فن الموشحات الأندلسية

اقرأ في هذا المقال


يعود ظهور الموشح إلى العديد من العوامل، منها ما يعود إلى الجذور المشرقية، ولكننا نستطيع الجزم بأن الموشحات هي أندلسية الأصل والمنشأ، ولها صلة كبيرة بالبيئة الأندلسية، وسنتناول في هذا المقال توضيح فن الموشحات في الاندلس.

مفهوم الموشح

الموشح لغة: من الوشاح، وهو حزام مليء باللؤلؤ والجواهر المنظوم الذي تتزين به المرأة.

أما اصطلاحًا فهو الكلام المرتب في قوالب محددة وأوزان مختلفة.
وسميت الموشحات بذلك لما فيه من زخرفة وترصيع وتزين، فهو يشبه وشاح المرأة المرصع باللؤلؤ والجواهر.

عوامل ظهور الموشحات

– التجديد الموسيقي الذي أدخله زرياب وتلاميذه في الغناء.

– ميل الأندلسيين إلى الإبداع والابتكار والخروج على الأوزان التقليدية.

– طبيعة الحياة التي عاشها شعراء الأندلس، وانتشار أجواء الحرية الانفتاح، وانتشار مجالس السمر.

أجزاء الموشح الأندلسي

يقسم الموشح بحسب بنائه إلى عدة أقسام:

المطلع: وهو الأشطر الأولى من القصيدة.

القفل: هو القسم الذي يلي الدورة مباشرة، ويتشابه مع المطلع من حيث الوزن والقافية وعدد الأغصان.

الدور: هو مجموعة الأسماط التي تقع بين الأقفال، وبين المطلع والقفل، أو بين القفل والخرجة.

البيت: وهو الذي يتكون من الدور والقفل الذي يليه.

الخرجة: آخر قفل في الموشح.

مثال على أجزاء الموشح

أيها الساقي إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمعِ (مطلع)

ونديم همت في غرّته (دور)

وبشرب الراح من راحته (دور)

جذب الزق إليه واتكى وسقاني أربعاً في أربع (قفل)

غصن بانٍ مال من حيث التوى (دور)

مات من يهواه من فرط الجوى (دور)

كلما فكر في البين بكى….ويحه يبكي لمن لم يسمعِ (قفل)

كبدٌ حرّى ودمعٌ يكف

يذرف الدمع ولا ينذرف

أيها المعرض عما أصف

قد نما حبي بقلبي وزكا لا تقل في الحب إني مدعي (خرجة).

أغراض ومواضيع وأنواع الموشحات

نظم الموشح في أكثر أغراض الشعر المعروفة مثل:

موشحات الغزل

كما قال أبي بكر بن زهر في دائرة الحب واللهو.

حي الوجوه الملاحا وحي نجل العيون

هل في الهوى من جناح

أو في نديمٍ وراح

رام النصيح صلاحي

وكيف أرجو صلاحاً بين الهوى والمجون

ابن سناء الملك أضناه الهوى فقال:

يا شقيق الروح في جسدي أهوىً بي منك أم ألم

ضعت بين العذل والعذل

وأنا وحدي على خبلِ

ما أرى قلبي بمختبلِ

ما يريد البين من خلدي….وهو لا خصمٌ ولا حكمٌ

 موشحات الوصف

فهذا الشاعر أبي جعفر بن سعيد يصف الطبيعة، إذ قال:

ذهّبت شمسُ الأصيلْ فضة النّهرِ

أيّ نهرِ كالمدامةْ

صيّر الظلّ فدامةْ

نسجتُه الريحُ لامَهْ

وثنثْ للغُصْن لامَةْ

فهو كالعضبِ الصقيل حُفّ بالشّفرِ

 المدح بهدف الكسب

لسان الدين يمدح الوزير أبي عامر فقال

أنتَ العزيزُ الأبيّ واَلملكُ مَلْكُ الأنامْ

أنت السراجُ الوضيّ البدرُ بدرُ التّمامْ

ليث إذا ما الكميُّ قد هابَ روعَ الحِمامْ

 الوشاحون المتصوفون

وأشهر ما قيل في الزهد للشاعر المتصوف محي الدين بن عربي:

تدرّع لاهُوتي بناسُوتي وحصّل مُوسى اليَمّ تابُوتي

عندما لاحَ لعيني المتّكا ذبتُ شوقاً للذي كانَ معي

أيها البيتُ العتيقُ المشْرقُ

جاءك العبدُ الضعيفُ المسرفُ

عينهُ بالدمعِ شوقاً تذرِفُ

غربة منه وسُكْر فالبُكَا ليس محموداً إذا لَمْ ينفع

أيها الساقي اسقني لا تأتل

فلقد أتعبَ فكري عُذّلي

أشهر الموشحات الأندلسية


شارك المقالة: