طرق مواجهة الاغتراب في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


هناك مجموعة من الطرق التي قام بها الشعراء وذلك للتصدي ومواجهة  الأشكال المتعددة من الاغتراب، حتى يتوصلوا إلى حالة من العزاء الذاتي في داخلهم؛ ليتخلصوا من المعاناة النفسية الناتجة عن هذا الشعور الكبير بالغربة.

طرق مواجهة الاغتراب في الشعر الجاهلي

اللجوء إلى البيئة والطبيعة

تعتبر الطبيعة واحدة من أهم الطرق التي لجأ إليها الشاعر الجاهلي ليتخلص من همومه، فنرى الشاعر يندفع إلى أحضان البيئة والطبيعة ووصفها، وكل ذلك في محاولة منه أن يبتعد عن أحزانه وهمومه.

ومن أمثلة الشعراء اللذين لجأوا إلى الطبيعة ووصفها وتشبيهها بالمحبوبة الشاعر معد بن كرب فيقول:

“ألمِم بِسلمى قبل أَن تَظعَنا

إِنَّ بنا من حُبِّها دَيدَنَا

كأَنَّ سلمى ظَبيةٌ مُطفِلٌ

تَرعى حِقافَ الرَّمل من أَرزَنا

تَنشُرُ وَحفاً مُسبَكِرّاً على

لَبَّاتِها أَسوَدَ مُغدَودِنا”

اللجوء إلى الغزل

عندما يمر الشاعر الجاهلي بحالة من الاغتراب النفسي والمعاناة النفسية نراه يلجأ إلى تذكر محبوبته لينسى ألمه وهمومه، ومن أمثلة هذا النوع من الشعر ما قاله الحطيئة في تغزله بمحبوبته:

“مُبَتَّلَةٍ يَشفي السَقيمَ كَلامُها

لَها جيدُ أَدماءِ العَشِيِّ خَذولِ

وَتَبسِمُ عَن عَذبٍ زُلالٍ كَأَنَّهُ

نِطافَةُ مُزنٍ صُفِّقَت بِشَمولِ

فَعَدِّ طِلابَ الحَيِّ عَنكَ بِجَسرَةٍ

تَخَيَّلُ في ثِنيِ الزِمامِ ذَمولِ”

اللجوء إلى الدين

ومثال ذلك قول الشاعر الحطيئة في التصبر بالدين والمواساة به:

“لا يُبعِدِ اللَهُ إِذ وَدَّعتُ أَرضَهُمُ

أَخي بَغيضاً وَلَكِن غَيرُهُ بَعُدا

لا يُبعِدِ اللَهُ مَن يُعطي الجَزيلَ وَمَن

يَحبو الجَليلَ وَما أَكدى وَلا نَكِدا

ذكر محاسن الأفعال والمكارم

ومثال ذلك قول الشاعرة الخنساء حيث قالت:

كَأَن لَم يَكونوا حِمىً يُتَّقى

إِذِ الناسُ إِذ ذاكَ مَن عَزَّ بَزّا

وَكانوا سُراةَ بَني مالِكٍ

وَزَينَ العَشيرَةِ بَذلاً وَعِزّا”

ذكر البطولة والشجاعة

ومثال ذلك في شعر عمرو بن معد كرب الزبيدي فيقول:

“وكم من فِتيَةٍ أبناءِ حربٍ

على جُردٍ ضَوَامِرَ كالقِداحِ

صَبَحتُ بهم بيوتَ بني زيادٍ

وجُردُ الخيل تَعثُرُ بالرِّماحِ”

ضرب الأمثال وإيراد الحكمة

في شعر أبو ذؤيب الهذلي:

“هَلِ الدَهرُ إِلّا لَيلَةٌ وَنَهارُها

وَإِلّا طُلوعُ الشَمسِ ثُمَّ غِيارُها”


شارك المقالة: