القصص والطرائف الأدبية هي من أجمل التراث الأدبي العربي القديم، فلقد اشتهر الأدب العربي بالكثير من الطرائف التي تجذب الصغار والكبار، لما فيها من ضحك وحكمة وعبر وتسلية، فهي ترسم الابتسامة على وجوه من يقرؤها أو يسمعها، ومن تلك القصص قصص جحا، فجحا من الشخصيات التاريخية الحقيقية التي يوجد لديه العديد من القصص والطرائف والحكايات المسلية، ومن تلك القصص قصة جحا والرسالة البيضاء.
قصة جحا والرسالة البيضاء
في يوم من تلك الأيام كان هناك عرس كبير يقيمه أحد أثرياء القرية، ولقد أَعدّ وليمة ضخمة تشهد أجمل وأشهى أصناف الأكل، عَلِم جحا بذلك العرس وقد دُعي إليه الكثير من أصدقاء جحا ومعارفه، ولكن جحا لم يكن مدعوّاً إلى ذلك الحفل، فجحا رجل يحب الطعام جداً، حيث فكر بحيلة ليدخل ذلك العرس بعد أن تأكد أنه يوجد في ذلك العرس أشهى الطعام والحلوى اللذيذة، ولكن كيف سيدخل وهو ليس مدعوّاً؟ ولا يوجد معرفة بينه وبين صاحب الحفل.
أحضر جحا ورقة وظرفاً، ثم ارتدى أجمل ما عنده من ثياب وأخذ حماره مسرعاً إلى الحفل وهو ممسك في يده الظرف، وبعد أن وصل جحا إلى مكان الحفل، قام بالدخول وسلم الظرف إلى صاحب الحفل، وبعد ذلك همّ جحا بشوق كبير إلى تلك المائدة الشهية، جلس جحا بين المدعوين وبدأ بتناول الطعام وتناول تلك الأصناف الشهية بلا انقطاع وبلهفة شديدة، تعجب الحاضرون من طريقة أكل جحا وشراهته وبدأوا يتساءلون من يكون هذا الرجل؟
قام صاحب الحفل بالرجوع إلى ورقة جحا وإذ الورقة بيضاء اللون لا يوجد فيها كلمة واحدة، قال صاحب الحفل لجحا: هذه الورقة بيضاء اللون ولا يوجد أي كتابة فيها، قال جحا وفمه مليئاً بالطعام: نعم، هذه الدعوة لا كتابة فيها لأني جئت مسرعاً، فلم أتمكن من كتابتها فأرجو عفوك يا صاحب الحفل العظيم، توقف جحا عن الأكل لحظة ثم عاد ليأكل وقال لصاحب الحفل بكل حيلة: وصيتك يا أخي أولادي وزوجتي من بعدي، فضحك صاحب الحفل ومن معه من الحضور لطرافة ودهاء جحا.
ومن هنا نقول أن جحا عند سماعه لوجود حفل في قريته، هم بالتفكير في حيلة للوصول إلى ذلك الحفل والوصول إلى تلك المائدة التي يوجد عليها أصناف لا تعد من الأكل الشهي، وعند وصوله لمكان الحفل وبعد أن مُلئ بطنه بالطعام والشراب، اكتشف صاحب الحفل بأن جحا لم يكن مدعوّاً، فبعد أن واجهه صاحب الحفل، رد عليه جحا بطريقة مضحكة وظريفة جعلت كل الحاضرين يضحكون.