تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول معلمة بارعة تقوم بشرح الدروس للطلاب من خلال طريقة مشوقة وغير تقليدية، وتلك الطريقة كانت تساعد الطلاب في الفهم بشكل أسرع وأبسط.
قصة المعلمة الماهرة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في إحدى الولايات الأمريكية، حيث أنه في إحدى المدارس كانت هناك معلمة متميزة في تلقين الدروس للطلاب وشرحها بشكل شيق وغير تقليدي، وقد كانت تلك المعلمة تدرس الصف الخامس، وذات يوم أول ما حضرت المعلمة للصف كانت تحمل بين أيديها مجموعة من القصص وأقلام للكتابة، وبعد أن وضعت مجموعة القصص على الطاولة أخذت قلم لوح وكتبت على السبورة عنوان أعراف وأساسيات الكتابة.
ثم وقفت أمام طلابها وقالت لهم: من منكم يا تلاميذي يريد أن يقرأ ما كتب على السبورة؟ فقام أحد الطلاب وقرأها، ثم سألت المعلمة: من منكم يعلم ما هي أساسيات وأعراف الكتابة؟ وهنا لم يجيبها أحد فقالت المعلمة: إن أعراف الكتابة يا تلاميذي الصغار تستعمل بشكل واسع في الكتب التي ندرسها وأنتم تعرفوها جيداً، وبدأت الحيرة تعتلي وجوه الطلاب.
وفي تلك الأثناء بدأت المعلمة بشرح أساسيات الكتابة وأوضحت أنها عادات التي ينبغي أن يتقيد بها كل من الكتاب والمؤلفين؛ وذلك من أجل تنظيم الكلمات المكتوبة، والهدف من ذلك هو مساعده القارئ على الإدراك والتركيز أثناء القراءة، كما أنه يتم وضع كل تلك الأعراف بشكل مستقل على الجانب الأيمن من الصفحة، ثم بعد ذلك يتم توضح هذه الأعراف؛ وذلك لأنها تساهم في التركيز ولفت الانتباه القارئ حول كلمات وجمل ذات أهمية، فإن الكتابة على شكل فقرات تتم من خلال جزء فارغ في أول السطر وتختم بنقطة حتى يتم تنظيم المادة المكتوبة وتكون سهلة وبسيطة ومفهومة للقارئ، ومن أهم أساسيات الكتابة هي الاتي: العنوان الرئيسي، العناوين الجانبية، التعداد، الإبراز.
وأكملت المعلمة حديثها بقولها: يوجد العديد من أشكال وأنواع أساسيات الكتابة ومن أهمها هو العناوين وأهمها العنوان الرئيسي، حيث أن ذلك العنوان يوضح التعبير الدقيق عن فكرة الموضوع الأساسية وينبغي أن يكون العنوان مكتوب بخط كبير وواضح ويمكن فهمه بسهولة كذلك يدل على الموضوع، كما يجب أن يكون مكان العنوان في منتصف السطر الأول في أعلى الصفحة.
ثم بعد ذلك تطرقت المعلمة لشرح العناوين الجانبية، وقد أشارت أنها ليست هي ذاتها العناوين الفرعية، إذ تعتبر العناوين الجانبية هي تلك التي تكون على سطر مستقل في الجانب الأيمن من الصفحة وتدل عن تفاصيل حول الموضوع، كما أوضحت أن العناوين الجانبية هي عبارة عن الأفكار الفرعية التي تتواجد داخل كل موضوع وأساسيات الكتابة هي ما يتم تمييزها بلون مختلف أو أن يتم وضع تحتها خط أو ما تنفرد بلون الخط أو الحجم، وهذا الأمر يساهم إلى حد كبير في إبراز تلك الكلمات تجعل القارئ يركز على هذا الجزء ويلفت نظره إلى كل من الكلمات والجمل التي تعتبر ذات أهمية بارزة.
ثم بعد ذلك بدأت المعلمة في شرح معنى التعداد للطلاب وأول ما بدأت به هو نوع تعداد الأمور التفصيلية وهي التي تستعمل في التعداد اللفظي، ومن ثم تناولت موضوع التعداد الرقمي، ومن ثم تناولت الحديث حول موضوع التعداد الألفبائي أو الرياضي ثم بعد ذلك تناولت الحديث حول التعداد الأبجدي أو ما يطلق عليه في الكثير من الأحيان التعداد اللغوي ومن ثم التعداد النقطي وهو على شكل الرمز بنجمة مثلاً.
