صور الشعراء القدامى جميع جوانب حياتهم من خلال مقطوعاتِهم كما تطرقوا إلى وصف مناخ بيئتهم وخصوصًا فصل الشتاء الذي عانوا فيه الكثير.
وصف الشتاء في الشعر الجاهلي
1- الشتاء والرياح: ربط الشعراء القدامى بين السحاب والمطر وعدُّوها جالبة للخير والمطر الغزير الذي يجعل الأرض خصبة وخاصة ريح الجنوب وعنها أنشد عبيد بن الأبرص:
هَبَّت جَنوبٌ بِأولاهُ وَمالَ بِهِ
أَعجازُ مُزنٍ يَسُحُّ الماءَ دَلّاحِ
فَأَصبَحَ الرَوضُ وَالقيعانُ مُمرِعَةً
مِن بَينِ مُرتَفِقٍ فيهِ وَمُنطاحِ
2- الشتاء والسحاب: يرى الشعراء أن الرياح تحمل الغيوم المحملة بالمطر وتسوقها إلى مناطقهم فترويهِم الغيث الغزير وعن هذه السحب نظم أبو ذؤيب الهذلي:
سقى أم عمروٍ كل آخر ليلةٍ
حناتم سودٌ ماؤهن ثجيجُ
تَرَوَّت بِماءِ البَحرِ ثُمَّ تَنَصَّبَت
عَلى حَبَشِيّاتٍ لَهُنَّ نَئيجُ
3- الشتاء والمطر: اهتم أهل الصحراء بالمطرِ وفرحوا بنزوله لأنه المصدر الأساسي للماء لديهم وبه يكثر الخصب وترعى إبلهم ومواشيهم وعنه ردد أبو ذؤيب الهذلي:
أرقت له ذات العِشاء كأنه
مخاريق يُدعى وسطهنَّ خريجُ
تُكَركِرُهُ نَجدِيَّةٌ وَتَمُدُّهُ
يَمانِيَةٌ فَوقَ البِحارِ مَعوجُ
4- الشتاء وديار الحبيبة: وصف الشعراء الأمطار المنهمرة على المنازل من أحبوا وكيف غيرت من معالمها وآثارها وعن هذا ينشد عبيد بن الأبرص:
لمن الدار أقفرت بالجناب
غير نُؤي ودمنةٍ كالكتاب
غيرتها الصبا ونفح جنوب
وشمال تذرو دُقاق التراب
5- الشتاء وصفة الكرم: رأى الشعراء أن أبهى صور الكرم تلك التي تظهر في فصل الشتاء الذي يشح فيه الطعام وتكثر فيه الحاجة وعن هذا ينشد يزيد بن خذاق العبدي:
فَلَت عينها عني سفاهًا أوراقها
فتى دون أضياف الشتاء شراب
6- الشتاء والمرأة: دمج الشعراء بين المطر والمرأة لأنها رمز للخصب والعطاء وعن هذا نظم حسان بن ثابت:
تبلت فؤادك في المنام خريدة
تشفي الضجيع بباردٍ بَسّام
كالمسك تخلطه بماء سحابةٍ
أو عاتقٍ كدم الذبيح مُدام
7- الشتاء والحرب: ربط الجاهليون بين المطر والحروب وكلما قلت الأمطار زادت النزاعات والصراع من أجل تأمين الطعام والشراب وعن هذا أنشد عامر بن الطفيل:
لله غارتنا والمحل قد شجيت
منه البلاد فصار الأفق عُريانا