إن الطرائف الأدبية من أجمل قصص الأدب العربي القديم، فهناك عدة كتب في الأدب العربي تتناول الكثير من القصص والحكايات الممتعة والظريفة، ومنها قصص جحا المضحكة والمسلية، فمَن منا لا يبتسم عند سماعه أو قراءته لقصة من قصص جحا الظريفة.
قصة جحا مع كلمة السر احم
- في يوم من الأيام كان جحا يشتكي منه بعض الناس، فكلما جلس جلسة سواء كانت مع أصدقائه أو أقاربه أو أي تاجر أو بائع في السوق، يقول قولاً مبالغاً فيه وليس حقيقياً، فلا يستطيع العقل ولا المنطق أن يصدق ما يقوله جحا، وفي يوم حَزن جحا لأمر نفسه كثيراً وأصابته الحيرة، فكل أهل القرية باتوا لا يطيقون الجلوس مع جحا ولا إجراء أي نقاش معه، فهو معروف بين قومه بالمبالغ الكذّاب.
- سئم جحا من حاله وقرر الذهاب لصديقه المقرب؛ ليشتكي له همّه، ويخبره ما الذي سيفعله وهو في هذا الحال مع أهل قريته، قال له صديقه: حسناً يا جحا أنا لدي الحل لمشكلتك فلا تقلق يا صديقي، فكلما جلسنا في جلسة وبدأت تبالغ في حديثك، سوف أقول لك كلمة “احم”، هنا يا جحا أقول لك لا تبالغ في حديثك ولكن بطريقة لا يفهمها غيري وغيرك، وافق جحا على ذلك الحل وشكر صديقه كثيراً.
- وفي اليوم التالي جلس جحا مع مجموعة من الناس ومن ضمنهم صديقه المقرّب، قال جحا: لقد بنيت مسجداً كبيراً ارتفاعه مئة ألف متر، دُهش الجميع من قول جحا، قال صديقه المقرب: احم، قال جحا: ولكن كان عرضه متراً واحداً، تعجب الناس وقالوا: كيف ذلك يا جحا؟ متراً بألف متر! نظر جحا إلى صديقه وقال: ضيق الله على من ضيقها علينا.