مَن منا لا يقرأ عن جحا؟ ومَن منا لا يعلم أنه رجل واسع الحيلة والحكمة؟ فالأدب العربي ذكر لنا العديد من القصص والروايات التي تبهج القلب وترسم البسمة على شفاهنا بمجرد قراءتها والخوض في تفاصيلها الممتعة والمسلية، ومن تلك القصص قصة جحا مع الثوب الجديد.
قصة ثوب جحا
- كان يا ما كان في قديم الزمان، يحكى أنه ذات يوم من الأيام قرر جحا أن يشتري ثوباً جديداً، فنزل إلى السوق واختار القماش المناسب وذهب به إلى الخياط المعروف في القرية وعلى الرغم من أن الثوب كان بسيط التفاصيل إلا أنه كان ذلك الثوب جميلاً للغاية، فقام جحا بارتدائه ونزل به وسط السوق، رأى الناس ثوبه الجديد ولقد نال منهم كل الدهشة والإعجاب، تجمع الناس حول جحا ليباركوا له بذلك الثوب، ثم سأله رجلاً: من أين اشتريت قماش ذلك الثوب؟ والآخر قال له: من هو الخياط الذي صنع لك هذا الثوب الجميل؟! وأحدهم قال: كم تكلفة القماش؟ وما هي أجرة ذلك الخياط؟ وما هو نوع ذلك القماش الجميل؟
- بدأ جحا بالإجابة عن جميع الأسئلة حتى شعر بالضجر والغضب من هذا التجمهر، وقال جحا لهم: إنه مجرد ثوب لا داعي لكل تلك الأسئلة، ثم ذهب جحا إلى بيته مسرعاً وقال لزوجته: تحدثي إلى كل من يسأل عني بأني مريض، فلا أريد مشاهدة أحد، وفي اليوم التالي أتى على جحا العديد من الرجال يسألونه عن سبب اختفائه، وبعض الأسئلة عن ذلك الثوب، فما بدر من جحا إلا أنه خرج فوق سطح المنزل وقال بصوت مرتفع: اشتريت الثوب بكذا وكذا، وكان سعره يا ناس كذا وكذا، وقماشه نوعه كذا، وغيرها من الأمور الكثيرة التي سألوا عنها الجميع.