكان الإمبراطورية لإلقاء نظرة المناطق المجاورة بهم، ولكن سرعان ما تم إلقاء القبض عليهم من قِبل جنود المكتب الثالث وتمكنوا من إعادتهم إلى الإمبراطورية، وبسبب تصرفهم ذلك تم تعذيبهم بعض منهم بأسوأ أساليب التعذيب العنيف والوحشي، كما تم قتل البعض الآخر، وفي تلك الأثناء غادر القاضي إلى العاصمة من أجل التحضير لمواجهة حملة كبيرة.

وفي غضون ذلك بدأت تدور في ذهن القاضي العديد من الشكوك بمدى شرعية الاستعمار، وحينما وصل إلى العاصمة التقى مع فتاة بربرية كانت محتجزة داخل الإمبراطورية وتعاني من وضع صحي مأساوي، إذ تم تعنيفها حتى أصيبت بالشلل وأصبحت عمياء بشكل جزئي من قبل الجنود جلادي المكتب الثالث، وفي تلك الأثناء قام القاضي بمحاولة علاجها، فقد كان يمتلك بعض الخبرة من الطب جراء ظروف الحياة التي كان يعيشها داخل المستوطنة والتي كان في كل يوم يصاب أحد بمرض.

ومنذ أن التقى القاضي بالفتاة وبدأ يهدد البربريين من أجل السماح له بإخراج الفتاة البربرية من الإمبراطورية وأوضح أنها سوف تبقى تحت حمايته، ولكن في الحقيقة كان يريد القاضي أن يقوم بإعادتها إلى عائلتها ومدينتها التي كانت تعيش بها في السابق، وبالفعل قام القاضي برحلة مهددة للحياة عبر الأرض القاحلة، ونجح أخيراً في إعادتها إلى منزل عائلتها، وعاد إلى مستوطنته، دون أن يأبه في حال تم سؤاله عن الفتاة.

ولكن ما حدث معه أثناء عودته أنه اعترض طريقه مجموعة من جنود المكتب الثالث، وبعد أن ظهروا أمامه فجأة سرعان ما تم إلقاء القبض عليه، وقد ألقيت عليه تهمه تركه لمنصبه في المستوطنة والاتفاق مع العدو، وهو ما قصدوا به عائلة الفتاة، كما اتهموه بالزواج منها سراً، وفي ذلك الوقت وبدون إمكانية كبيرة للمحاكمة خلال مثل هذه الظروف الطارئة، تم وضع القاضي في قبو مغلق لفترة غير محددة.

وفي تلك الأثناء بدأ يعاني لأول مرة من الافتقار شبه الكامل للحريات الأساسية، وفي يوم من الأيام حصل على مفتاح سمح له بمغادرة السجن، ولكن بشكل مؤقت، لكنه وجد أنه ليس لديه مكان يهرب إليه من أيدي هؤلاء الجنود، وأنه مهما هرب لأماكن بعيدة سوف يمسكون به، كما بعد تفكير عميق رأى أنه سوف يقضي معظم وقته خارج السجن في البحث عن بقايا الطعام.

وبعد مرور فترة وجيزة عاد الكولونيل جول من معركة انتصر بها على العدو من البرية ومعه مجموعة كبيرة من الأسرى البرابرة، ومن أول ما وصل قام بالتحضير لمشهد أمام العامة من أجل تعذيبهم على مرآ أعين الجميع، وعلى الرغم من تشجيع الحشد على المشاركة في ضرب وتعذيب الأسرى، إلا أن القاضي دبت به الشجاعة وسرعان ما اقتحم المكان العام وطلب من الكولونيل التوقف عما يقوم به، ولكن على الفور انقض عليه مجموعة من الجنود وأخضعوه للهدوء، وعند النجاح بالسيطرة على القاضي، قامت مجموعة من الجنود بشنقه من منطقة ذراعيه، وقد كان هذا التصرف من الجنود ما عمق بداخل القاضي المفهوم الحقيقي الاستعماري والذي يتم به استخدام أسوأ أساليب العنف من خلال تجربة شخصية للتعذيب.

وبعد أن تم سحق روح القاضي بكل وضوح أمام الجميع، رأوا الحشود عقاب من يقوم باعتراض ومحاولة توقيف تصرفات الكولونيل والبربريين، وعلاوة على ذلك كله تم السماح للجنود بتحشيد الناس للسخرية والاستهزاء منه، كما أنه وبكل استهزاء تم السماح له من قِبل الجنود البربريين التجول بكامل حريته في جميع أنحاء الإمبراطورية، مع العلم تماماً أنه لم يعد لديه مكان آخر يذهب إليه.

ولكن ما حدث في ذلك الوقت كان بمثابة معجزة، إذ دخل فصل الشتاء وكانت الأحوال الجوية في تلك الإمبراطورية سيئة للغاية، وعلى إثر ذلك بدأ الجنود في الفرار من الإمبراطورية، وبذلك انهارت حملتهم ضد البرابرة الآخرين، وهنا سرعان ما استغل القاضي الفرصة وقام بمواجهة الكولونيل جول عند عودته النهائية من البرية، لكن العقيد رفض التحدث إليه وسفهه، حتى أنه لم ينظر إليه وهو يواجه، وسرعان ما قام بمغادرة الإمبراطورية من أجل اللحاق بالجنود.

وفي ذلك الوقت كان الاعتقاد السائد في الإمبراطورية هو أن البرابرة يتجهزون من أجل القيام بعملية غزو في وقت قريب، وعلى الرغم من مغادرة الجنود والعديد من المدنيين في ذلك الوقت، إلا أن القاضي ساعد في تشجيع سكان البلدة المتبقين على مواصلة حياتهم والاستعداد لفصل الشتاء، وفي النهاية اتضح أنه لم يتبقى أي علامة على وجود البرابرة بحلول الوقت الذي سقط فيه الموسم الأول من الثلوج على تلك الإمبراطورية.

العبرة من الرواية هي أنه من أسوأ ما يتعرض له الإنسان هو كبت حريته وقمعها.

مؤلفات الكاتب جي إم. كوتزي

  • رواية العار Disgrace Novel
  • رواية فو Foe Novel
  • رواية رجل بطيء Slow Man Novel

شارك المقالة: