قصة جحا وتحدي السلطان والسهم

اقرأ في هذا المقال


خاض جحا عدة من التحديات كان يريد السلطان بها أن يوقع به وينتصر عليه، وكان في أغلب الأحيان يقوم جحا باستفزاز السلطان بردوده حتى يغضب ويأمر بقتله، ولكنّه في جميع قصصه كان ينجو بطرق وحيل ظريفة، سنتناول في هذه القصة عن تحدي آخر بينه وبين والسلطان مع رمي السهام

جحا وتحدي السلطان والسهم:

في يوم من الأيام كان السلطان جالساً مع جحا في تحدي كبير، وكان غاضباً جدّاً من جحا فكان كلّما يسأله سؤالاً يجيب جحا بإجابة تثير الاستفزاز لدى السلطان، فأراد أن يقتله بالسهم وأمر جحا بالوقوف في مكان وأن لا يتحرك، وأخذ السهم وأراد ضرب جحا به، رمى السلطان السهم لأول مرة ولكنه أصاب به عمامة جحا، فقال جحا: الحمد لله أنّه لم يأتي برأسي.

قام السلطان برمي السهم لمرة ثانية فأصاب به كم ثوب جحا ولكنّه لم يصب يده، وقام بضرب كمّه الآخر وكان السلطان يريد إصابة هذه الأماكن قصداً، وقال لجحا بعد ما انتهى من عمله: أنت شجاع يا جحا لأنك بقيت واقفاً ولم تخف أو تهرب، وأنا سآمر لك بعمامة جديدة وقميص بدلاً عن القميص الذي مزقّه السهم، فقال له جحا: وأريد يا سيدي أن تأمر لي ببنطال جديد، تعجّب السلطان وقال له: ولكنّني لم أصب بنطالك يا جحا، فقال له: ولكنّه مبتل وأنا أخاف أن أشعر بالبرد، ضحك السلطان وأمر له ببنطال آخر.

نظر السلطان لجحا وقال له: أريد أن أسألك ما هو العلم الذي تتقنه، قال له: أنا لا أعرف شيئاً يا مولاي، فسأله السلطان: وما الذي تلبسه برأسك وكان يقصد العمامة، فقال له جحا: هذه قطعة من القماش وأنا أخذها من المسجد كل يوم وأصنعها وأضعها على رأسي، قال له السلطان: وكيف أتيت اليوم إلى هنا؟ قال له جحا: لقد نظرت من ثقب الإبرة ووجدت الدنيا واسعة فأتيت من الجهة الأخرى.

ضحك السلطان لإجابات جحا الظريفة وقال له: أنا أريد أن أعيّنك إمام المسجد الكبير، قال له جحا: أنا يا سيدي؟ ولكنّ هذا لا يجوز، قال له السلطان: أنا قتلت الإمام القديم وقتلت العلماء وأنا أريد عالماً جديداً لا يفقه شيئاً، قال له جحا: ولكننّي يا سيدي لا أعرف شيئاً فماذا سأقول في الخطب؟ قال له السلطان: أنا أريد أن يكون إمام المسجد لا يعرف شيئاً وأنت باستطاعتك أن تقول ما تريد.

أصبح جحا إماماً للمسجد، وكان لا يعرف ماذا سيقول ولكنّه كان يحتال بعدم قول شيء في كل مرة، ذهب الناس للسلطان ليشتكي جحا له، طلبه السلطان وقال له: أنا أريد حضور خطبة الجمعة القادمة وأريدك أن تلقي خطبة تنال إعجابي وإعجاب الناس، وعندما حضر السلطان وبدأ جحا ليخطب فقال: سبحان الله لقد خلق الله الجمل من دون أجنحة وذلك لحكمة أنه لو استطاع الطيران فسيهدم بيوتكم، يجب أن تحمدوا الله هيا أقم الصلاة، أعجب السلطان بكلامه وأثنى عليه وأراد أن يكافئه، فأعطاه السلطان عبد كهدية وفرح جحا كثيراً وسمّاه مرجان، وقال للسلطان: هذه جائزة وصفتي التي أعطيتك إيّاها وهي الثوم والعسل، أرأيت أنّها وصفة مفيدة.


شارك المقالة: