تُعتبر الرواية واحدة من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب البولندي جوزيف كونراد، صدرت باللغة البريطانية، وتناولت الرواية في مضمونها الحديث حول قبطان يسرد قصة ما حدث معه خلال رحلاته العديدة على السفن بين كل من لندن وأفريقيا، وتم العمل على نشرها عام 1902م.
الشخصيات
- القبطان تشارلز
- السيد كورتز رئيس المحطة الداخلية
- مدير السفينة
- خطيبة كورتز
- المتجول الروسي
رواية قلب الظلام
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام على متن أحد القوارب والذي كان يرسو في نهر التايمز تحدث قبطان سفينة يدعى تشارلز لزملائه البحارة حول الأسباب التي قادت إلى تعيينه في منصب قبطان باخرة تابعة لأحد أشهر الشركات والتي تشتهر بتجارة العاج، وقد وصف عبور السفن التي كان على متنها من أسفل الساحل الأفريقي ومن ثم إلى المحطة الداخلية وبعدها إلى المحطة الخارجية للشركة بأنه مسرح للدمار، حيث قال: كان ذلك المكان غير منظم على الإطلاق، وأن قطع غيار الآلات المدمرة منتشرة في كل مكان.
وفي إحدى المرات غادر تشارلز مع القافلة للسفر على الأقدام لمسافة قدرت بحوالي مائتي ميل في عمق الصحراء للوصول إلى المحطة المركزية، حيث يوجد الباخرة التي أصبح قبطانها، وأول ما وصل كانت الصدمة، إذ أنه وجد أن الباخرة تحطمت قبل يومين من وصوله، وأول ما التقى تشارلز مع مدير المحطة أشار إلى أنهم حاولوا أخذ الباخرة إلى أعلى النهر بسبب شائعات دارت حول أن المحطة في خطر، وأن رئيسها السيد كورتز في ذلك الوقت كان مريض فلم يحسنون التصرف.
ومن خلال اطلاع القبطان على العاملين في المحطة المركزية وصفهم بأنهم رجال كسالى مليئين بالحسد والجشع، كل واحد يسعى من أجل كسب مكانة أعلى داخل الشركة وتوفر ربح شخصي أكثر، وفي تلك الأثناء شعر القبطان بالإحباط بسبب الأشهر التي تلزم من أجل إجراء الإصلاحات اللازمة، والتي أصبحت أكثر بسبب عدم وجود الأدوات المناسبة وقطع الغيار في المحطة، وخلال تلك الفترة أدرك القبطان أن كورتز لا يستحق هذا المنصب الذي يشغله، وأنه حصل عليه جراء علاقاته الأوروبية فقط.
وعلى إثر ما ترتب على تحطم الباخرة توجب على القبطان القيام برحلة من أجل إحضار القطع اللازمة، وقد كانت المسافة التي يتم استغراقها للوصول إلى تلك المحطة التي بها الآلات شهرين إلى اليوم على القارب، وأثناء تلك الرحلة توقف القارب لفترة وجيزة قرب أحد الأكواخ المهجورة على ضفة النهر، وحينما نزل القبطان والطاقم الذي معه إلى الكوخ وجدوا مجموعة من الأخشاب ومذكرة مكتوب فيها أنه ينبغي أن يمضوا بسرعة، ولكن بحذر شديد؛ وذلك لأنهم اقتربوا من المحطة الداخلية.
ثم بعد ذلك تتوقف القبطان مع الطاقم بشكل مؤقت ذات ليلة على بعد حوالي ثمانية أميال قبل المحطة الداخلية؛ وذلك من أجل الراحة قليلاً، وفي صباح اليوم التالي حينما استيقظ القبطان والطاقم من نومهم وجدوا أن قاربهم يلفه ضباب أبيض كثيف، ومن جهة ضفة النهر وسمعوا صرخة مدوية، تلتها ضجة صاخبة، وبعد مرور عدة ساعات أصبحت الملاحة غير آمنة، إذ تبين أنه تمت مهاجمة الباخرة بالعديد من السهام الصغيرة قادمة من جهة الغابات.
وفي تلك اللحظة على الفور قام طاقم القارب بإطلاق النار بشكل عشوائي باتجاه الغابة وانضم إليهم القبطان، وفي لحظة من اللحظات أمسك القبطان بدفة السفينة؛ وذلك حتى يتجنب العقبات في النهر، وقد تسبب إطلاق السهام بإصابة الربان برمح وسقط عند قدمي القبطان، وهنا على الفور أشغل القبطان صفارة الباخرة عدة مرات، وهذا الأمر قد دب الرعب في قلوب المهاجمين وأوقفوا إطلاق السهام، ولكن هذا الأمر لم ينقذ الربان فتوفى، كما أن الطاقم اعتقد أن السيد كورتز كذلك توفى، إلا أنهم حينما ساروا إلى الأمام تم إبلاغهم بضرورة البحث عن السيد كورتز، وهنا قام القبطان باستئناف القيادة، وبعد مسافة برزت لهم المحطة الداخلية.