وفي لحظة ما قام أحد الطلاب ورفع يده للمداخلة، وبعد أن سمحت له المعلمة بالحديث، أشار إلى أن التعداد بشتى أشكاله أكثر ما هو متواجد في كتبهم في مادة العلوم، فمادة العلوم تتناول الحديث عن أجهزة الجسم وأقسامها، وهذا الأمر بحاجة إلى تعداد من أجل سهولة حفظها للطالب، وفي تلك اللحظة أثنت المعلمة على مداخلته المفيدة والتوضيحية وأضافت بعض الكلمات التي تزيد من ثقته بنفسه.
وبعد الانتهاء من أمر التعداد تطرقت المعلمة لشرح الفقرات ومدى أهميتها للقارئ، وقد أشارت إلى أن داخل الفقرة المكتوبة يجب أن يكون متواجد فراغات في بداية السطر تقدر بحوالي كلمة، كما أنه يجب أن تنتهي الجملة بنقطة ويجب أن تشرح كل فقرة من تلك الفقرات عن فكرة أساسية واحدة وكل تفاصيلها الجزئية.
وهنا ضربت لهم المعلمة مثال من واحد من الكتب وقالت: هل رأيتم في بداية درس أساسيات الكتابة أسفل العنوان الفرعي له لون داكن ويوجد فراغ في بداية الفقرة وتنتهي الفقرة بالنقطة؟، فأجاب التلاميذ: نعم شاهدناه يا معلمتي، ثم سألتهم المعلمة مرة أخرى المعلمة وقالت: هل رأيتهم يا أعزاءي أن كل فرع من هذه الأساسيات تتم كتابته بكل فقرة مع بدايتها فراغ وتكون بلون غامق، كما أن كل فقرة تتضمن فكرة فرعية، بالإضافة إلى أنه يتم التركيز على تلك الفكرة وكافة الأفكار الفرعية تكون مرتبطة مع الفكرة الأساسية.
فأجابوا الطلاب: نعم يا معلمتي الفاضلة لقد وجدنا ذلك الارتباط بين المواضيع من خلال علامات الترقيم التي تتبع إلى الفكرة الفرعية في هذه الفقرة، إذ أن كل فقرة تبدأ بفراغ وتنتهي بنقطة، كما أنه لها فكرة فرعية من أفكار العنوان الرئيسي، أثنت عليهم المعلمة واستكملت شرحها.
وبعد مواضيع الفقرات تطرقت المعلمة للحديث حول كيفية استخدام الجداول والرسوم التوضيحية خلال النصوص، وأشارت بقولها: داخل أساسيات الكتابة في أغلب الأوقات يتم الاستعانة بكل من الجداول والرسوم التوضيحية حتى من خلالها يتم تلخيص الجزئيات المتعددة للموضوع؛ وذلك من أجل أن يكون كل من الحفظ والفهم بسيط على القارئ، كما أنه يتم استرجاع المعلومات بطريقة أسهل، كما أنه للجداول أهمية بالغة في توضيح الأولويات وعمل المقارنات، إذ أنها تبسط على القارئ أن يتصور ويفهم الموضوع بكل ما فيه من تفاصيل مهما كانت متعددة، وهنا قدمت المعلمة مثال من كتاب مادة الرياضيات الذي تظهر به العديد من التجسيديات للأشكال حتى يتم توضيع العلاقات بين الأرقام.
وفي النهاية تطرقت المعلمة لتوضيح حول أنه كيف يمكن للقارئ القيام بشرح وفهم الأهداف، وأوضحت ذلك من خلال قولها: إن العديد من المؤلفين يضعون في بداية فصول الكتب الأهداف التي من المتوقع للقارئ الوصول لها عند قراءة الفصل، وهذا هو الحال في كل فصل من الفصول الدراسية التي نقوم بدراستها فلكل منها أهداف يسير حولها، إن هذه الأساسيات تمد القارئ بشكل عام عن محتوى الفصل كما يدفعه إلى التركيز.
وفي نهاية الدرس قدمت المعلمة مثال حول أهداف الدرس الذي تطرقوا له وهو ما يقتضي الإلمام بأعراف وأساسيات الكتابة ومدى أهميتها، كما أشارت إلى أنه في نهاية كافة الكتب سوف نجد النهاية التي يلخص بها الأهداف، والتي يسعى لها كل درس أو كل فصل من الفصول، إن هذه الأساسيات ينبغي على القارئ أن يركز عليها ويلم بها لتساعده في الفهم وتعطيه له فرصة للمراجعة.
العبرة من القصة هو أن المعلمة القديرة والمتميزة هي من تبتكر أسهل وأبسط الأساليب من أجل توصيل أهم المعلومات لطلابها بطريقة سهلة للفهم والتعليم.