هناك الكثير من الحكايات والطرائف الأدبية المضحكة والمسلية، ومن أجمل الطرائف الأدبية، طرائف الجاحظ، فسمي الجاحظ بهذا الاسم بسبب جحوظ عينيه، ومن إحدى طرائفه قصته مع المرأة الغريبة.
قصة الجاحظ والمرأة الغريبة
- كان يا ما كان في قديم الزمان، بينما كان الجاحظ جالساً على أحد الطرق برفقة صديق له، أتت له امرأة فائقة الجمال، فقال في نفسه: يا لجمال تلك السيدة! فلم أرَ في حياتي فتاة تعادل حسن تلك السيدة، قالت السيدة له: أودّ أن أطلب منك طلباً وأتمنى بأن لا تردني خائباً، قال لها الجاحظ: وماذا تريدين أيتها السيدة؟ وما هو أمركِ؟ قالت السيدة: أود أن تأتي معي إلى مكان ما، ودون أي تردد وافق الجاحظ على طلبها، فجمال تلك المرأة جعلت الجاحظ يوافق دون أن يفكر ودون أن يعرف لأي مكان يذهب.
- وفي منتصف الطريق سأل الجاحظ نفسه: ما بالك أيها الرجل؟ لما وافقت على الذهاب معها دون أن تعرف لأي مكان تود أن تذهب! ثم قال الجاحظ بصوت مرتفع: عذراً أيتها السيدة، ولكن إلى أين نحن متجهون؟ قالت السيدة: لا عليك أيها الرجل فالمكان قريب جداً، نحتاج فقط إلى عدة دقائق ونصل إلى وجهتنا.
- وبالفعل بعد عدة من الدقائق وصلت السيدة إلى مكان يصاغ فيه الذهب، دخلت السيدة برفقة الجاحظ وقالت للصائغ: مثل هذا تماماً ثم ذهبت السيدة، تعجب الجاحظ من أمر المرأة، فماذا تقصد في قولها مثل هذا تماماً؟ فسأل صائغ الذهب: ما هو قصد المرأة؟ قال الصائغ: إنها امرأة طلبت مني بأن أصنع لها خاتماً منقوشاً عليه صورة شيطان، فقلت لها وما هو تفاصيل ذلك الشيطان؟ فأتت بك وأمرتني بأن يكن مثلك تماماً، تعجب الجاحظ وخجل كثيراً من ذلك الموقف.