وفي لحظة ما شاهد القبطان رجل على ضفة النهر يلوح بذراعه، ويحثهم على الهبوط، والذي بدوره أشار لهم إلى أنه من المحتمل أن يكون السيد كورتز على الشاطئ القريب، فرافقهم على متن السفينة إلى ذلك الشاطئ، ولكن الرجل والذي تبين أنه أحد المتجولين من أصول روسية ضل الطريق، إذ غادروا الغابة وعادوا للخلف إلى ذلك الكوخ المهجور، وهناك اكتشف القبطان أن المذكرة التي كانت مخطوطة داخل الكوخ هي من كتابة السيد كورتز، وفي ذلك الوقت أدرك كذلك مدى الوحشية التي كان يمارسها قائد المحطة الداخلية على المواطنين.
وبعد البحث في كافة أرجاء الكوخ تم العثور على قائد المحطة الداخلية في واحدة من المناطق الغريبة التي تقع بالقرب من المنطقة التي يوجد بها الكوخ، كان حينها السيد كورتز في حالة صحية صعبة، فقام الطاقة بحمله على نقالة بدائية، وتلك المنطقة كانت مليئة بالمواطنين، والذين كانوا على استعداد تام من أجل الخوض في معركة مع طاقم السفينة، ولكن كورتز تحدث بشيء من النقالة، مما جعل المواطنون يتراجعون نحو الغابة، ويكمل الطاقم مسيرهم إلى الباخرة ويضعونه في إحدى الحجرات؛ وذلك لأنه صرح عن رغبته في محادثة خاصة مع المدير المسؤول عن السفينة.
وفي تلك الأثناء كان القبطان على شرفة السفينة وإذ به شاهد سيدة جميلة من السكان الأصليين تسير في خطوات على جانب الشاطئ وفجأة توقفت إلى جانب الباخرة، ومن ثم سارت باتجاه الغابة، وهنا سمع القبطان جدال بين كورتز والمسؤول عن السفينة، وأول ما خرج المدير من الحجرة سحب القبطان على جنب وأخبره أن كورتز أضر أعمال الشركة في المنطقة، وأن طرقه غير شرعية، كما قام المتجول الروسي بتحذير من أن كورتز أمر السكان المحليين بمهاجمة الباخرة.
وعند حلول الظلام ذهب القبطان للتأكد من أن كورتز ما زال في الحجرة، لكنه اكتشف أنه عاد إلى الشاطئ، وعلى الفور تبعه إلى هناك وأول ما وصل إليه شاهد حالته الصحية السيئة وأنه يقوم بالزحف من أجل التمكن من العودة إلى منزله بين السكان المحليين، وعلى الفور حذره القبطان من طلب المساعدة من المواطنين الأصليين، ولكن كورتز هدده بعلاقاته الأوروبية، ثم بعد ذلك سمح للقبطان بإعادته إلى الباخرة، وفي صباح اليوم التالي بينما كانوا يستعدون للعودة إلى أسفل النهر، قام المواطنين الأصليين بما فيهم امرأة ترتدي ثياب مزخرفة بالتجمع على الشاطئ وبدأوا بالصراخ والعويل، وهنا لاحظ الطاقم ذلك وعلى الفور تم استعمال صفارة الباخرة لتفريق حشد المواطنين، والذين تفرقوا ما عدا تلك المرأة وقد تبين فيما بعد أنها خطيبة كورتز.
وخلال عودتهم ساءت الحالة الصحية للسيد كورتز أكثر فأكثر، كما أن القبطان كذلك أصيب بوعكة صحية، وفجأة تعطلت الباخرة مرة أخرى، وحينما توقفت لإجراء الإصلاحات أعطى كورتز القبطان حزمة من الأوراق، بما في ذلك تقريره الذي تم تكليفه به من قِبل الجمعية الملكية وصورة، وأشار له بضرورة إخفائهم عن أنظار المدير، وفي لحظة ما بدأ يحتضر كورتز وهو يتلفظ بكلمة (الرعب)، بعدها انضم القبطان إلى الآخرين من أفراد الطاقم لتناول العشاء وكأنه لا يعلم أن كورتز يحتضر، وبعد ساعات قليلة ظهر أحد مساعدي المدير وأخبر الجميع أن السيد كورتز مات، وفي اليوم التالي يولي القبطان القليل من الاهتمام لأفراد الطاقم وهم يدفنون السيد كورنز في حفرة موحلة، ولكنه حالته الصحية أصبحت أسوأ.
وعند العودة إلى لندن حاول العديد من المسؤولين الحصول على أوراق وتقرير السيد كورتز والذي كان به العديد من المصادر التي يمكن الحصول على العاج منها، بينما الصورة كانت لخطيبته، والتي أصرت على القبطان حينما التقى بها الحديث عن آخر كلمات لخطيبها والتي كذب عليها القبطان وأشار لها بأنه كان يلفظ اسمها عوضاً عن إخبارها بأنه تلفظ بكلمة: رعب، رعب.
العبرة من القصة هو أن هناك الكثير من الأسرار في العمل، ومن المؤكد أن لا أحد يحب أن يطلع الآخرين على أسراره سوى من هم أهلاً للثقة.