تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب الفرنسي أونوريه دي بلزاك، وتم العمل على نشرها عام 1841م، وتناولت في مضمونها الحديث حول فتاتين تربطهما علاقة قوية منذ فترة الطفولة، ولكن حينما أصبحن في مرحلة الشباب توجهت كل منهن بطريق مختلف، ولكن مع ذلك استمرت علاقتهن ومتابعة كل منهن لأحوال الأخرى بعد زواجهن.
الشخصيات
- الفتاة لويز دي تشوليو
- الفتاة رينيه دي ماوكومبي
- الشاب فيليب هيناريز زوج لويز الأول
- جدة لويز
- شقيقا لويز
- السيد لويس دي ليستورايد زوج رينيه
- السيد جيمس جاستون زوج لويز الثاني
- مدام غاستون زوجة شقيق جيمس
رواية مذكرات عروسين
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في بداية القرن الثامن عشر في دولة فرنسا، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من القرى الريفية كان يوجد هناك دير يعرف باسم دير بلوا الكرملي، وفي ذلك الدير كانت تقيم فتاتان الأولى تدعى لويز دي تشوليو والثانية تدعى رينيه دي ماوكومبي، وبعد أن انتهت مرحلة الطفولة وبدأن في مرحلة الشباب قررت الفتاتان الانتقال إلى مدينة باريس.
كانت كل من لويز ورينيه منذ فترة الطفولة وهن صديقتين مقربتين من بعضهن البعض، ولكن عندما غادرن الدير، سارت كل منهما في طريق واتجاه مختلف تماماً، إذ اختارت لويز السير خلف قلبها والارتباط بشخص تربطه بها قصة حب رومانسية، بينما اتخذت رينيه منهجًا أكثر واقعية وأرادت أن تعيش بما يتناسب معها، ولا تسير خلف أوهام، وعلى الرغم من ذلك بقيت صداقتهما محفوظة من خلال مراسلاتهم التي استمرت لعشر سنين.
ومن المتوقع في تلك الفترة أن تضحي لويز بنفسها من أجل شقيقيها الأكبر منها وأن تعمل كراهبة، ولكن لويزا رفضت الخضوع لمثل هذا المصير، وذات يوم توسطت جدتها والتي كانت تحتضر وعلى وشك الموت لصالحها؛ وذلك لأن رغبتها كانت بأن توصي بكامل ثروتها للويز، ومن أجل أن ترث ثروتها توسطت بخروجها من الدير، وبذلك أنقذتها من الحياة المغلقة كراهبة كرميلية وتركتها من أجل ان تستمتع بحياتها وتستقل بحياتها ماديًا، كما صرحت جدتها بأنها حرة في قراراتها حول رغبتها في مساعدة إخوانها مالياً دون الاضطرار إلى التضحية بطموحاتها الخاصة.
وبعد حصول لويزا على الثروة استقرت في مدينة باريس، وخلال حياتها هناك انخرطت بحياة دور الأوبرا وعلى وجه الخصوص الإيطالية منها، بالإضافة إلى الكرات المقنعة وخاضت العديد من المغامرات الرومانسية، وذات يوم وقعت لويزا في حب شاب من أصول إسبانية ويدعى فيليب هيناريز وهو من طبقة النبلاء، ولكن مع ذلك كان غير مناسب لها في تلك الحال التي أصبح بها، إذ كان يعرف بلقب البارون دي ماكومر، وذات يوم تم نفيه من دولة إسبانيا، وخلال تلك الفترة عاش متخفيًا في مدينة باريس حيث اضطر إلى إعالة نفسه من خلال تعليم اللغة الإسبانية.
وبعد مرور فترة من الوقت تمكن البارون من استعادة ثروته ومكانته الاجتماعية النبيلة، وبعد أن وصل لما يريد أخذ يتودد إلى لويز من أجل إقامة علاقة رومانسية معه، وافقت لويزا أخيراً، ولم يمضي الكثير من الوقت حتى تزوجا، في بداية زواجهما كانا يعيشان حياة سعيدة خالية من أي مشاكل وهموم، لكن بعد فترة مرت على ذلك الزواج بدأت غيرة لويز تزعجه إلى حد كبير، حتى تسببت له تلك الغيرة بنوبة قلبية أدت إلى وفاته تاركًا لويزا أرملة حزينة تبلغ من العمر أربعة وعشرين عامًا فقط.
بينما رينيه فقد كانت تناقض تماماً مع السير بطريق الحب بشكل ملحوظ، وازداد ذلك التناقض بسبب مواقف لويز في الحب والعلاقات الفاشلة التي تقيمها، وعندما غادرت الدير انتقلت إلى إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة بروفانس، وبعد فترة من استقرارها هناك تزوجت من رجل كبير في السن يدعى لويس دي ليستورايد وهو ما لديه القليل من الثروة والمكانة الاجتماعية، وفي ذلك الوقت كان من الصعب أن تحبه رينيه، فلا يوجد شيء به يحب، ولكن كانت سعيدة بحياتها وأنجبت ثلاثة أطفال منه.
وعلى مدار عدة سنوات كرست رينيه نفسها وجسدها وروحها لإسعاد عائلتها، وبشكل تدريجي كبر بداخلها حب زوجها على طريقتها الخاصة، وبتشجيعها صنع لنفسه مسارًا مهنيًا في المجتمع المحلي، والتي تتوج بكون أحد الضباط السابقين العاملين في القوات الفرنسية، كما أنه كان حاصل على وسام جوقة الشرف، وخلال ذلك الوقت كانت رينيه لاذعة للغاية في انتقاداتها للويز، حيث اعتبرتها شخصية أنانية ومنغمسة في حب الذات، وأوضحت أن السعادة الحقيقية للمرأة تكمن في الأمومة والتفاني والتضحية من أجل عائلتها.
وبعد مرور ما يقارب على الأربع سنوات من وفاة فيليب، وقعت لويز في الحب للمرة الثانية، ولكن هذه المرة موضوع حبها حول الشاعر والكاتب المسرحي الفقير ويدعى جيمس جاستون، والذي يصغرها بعدة سنوات، ويوماً بعد يوم بدأت تبيع لويز ممتلكاتها في المدينة، وانتقلت للعيش في شاليه في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة فيل دافراي وهي قرية صغيرة بالقرب من مدينة باريس، وأخذت تعيش حياة العزلة مع زوجها الجديد، ولكن رينيه لم تنخدع بهذه الحفلة التنكرية التي تظاهرت بها لويز، وحذرت لويز من أنها لا تزال تعيش حياة مكرسة للأنانية والانغماس في الذات، في حين أن السعادة الحقيقية تكمن فقط في التضحية بالنفس للزوج والأطفال، بينما لويز أصرت أن تبقى بلا أطفال.
وبعد مرور بضع سنوات من النعيم الظاهر، اكتشف لويز أن هناك تغييرًا كبيراً في زوجها، كما أدركت أن زوجها أصبح حريصًا على النجاح المالي لأعماله الأدبية من مسرحيات ومؤلفات شعرية، وفي يوم من الأيام اكتشفت لويز اختفاء مبلغ كبير من المال الخاص بها، وبدأت الشكوك تدور في ذهن لويز حول زوجها جيمس في أن يكون له عشيقة من الطبقة العليا، وبعد العديد من التفسيرات توصلت إلى استنتاج صادم مفاده أن لديه عائلة أخرى في باريس، وأنه متزوج من سيدة من أصول إنجليزية معروفة باسم مدام غاستون، وعلاوة على ذلك لديه طفلين، الأول يشبه جيمس بشكل ملحوظ.
وفي النهاية اعترفت لويز لرينيه بأنها وصلت إلى حالة يأس في مشاعرها وأعلنت عزمها على الانتحار بدلاً من الخضوع لمثل تلك الحالة التي آلت إليها ولكن عرض زوج رينيه مساعدته في إيجاد حل لمشكلة لويز، وبعد العديد من التحقيقات حول حياة جيمس كشف حقيقة الوضع بأن مدام غاستون هي في الواقع أرملة شقيق جيمس، إذ تركت وقت وفاة زوجها في حالة من الفقر الشديد، وقد أخذ جيمس على عاتقه مساعدتها والاهتمام بابني شقيقه، ولكنه خجل من أن يطلب المال من زوجته، ولذلك أخذه دون علمها، وحينما سمعت رينيه بذلك هرعت إلى الشاليه التي تقيم به لويز لتخبرها بالحقيقة، ولكن كان قد فات الأوان، إذ وجدت لويز استسلمت للموت من خلال تناولها لكمية زائدة من الحبوب المنومة وتنتظر أن تلقى حتفها.
مؤلفات الكاتب أونوريه دي بلزاك
- رواية الجلد المسحور